منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   سير أعلام النبلاء (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=179)
-   -   ابن عربي – الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=368799)

حر الجزائر 30-08-2017 07:54 AM

ابن عربي – الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف
 
http://www.mawhopon.net/wp-content/u...9%8A_10184.jpg


ابن عربي – المتصوف الكبير الإمام “محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي” لقب بالشيخ الأكبر، وهو ينسب إليه مذهب باسم الأكبرية، ولد بمرسية في الأندلس في رمضان عام 558هـ الموافق 1164م، قبل وفاة شيخ عبد القادر الجيلانى بعامين، وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في جبل سفح قاسيون.
كان أبوه علي بن محمد من أئمة الفقه والحديث، ومن أعلام الزهد والتقوى التصوف، وكان جده أحد قضاة الأندلس وعلمائها، فنشأ نشأة تقية ورعة نقية من جميع الشوائب الشائبة، وهكذا درج في جو عامر بنور التقوى، فيه سباق حر مشرق نحو الشرفات العليا للإيمان.
وانتقل والده إلى أشبيلية وحاكمها إذ ذاك السلطان محمد بن سعد، وهي عاصمة من عواصم الحضارة والعلم في الأندلس، وما كاد لسانه يبين حتى دفع به والده إلى أبي بكر بن خلف عميد الفقهاء، فقرأ عليه القرآن الكريم بالسبع في كتاب الكافي، فما أتم العاشرة من عمره حتى كان مبرزاً في القراءات ملهما في المعاني والإشارات، ثم أسلمه والده إلى طائفة من رجال الحديث والفقه.
مرض في شبابه مرضا شديدا وفي أثناء شدة الحمي رأى في المنام أنه محوط بعدد ضخم من قوى الشر، مسلحين يريدون الفتك به، وبغتة رأى شخصا جميلا قويا مشرق الوجه، حمل على هذه الأرواح الشريرة ففرقها شذر مذر ولم يبق منها أي أثر فيسأله محيي الدين من أنت؟ فقال له أنا سورة يس.
وعلي أثر هذا أستيقظ فرأي والده جالسا إلى وسادته يتلو عند رأسه سورة يس، ثم لم يلبث أن برئ من مرضه، وألقي في روعه أنه معد للحياة الروحية وآمن بوجود سيره فيها إلى نهايتها ففعل.
تزوج بفتاة تعتبر مثالا في الكمال الروحي والجمال الظاهري وحسن الخلق، فساهمت معه في تصفية حياته الروحية، بل كانت أحد دوافعه الي الإمعان فيها، وفي هذه الأثناء كان يتردد على إحدى مدارس الأندلس التي تعلم سرا مذهب الأمبيذوقلية المحدثة المفعمة بالرموز والتأويلات والموروثة عن الفيثاغورية والاورفيوسية والفطرية الهندية/ و كان أشهر أساتذة تلك المدرسة في ذلك القرن ابن العريف المتوفي سنة 1141م.

اسهاماته ومؤلفاته ” ابن عربي ”

أثر ” ابن عربي ” تأثيرا كبيرا في التصوف الإسلامي ليس في زمنه فقط بل إلى الآن، ويعتبر أحد أبرز المفكرين المسلمين الذين حظيت أعمالهم بالدراسة والترجمة في مختلف أنحاء العالم.
وبرع الشيخ الأكبر ” ابن عربي ” في علم التصوف وكتب فيه المئات من الكتب والرسائل زاد عددها عن خمسمائة كتاب على حدّ قول عبد الرحمن جامي صاحب كتاب “نفحات الأنس”.
ومن أهم المؤلفات هو كتاب “الفتوحات المكية” الذي يعد أهم مؤلَّف في التاريخ الإسلامي، ومن مؤلفاته كتاب “تفسير القرآن” الذي يقول فيه صاحب كتاب فوات الوفيات أنه يبلغ خمساً وتسعين مجلداً وربما هذا هو كتاب التفسير الكبير الذي بلغ فيه إلى سورة الكهف عند الآية: “وعلمناه من لدنا علما”، ثم توفي قبل أن يتمّه.
وله أيضاً: “فصوصُ الحِكَم” الذي يقول في مقدمته أنه رأى الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم في المنام وأعطاه كتابا وقال له أخرجه للناس ينتفعون به، فأخرجه كما هو من غير زيادة ولا نقصان.
وله أيضاً من الكتب: “محاضرة الأبرار”، “إنشاء الدوائر”، “عقلة المستوفز”، “عنقاء مغرب في صفة ختم الأولياء وشمس المغرب”، “ترجمان الأشواق”، “التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية”، “مواقع النجوم ومطالع أهلّة أسرار العلوم”، “الجمع والتفصيل في حقائق التنزيل”، “الجُذوة المقتبسة والخطرة المختلسة”، “كشف المعنى في تفسير الأسماء الحسنى”، “المعارف الإلهية”، “الإسرا إلى المقام الأسرى”، “مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية”، “الفتوحات المدنية”، “الأحاديث القدسية”، وغيرها الكثير من الرسائل الصغيرة.
وقام الدكتور “عثمان يحيى” رحمه الله بتأليف كتاب قيّم فيه مؤلفات الشيخ الأكبر سمّاه: مؤلفات ابن العربي تاريخها وتصنيفها، وهو باللغة الفرنسية ثم ترجمه الدكتور أحمد الطيبي إلى اللغة العربية ونشر عام 2001 من قبل الهيئة المصرية العامة للكتاب.
أجمع الكتّاب والباحثون المختصون أنّ الشيخ الأكبر “ابن العربي” لم يكن مؤلّفاً عاديّاً مثل غيره من المؤلّفين، بل كان يتميّز عن غيره بالكمّ والكيف، وهو نفسه يؤكد أنه لا يجري مجرى المؤلّفين الذين يكتبون عن فكر ورويّة، وقد وصفه بروكلمان بأنه من أخصب المؤلفين عقلاً وأوسعهم خيالاً، ووردت ترجمة محيي الدين ابن العربي في العديد من كتب التاريخ وتراجم الرجال، مثل: “المختصر المحتاج إليه”، و”التكملة لوفيات النقلة” و”سير أعلام النبلاء” و”تاريخ الإسلام” و”الوافي بالوفيات”وغيرها.

ألقابه ” ابن عربي ”


في التاريخ الإسلامي عُرف الكثير من الرجال بلقب “ابن عربي”، حيث ذكر “ابن ماكولا” في “الإكمال” بعض هؤلاء الرجال منهم: الزبير بن عربي أبو سلمة النميري البصري، والنضر بن عربي، وإبراهيم بن عربي الكوفي، ويعقوب بن عربي الكوفي، ويحيى بن حبيب بن عربي البصري، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن عربي الطائفي، وحسين بن عربي البصري، ومحمد بن يوسف بن عربي البصري.
ولقب الشيخ “محي الدين ابن العربي” بالعديد من الألقاب، فكثيراً ما يدعوه مريدوه بألقاب التعظيم والتبجيل مثل سلطان العارفين، وإمام المتقين، ومربي الشيوخ والمريدين، والكبريت الأحمر، إلى غير ذلك من ألقاب التفخيم والتبجيل التي يستحقها، وابتداءً من القرن العاشر الهجري، بعد أن فتح السلطان سليم الأول دمشق سنة 922 للهجرة وأمر بتشييد مسجد الشيخ محيي الدين وبناء ضريحه إلى جانبه، أصبح ابن العربي يُعرف باسم الشيخ الأكبر.

تلك المقالة ” ابن عربي ” مقدمة لكم من موقع موهوبون

أمازيغي مسلم 03-09-2017 04:56 PM

رد: ابن عربي – الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف
 
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

لمعرفة حقيقة:" ابن عربي الطائي" بالبراهين الساطعة والأدلة القاطعة: نلتمس من القراء الكرام تصفح الرابط الآتي:
http://montada.echoroukonline.com/showpost.php?p=2186169&postcount=17

حر الجزائر 03-09-2017 05:21 PM

رد: ابن عربي – الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم (المشاركة 2186171)
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

لمعرفة حقيقة:" ابن عربي الطائي" بالبراهين الساطعة والأدلة القاطعة: نلتمس من القراء الكرام تصفح الرابط الآتي:
http://montada.echoroukonline.com/showpost.php?p=2186169&postcount=17


تقديم : بعد الهجمة الممنهجة التي تستهدف المعالم التاريخية بتونس وببلدان مجاورة توجه فيها أصابعالاتهام لاتباع المذهب الوهابي المتطرف والذي عرف بعدائه الواضح للاختلاف الفكري والمذهبي واستهدافه قولا وفكرا وفعلا لاضرحة الاولياء التي أصبحت في تونس وفي البلاد الاسلامية جزء من الذاكرة الجمعية و تراثا وطنيا وعالميا من واجب الجميع حمايته من هذه المجموعات الاجرامية التي تتكرر اعتداءاتها على المعالم الأثرية في المقابل صمت وتواطئ السلطة تجاه هذه الممارسات القروسطية ، يهمنا نشر موقف علماء الزيتونة ضلالات الفكر الوهابي بعد نشر رسالة محمد بن عبد الوهاب الى تونس ... المناعي.
رسالة محمد بن عبد الوهاب مؤسس التيار الوهابي
أرسل سعود بن عبد العزيز بن سعود (المتوفى سنة 1231هـ\1816م) رسالة إلى أهل المغرب العربي
(سماها
بعضهم بالرسالة الوهابية، وقيل إنها من كتابة الشيخ ابن عبد الوهاب نفسه) يبيّن فيها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويدعوهم فيها إلى الأخذ بمذهبه، وقد وردت الرسالة إلى القطر التونسي فبعث بها الباي أبو محمد حمودة باي (1759-1814) إلى علماء عصره، وطلب منهم أن يوضحوا للناس الحق، فكتب عليها العلامة المحقق أبو الفداء إسماعيل التّميمي (رحمه الله) كتابا مطولا سماه "المنح الإلهية في طمس الضلالة الوهابية"، وأجاب عنها العلامة المحقق قاضي الجماعة أبو حفص عمر (توفى رحمه الله في محرم سنة 1222هـ/أفريل 1807م) ابن المفتي العلامة المالكي أبو الفضل قاسم المحجوب برسالة بديعة.

وفيما يلي نص الرسالة "الوهابية" :
-------------
الرسالة "الوهابية"
-------------
بسم الله الرحمن الرحيم، نستعينه ونستغفره ونعوذ به من شر أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يُضلل الله فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى، ولا يَضُر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا أما بعد:
فقد قال الله تعالى: {قلْ هذهِ سبيلي أدعوا إلى اللهِ على بصيرةٍ أنا ومنِ اتَّبَعني وسُبحانَ اللهِ وما أنا من المشركين}، وقال الله تعالى: {قُلْ إن كُنتم تُحِبُّونَ اللهَ فاتَّبِعوني يُحبِبْكُمُ اللهُ ويغفرْ لكم ذنوبكم}، وقال الله تعالى: {وما آتاكُم الرسولُ فخُذوهُ وما نهاكم عنهُ فانتهوا}، وقال الله تعالى: {اليومَ أكملتُ لكم دينكم وأتْمَمتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ دينًا}، فأخبر سبحانه أنه أكمل الدين وأتمّه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمرنا بلزوم ما أتى به إلينا من ربنا وترك البدع والتفرق والاختلاف، وقال تعالى: {اتَّبعوا ما أُنزِلَ إليكم من ربِّكُم ولا تتبعوا من دونهِ أولياءَ قليلاً ما تذَكَّرون}، وقال تعالى: {وأنَّ هذا صِراطي مُستقيمًا فاتَّبِعوهُ ولا تتَّبعوا السُّبُلَ فتَفرَّقَ بكم عن سبيلهِ ذلكم وصَّاكُم به لعلكُم تتَّقون}.
والرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن أمته آخذة ما أخذه الأمم قبلها شبرًا فشبرًا وذراعًا فذراعًا. وأخبر في الحديث أن أمته ستفترق ثلاثًا وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: "من هي يا رسول الله؟" قال: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي".
وإذا عرفت هذا، فمعلوم ما عمّت به البلوى من حوادث الأمور التي أعظمها الإشراك بالله، والتوجه إلى الموتى، وسؤالهم النصر على العِدى، وقضاء الحاجات وتفريج الكربات التي لا يقدر عليها إلا رب الأرض والسموات، وكذلك التقرب إليهم بالنذور، وذبح القربات، والاستعانة بهم في كشف الشدائد وجلب الفوائد، إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلى لله تعالى.
وصرْفُ شيء من أنواع العبادة لغير الله كصرف جميعها لأنه سبحانه أغنى الأغنياء عن الشركاء، ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه، وأخبر أن المشركين يدعون الملائكة والأنبياء والصالحين ليقربوهم إلى الله زلفى، ويشفعوا عنده، وأخبر أنه لا يهدي من هو كاذب كفار.
وقال تعالى: {ويعبدونَ مِن دونِ اللهِ ما لا يضُرُّهُم ولا ينفعهم ويقولونَ هؤلاءِ شُفعاؤنا عندَ اللهِ قُلْ أتُنَبِّئُونَ اللهَ بما لا يعلمُ في السمواتِ ولا في الأرضِ سُبحانهُ وتعالى عمَّا يُشرِكون}، فأخبر أن من جعل بينه وبين الله وسائط لأجل الشفاعة فقد عبدهم وأشرك بهم، وذلك أن الشفاعة كلّها لله كما قال تعالى: {قُلْ للهِ الشفاعةُ جميعًا}، و: {من ذا الذي يشفعُ عندهُ إلا بإذنِهِ}، وقال تعالى: {يومئذٍ لا تنفعُ الشفاعةُ إلا مَنْ أذِنَ لهُ الرحمنُ ورضيَ لهُ قولاً}. وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد كما قال تعالى: {ولا يشفعونَ إلا لِمَنِ ارتضى}. فالشفاعة حق، ولا تطلب في دار الدنيا إلا من الله كما قال تعالى: {وأنَّ المساجدَ للهِ فلا تدعوا معَ اللهِ أحدًا}، وقال تعالى: {ولا تدعُ من دونِ اللهِ ما لا ينفعُكَ ولا يَضُرُّكَ فإن فعلتَ فإنَّكَ إذًا مِنَ الظالمين}. فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد الشفعاء وصاحب المقام المحمود، وآدم فمن دونه تحت لوائه لا يشفع إلا بإذن الله، ولا يشفع ابتداء بل يأتي فيخرُّ لله ساجدًا فيحمده بمحامد يعلّمه إياها ثم يقول له: "ارفع رأسك وسلْ تُعْطَ واشفع تشفَّع"، ثم يحدّ له حدًا فيُدخلهم الجنة، فكيف بغيره من الأنبياء والأولياء؟ وهذا الذي ذكرنا لا يخالف فيه أحد من علماء المسلمين، بل قد أجمع عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم ممن سلك سبيلهم ودرج على مناهجهم. وما حدث من سؤال الأنبياء والأولياء من الشفاعة بعد موتهم، وتعظيم قبورهم ببناء القِباب عليها وإسراجها والصلاة عندها وجعل الصدقة والنذور لها فكل ذلك من حوادث الأمور التي أخبر بوقوعها النبي صلى الله عليه وسلم أمته وحذَّر منها كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى يلحق حيّ من أمتي بالمشركين وحتى تعبد أقوام من أمتي الأوثان".
وهو صلى الله عليه وسلم حمى جانب التوحيد أعظم حماية وسد كل طريق موصل إلى الشرك، فنهى أن يجصص القبر ويبنى عليه كما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر، وثبت فيه لفظ أنه بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمره أن لا يدع قبرًا مشرفًا إلا سوّاه. ولذلك قال غير واحد من العلماء: "يجب هدم القباب المبنية على القبور" لأنها أسّست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
فهذا هو الذي أوجب الاختلاف بيننا وبين الناس، حتى آل الأمر إلى أن كفَّرونا وقاتلونا واستحلوا دماءنا وأموالنا، حتى نصرنا الله عليهم وظفرنا بهم، وهو الذي ندعو الناس إليه ونقاتلهم عليه بعدما نقيم عليهم الحجة من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف الصالح من الأئمة، ممتثلين لقوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكونَ فتنةٌ ويكونَ الدينُ كلّه للهِ}. فمن لم يُجب الدعوة بالحجة والبيان دعوناه بالسيف والسنان كما قال الله تعالى: {لقدْ أرسلنا رُسُلنا بالبيِّناتِ وأنزلنا معهم الكتابَ والميزانَ ليقومَ الناسُ بالقِسْطِ وأنزلنا الحديدَ فيهِ بأسٌ شديدٌ}.
وندعو إلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج بيت الله الحرام، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ولله عاقبة الأمور.
فهذا ما نعتقده وندين الله به، فمن عمل على ذلك فهو أخونا المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا.
ونعتقد أيضًا أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة، وأنه لا تزال طائفة من أمته على الحق
منصورة لا يضره من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك. انتهى.
رسالة مفتي الديار التونسية للرد على محمد بن عبد الوهاب

ردّ الشيخ عمر المحجوب قاضي ومفتي الديار التونسية (توفى في محرم سنة 1222هـ/أبريل 1807م)

الجزء الأول

{ربنا افتَحْ بيننا وبينَ قومِنا بالحَقِّ وأنتَ خيرُ الفاتحين}، {ربنا لا تجعلنا فتنةً للقومِ الظالمين. ونجِّنا برحمتِكَ من القومِ الكافرين}، {يا أيُّها الذينَ آمنوا عليكُم أنفُسَكُم لا يضُرُّكُم من ضَلَّ إذا اهتَدَيتُم إلى الله مرجِعُكُم جميعًا فيُنَبِّئُكم بما كنتم تعملون}، {يا أيُّها الذينَ آمنوا لا تُحِلّوا شعائر اللهِ ولا الشهرَ الحرامَ ولا الهَدْيَ ولا القلائِدَ ولا آمِّينَ البيتَ الحرامَ يبتغونَ فضلاً مِن ربِّهم ورِضوانًا وإذا حَلَلْتُم فاصطادوا ولا يَجْرِمَنَّكُم شَنَآنُ قومٍ أن صَدُّوكُمْ عنِ المسجدِ الحرامِ أن تعتدوا وتعاونوا على البِرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثمِ والعُدوان} .

أما بعد هذه الفاتحة التي طلعت في سماء المفاتحة، فإنك راسلتنا تزعمُ أنك القائم بنصرة الدين، وأنك تدعو على بصيرة لما دعا إليه سيد الأولين والآخرين، وتحثُّ على الاقتفاء والإتباع، وتنهى عن الفرقة والابتداع، وأشرت في كتابك إلى النهي عن الفرقة واختلاف العباد، فأصبحت كما قال الله تعالى: {ومِنَ الناسِ مَن يُعجبُكَ قولُهُ في الحياةِ الدنيا ويُشهِد الله على ما في قلبهِ وهو ألدُّ الخِصام. وإذا تولَّى سعى في الأرض ليُفسِدَ فيها ويُهلِكَ الحرْثَ والنسلَ واللهُ لا يحب الفساد}ُّ
وقد زعمت أن الناس قد ابتدعوا في الإسلام أمورًا، وأشركوا بالله من الأموات جمهورًا في توسلهم بمشاهد الأولياء عند الأزمات، وتشفعهم بهم في قضاء الحاجات، ونذر النذور إليهم والقربات، وغير ذلك من أنواع العبادات، وأن ذلك كله إشراك برب الأرضين والسموات، وكفر قد استحللتم به القتال وانتهاك الحرمات، ولعمر الله إنك قد ضللت وأضللت، وركبت مراكب الطغيان بما استحللت، وشنّعت وهوّلت، وعلى تكفير السلف والخلف عوَّلت، وها نحن نحاكمك إلى كتاب الله المحكم، وإلى السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أما ما أقدمت عليه من قتال أهل الإسلام، وإخافة أهل البلد الحرام، والتسلط على المعتصمين بكلمتي الشهادة، وأدمتم إضرام الحرب بين المسلمين وإيقاده، فقد اشتريتم في ذلك حُطام الدنيا بالآخرة، ووقعتم بذلك في الكبائر المتكاثرة، وفرقتم كلمة المسلمين، وخلعتم من أعناقكم ربقة الطاعة والدين، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيَّنوا ولا تقُولوا لمن ألقى إليكم السلامَ لستَ مؤمنًا تَبْتَغونَ عَرَضَ الحياةِ الدُّنيا فعِندَ اللهِ مغانِمُ كثيرةٌ}، وقال عليه الصلاة والسلام: "أُمرتُ أنا أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله – أي ومحمد رسول الله - فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله."
وحيث كنت لكتاب الله معتمدًا، ولعماد سنته مستندًا، فكيف بعد هذا – ويحك - تستحلُّ دماء أقوام بهذه الكلمة ناطقون، وبرسالة النبي صلى الله عليه وسلم مصدقون، ولدعائم الإسلام يُقيمون، ولحوزة الإسلام يحمون، ولعبدة الأصنام يقاتلون، وعلى التوحيد يناضلون، وكيف قذفتم أنفسكم في مهواة الإلحاد، ووقعتم في شق العصا والسعي في الأرض بالفساد؟.

وأما ما تأوَّلته من تكفيرهم بزيارة الأولياء والصالحين، وجعلهم وسائط بينهم وبين رب العالمين، وزعمت أن ذلك شنشنةُ الجاهلية الماضين، فنقول لكم في جوابه: معاذ الله أن يعبد مسلم تلك المشاهد، وأن يأتي إليها معظمًا تعظيم العابد، وأن يخضع لها خضوع الجاهلية للأصنام، وأن يعبدها بسجود أو ركوع أو صيام، ولو وقع ذلك من جاهل لانتهض إليه ولاة الأمر والعظماء، وأنكره العارفون والعلماء، وأوضحوا للجاهل المنهج القويم، وهدوه الصراط المستقيم.

وأما ما جنحت إليه وعوَّلت في التفكير عليه، من التوجه إلى الموتى وسؤالهم النصر على العدى، وقضاء الحاجات، وتفريج الكربات، التي لا يقدر عليها إلا رب الأرضين والسموات، إلى آخر ما ذكرتم، موقدًا به نيران الفرقة والشتات، فقد أخطأت فيه خطأ مبينًا، وابتغيت فيه غير الإسلام دينًا، فإن التوسل بالمخلوق مشروع، ووارد في السنة القويمة ليس بمحظور ولا ممنوع، ومشارع الحديث الشريف بذلك مفعمة، وأدلته كثيرة محكمة، تضيق المهارق عن استقصائها، ويكلّ اليراع إذا كُلف بإحصائها، ويكفي منها توسل الصحابة والتابعين، في خلافة عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، واستسقاؤهم عام الرمادة بالعباس، واستدفاعهم به الجدب والباس، وذلك أن الأرض أجدبت في زمن عمر رضي الله عنه، وكانت الريح تذرو ترابا كالرماد لشدة الجدب، فسميت عام الرمادة لذلك، فخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالعباس بن عبد المطلب يستسقي للناس، فأخذ بضبْعَيْهِ وأشخصه قائما بين يديه وقال: اللهم إنّا نتقرب إليك بعم نبيك، فإنك تقول وقولك الحق: {وأمَّا الجِدارُ فكانَ لغُلامَينِ يتيمَيْنِ في المدينةِ وكانَ تحتهُ كنزٌ لهما وكانَ أبوهُما صالحًا}، فحفظتهما لصلاح أبيهما، فاحفظ اللهم نبيك في عمه فقد دنونا به إليك مستغفرين، ثم أقبل على الناس وقال: استغفروا ربكم إنه كان غفارًا، والعباس عيناه تنضحان يقول: اللهم أنت الراعي لا تُهمِلِ الضالةَ ولا تدعِ الكسير بدار مَضْيَعة، فقد ضرع الصغير ورقّ الكبير وارتفعت الشكوى، وأنت تعلم السر وأخفى، اللهم فأغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلكوا، إنه لا يبأس من رَوْحك إلا القوم الكافرون، اللهم فأغثهم بغياثك فقد تقرَّب القومُ إليك بمكانتي من نبيك عليه السلام، فنشأت سحابة ثم تراكمت، وماسَتْ فيها ريح ثم هزّت، ودرَّت بغيثٍ واكفٍ، وعاد الناس يتمسحون بردائه ويقولون له: هنيئًا لك ساقيَ الحرمين.

فأخبرني –يا أخ العرب- هل تكفّر بهذا التوسل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، وتكفر معه سائر من حضر من الصحابة والتابعين، لكونهم جعلوا بينهم وبين الله واسطة من الناس، وتشفّعوا إليه بالعباس، وهل أشركوا بهذا الصنيع مع الله غيره، وما منهم إلا من أنهضته للدين القويم غيرة. كلا والله، وأقسم بالله وتالله، بل مكفّرهم هو الكافر، والحائد عن سبيلهم هو المنافق الفاجر، وهم أهدى سبيلاً، وأقوم قيلاً، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "اقتدوا بمن بعدي: أبي بكر وعمر".
وإذا قدحت في هذا الجمع من الصحابة الذين منهم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وغيرهما فمن أين وصل لك هذا الدين، ومن رواه لك مبلغًا عن سيد المرسلين؟ ثم ما تصنع يا هذا في الحديث الآخر الذي رواه مسلم في صحيحه مرفوعًا للنبي صلى الله عليه وسلم في أويس، وأنه أخبر به عليه الصلاة والسلام وهو من أعلام النبوءة، وأمر عمر بطلب الاستغفار منه، وأنه طلب منه ذلك واستغفر له، وقد قال الله تعالى عن إخوة يوسف عليه السلام: {يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنَّا كُنَّا خاطِئين}.

فالزائر للأولياء والصالحين إما أن يدعو الله لحاجته، ويتوسل بسرّ ذلك الولي في إنجاح بُغيته، كفعل عمر في الاستسقاء، أو يستمدَّ من المزور الشفاعة له وإمداده بالدعاء كما في حديث أويس القرني، إذ الأولياء والعلماء كالشهداء أحياء في قبورهم، إنما انتقلوا من دار الفناء إلى دار البقاء.
فأيُّ حرج بعد هذا يا أيها القائم للدين، في زيارة الأولياء والصالحين؟ وأي منكر تقوم بتغييره، وتقتحم شقّ العصا وإضرام سعيره؟ ولعلك من المبتدعة الذين ينكرون أنواعًا كثيرة من الشفاعة، ولا يثبتونها إلا لأهل الطاعة، كما أنه يلوح من كتابك إنكار كرامات الأولياء، وعدم نفع الدعاء، وكلها عقائد عن السنة زائغة، وعن الطريق المستقيم رائغة.
وقولكم إن ما قلتموه لا يخالف فيه أحد من المسلمين، افتراء ومين، وإلحاد في الدين، لأن أهل السنة والجماعة يثبتون لغير الأنبياء الشفاعة، كالعلماء والصلحاء وآحاد المؤمنين، فمنهم من يشفع للقبيلة ومنه من يشفع للفئام من الناس كما ورد أيضًا أن أويسًا القرني يشفع في مثل ربيعة ومضر.
وأما المعتزلة فإنهم منعوا شفاعة غير النبي صلى الله عليه وسلم وأثبتوا الشفاعة العظمى من هول الموقف، والشفاعة للمؤمنين المطيعين أو التائبين في رفع الدرجات، ولم يثبتوا الشفاعة لأهل الكبائر الذين لم يتوبوا في النجاة من النار بناء على مذهبهم الفاسد من التكفير بالذنوب، وأنه يجب عليها التعذيب.

وأما ما جنحت إليه من هدم ما بُنيَ على مشاهد الأولياء من القباب، من غير تفرقة بين العامر والخراب، فهي الداهية الدهياء والعظيمة العظمى من الظلم التي أضلك الله فيها على علم: {ومَنْ أظلمُ مِمَّن منَعَ مساجِدَ اللهِ أن يُذْكَرَ فيها اسمُهُ وسعى في خرابِها أولئِكَ ما كانَ لهم أن يدخُلوها إلا خائِفينَ لهُمْ في الدنيا خِزْيٌ ولهُم في الآخرةِ عذابٌ عظيمٌ}. وكأنك سمعت في بعض المحاضر بعض الأحاديث الواردة في النهي عن البناء على المقابر، فتلقَّفْته مجملاً من غير بيان، وأخذته جُزافًا من غير مكيال ولا ميزان، وجعلت ذلك وليجةً إلى ما تقلدته من العسف والطغيان، في هدم ما على قبور الأولياء والعلماء من البنيان. ولو فاوضت الأئمة، واستهديت هداة الأمة، الذين خاضوا من الشريعة لُججها، واقتحموا ثَبَجها، وعالجوا غِمارها، وركبوا تيارها، لأخبروك أن محلّ ذلك الزجر، ومطلع ذلك الفجر، في البناء في مقابر المسلمين المعدّة لدفن عامّتهم لا على التعيين، لِما فيه من التحجير على بقية المستحقين، ونبش عظام المسلمين.

وأما ما يبنيه المسلمون في أملاكهم المملوكة لهم، ليصلوا بمن يُدفن هناك حبلهم، فلا حرج يلحقهم، ولا حرمة ترهقهم. فكما لا تحجير عليهم في بناء أملاكهم دُورًا أو حوانيت أو مساجد، كذلك لا حرج عليهم في جعلها قبابًا أو مقامات أو مشاهد.
ثم ليتك إذ تلقفت ذلك منهم، ووعيته عنهم، أن تعيد عليهم السؤال، وتشرح لهم نازلة الحال، وهل يجوز بعد النزول والوقوع، هدم ما بُني على الوجه الممنوع، وهل هذا التخريب محظور أو مشروع. فإذا أجابوك أنه من معارك الأنظار، ومحل اختلاف العلماء والنُّظار، وأن منهم من يقول بإبقائه على حاله، رعيا للحائز في إتلاف ماله، وأن له شبهة في الجملة تحميه، وفي ذلك البناء منفعة للزائر تقيه. ومنهم من شدد النكير، وأبى إلا الهدم والتغيير.

فإذا تحقق عندك هذا، فكيف تقدم هذا الإقدام وتخوض مزالق الأقدام، وتطلق العنان في هدم كل مقام، من غير مراعاة في الدين ولا ذمام. فإذا انفتحت لك هذه الأبواب، نظرت بنظر آخر ليس فيه ارتياب، وهو أن المنكر الذي اقتضى نظرُك تغييره، ليس متفقًا عليه عند أهل البصيرة، وأنه من مدارك الاجتهاد، وقد سقط عنك القيام فيه والانتقاد.

ثم بعد الوصول إلى هذا المقام، أعد نظرًا في إيقاد نار الحرب بين أهل الإسلام، واستباحة المسجد الحرام، وإخافة أهل الحرمين الشريفين، والاستهوان لإصابة لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فسيتضح لك أنك غيَّرت المنكر في زعمك، وبحسب اعتقادك وفهمك، وأتيت بجمل كثيرة من المناكر، وطائفة عديدة من الكبائر، آذيت بها نفسك والمسلمين، وابتغيت بها غير سبيل المؤمنين، وتعرضت بها لإذاية الأولياء والصالحين، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث رواه البخاري والإمام، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل قال من عادى لي وليًّا فقد آذنني بحرب"، فكفى بالتعرض لحرب الله خطرًا، وقذفًا في العطب وضررًا.

وأما إنكار زيارة القبور، فأي حرج فيها أو محظور، وأي ذميمة تطرقها أو تعروها، مع ثبوت حديث: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها"، فإن هذا الحديث ناسخ لما ورد من النهي عن زيارتها، وماحٍ لما في أول الإسلام من حماية الأمة من أسباب ضلالتها، لقرب عهدها بجاهليتها، وعبادة أصنامها وآلهتها. وكيف تمنع من زيارتها والنبي صلى الله عليه وسلم قد شرعها، وسامَ رياضها وأربعها، فقد ثبت في حديث عائشة أم المؤمنين أنه صلى الله عليه وسلم زار بقيع الغرقد واستغفر فيه لموتى المسلمين، وثبت أيضًا أنه زار قبر أمه آمنة بنت وهب واستغفر لها. وأخذ بذلك الصحابة والتابعون، ودرج عليه العلماء والسلف الماضون، فقد ثبت في الأحاديث المروية عن أئمة الهدى ونجوم الاقتداء، أن فاطمة سيدة نساء العالمين زارت عمها سيد الشهداء، وذهبت من المدينة إلى جبل أحد، ولم ينكر من الصحابة أحد، وهم إذ ذاك بالمدينة متآمرون، وعلى إقامة الدين متناصرون. أفنجعل هؤلاء أيضًا مبتدعين، وأنهم سكتوا عن الابتداع في الدين؟ كلا والله، بل يجب علينا إتباعهم، ومن أدلة الشريعة إجماعهم.

وقد مضت على ذلك العلماء في جميع الأقطار، وانتدبوا بأنفسهم للاستمداد من قبور الصلحاء وقضاء الأوطار، ودونوا ذلك في كتبهم ومؤلفاتهم، وسطروه في دواوينهم وتعليقاتهم، وقسموا الزيارة إلى أقسام، وأوضحوا ما تلخص لديهم بالأدلة الشرعية من الأحكام. وذلك أن الزيارة إن كانت للاتعاظ والاعتبار، فلا فرق في جوازها بين قبور المسلمين والكفار، وإن كانت للترحم والاستغفار من الزائر، فلا منع فيها إلا في حق الكافر، فإن الشريعة أخبرت بعدم غفران كفره وعليه حملوا قوله تعالى: {ولا تُصَلِّ على أحدٍ منهُم ماتَ أبدًا ولا تَقُمْ على قبرهِ}. وإن كانت الزيارة لاستمداد الزائر من المزور، وتوخي المكان الذي فضله مشهور، والدعاء عند قبره لأمر من الأمور، فلا حرج فيها ولا محظور، بل هو مندوب إليه، ومرغّب فيه، وإنه مما تشد المطي إليه، ومن خالف في هذا الحكم سبيل جمهورهم، واتبع من الشبهات مخالف منشورهم، فقد شدد العلماء في النكير عليه، وسددوا سهام النقد إليه، وأشرعوا نحوه رماح التضليل، وأرهفوا له سيوف التجهيل، واتفقت كلمتهم على بدعته في الاعتقاد، وثنوا إليه عنان الانتقاد، ومن يُضلل الله فما له من هاد.
الجزء الثاني


وأما النهي الوارد في شد المطي لغير المساجد الثلاثة فإنما هو بالنسبة لنذر الصلاة فيها، فإنه لا يختلف ثواب الصلاة لديها.
وأما المزارات فتختلف في التصريف مقاماتها، وتتفاوت في ذلك كراماتها، وذلك لسرّ في الاستمداد والإمداد لا تطلع عليه، وضُرب بسور له باب بينك وبين الوصول إليه، وقد أوضح ذلك حجة الإسلام، ومن شهد له بالصديقية العلماء والأولياء العظام.
وأما إدماجكم لقبور الأنبياء في أثناء النكير، والتضليل لزائرها والتكفير، فهو الذي أحفظ عليكم الصدور، وأترع حياض الكراهة والنفور، وسدد إليكم سهام الاعتراض، وأوقد شُواظ البغض والارتماض.


فقل لي – يا أخا العرب- هل قمت لنصرة الدين أم لنقض عراه، وهل أنت مصدق بالوحي لنبيه أو قائل: إن هو إلا إفك افتراه؟ وما تصنع بعد اللتيَّا والتي، في حديث "من زار قبري وجبت له شفاعتي"؟ وأخبرني هل تضلل سليمان بن داود في بنائه على قبر الخليل ومن معه من أنبياء بني إسرائيل؟ وما تقول –ويحك- في الحديث الذي رواه جهابذة الرواة، وصححه المحدثون الثقات، وهو أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لما أسري بي إلى بيت المقدس، مرّ بي جبريل على قبر إبراهيم عليهما السلام، فقال لي انزل فصلّ هنا ركعتين، فإن ههنا قبر أبيك إبراهيم عليه السلام". وعنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر أنه قال: "من لم تُمكنْه زيارتي فليزُر قبر إبراهيم الخليل عليه السلام". فأين تذهب بعد هذا يا هذا؟ وهل تجد لنفسك مدخلاً أو معاذًا؟ وهل أبقيت بعد تضليل جميع الأنبياء ملاذًا؟ {ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذْ هَدَيْتنا وهبْ لنا من لدُنكَ رحمةً إنكَ أنتَ الوهاب}.

وأما تلميحكم للأحاديث التي تتلقفونها، ولا تحسنونها ولا تعرفونها، فهِمْتُم بسبب ذلك في أودية الضلالة، ولم تشيموا بها إلا بُرُوق الجهالة، وسلكتم شِعابها من غير خبير، ونحوتم أبوابها بلا تدبر ولا تدبير، فإن حديث: "لا تتخذوا قبري مسجدًا"، محمله عند البخاري على جعله للصلاة متعبدًا، حفظًا للتوحيد، وحماية للجاهل من العبيد، لأن المصلي للقبلة يصير كأنه مصلٍّ إليه، فحمى صلى الله عليه وسلم حمى ذلك من الوقوع فيه. وأما قصده للزيارة والاستشفاع والاستمداد ببركته والانتفاع، وقصد المسلمين إياه من سائر البقاع، فما يسعنا إلا الإتباع.
وكذلك ما لوَّحْتَ به إلى شدّ الرحال، فإنك أخطأت في الاستشهاد به في نازلة الحال، وذلك أن الحصر في المساجد، دون سائر المشاهد.
وكذلك ما لمحت إليه من حديث تعظيم القبر بإسراجه، فإنك أخطأت فيه واضح منهاجه، مع بهرجة نقده في رواجه، ومحمله – على فرض صحته- على فعل ذلك للتعظيم المجرد عن الانتفاع للزائرين، أما إذا كان القصد به انتفاع اللائذين والمقيمين، فهو جائز بلا مين.
وأما ما تدَّعونه من ذبح الذبائح والنذور، وتبالغون في شأنها التغيير والتنكير، وتصف ألسنتكم الكذب، وتثيرون في شأنها الهرج والشغب، فكون الذبائح المذكورة مما أهِلَّ به لغير الله مكابرةٌ للعيان، وقذفٌ بالإفك والبهتان، فإنا بلونا أحوال أولئك الناذرين، فلم نر أحدًا منهم يسمي عند ذبحها اسم ولي من الصالحين، ولا يلطخ الضرائح بدم تلك الذبائح، ولا يأتون بفعل من الأفعال، الحاكمة على تحريم الذبيحة والإهلال.
وأما نذرها لتلكم المزارات، فليس على أنها من باب الديانات، ولا أن من لم يفعل ذلك يكون ناقص الدين في العادات، وإنما يقصدون بذلك مقاصد الرُّقى والنشر، والانتفاع في الدنيا بسر في التصدق بها استتر، ولم يدر منها إلا ما اشتهر.
والواجب علينا وعليكم الرجوع في حكم نذرها إلى العلماء الأعلام، المتضلعين من دراية الأحكام، المقيمين لقسطاسها، المسرجين لنبراسها، الناقبين على أساسها، ومن لديهم محك عسجدها ونحاسها.

فإن كنتم للحق تقيمون، ومن مخالفة الشريعة تتجرمون {فسألوا أهلَ الذِّكرِ إن كنتم لا تعلمون}، {ولا تَقْعُدوا بكُلِّ صِراطٍ توعدون}، فإنهم يهدونكم السبيل، ويفتونكم في هذه المسألة بالتفصيل، وأن هذا الناذر إن نذر تلك الذبائح للولي المعيّن بلفظ الهدي والبدنة، فقد جاء بالسيئة مكان الحسنة، ولكن ما رأينا من خلعَ في هذا المحظور رسَنَه، ولا من اهتصَرَ فَتَنه، وإن نذر تلك الذبائح لمحل الزيارة، بغير هاته العبارة، وكان من الذبائح التي تقبل أن تكون هديًا، فهل يلزمه أن يسعى به لذلك المزار سعيًا، أو لا يلزمه إلا التصدق به في موضعه رعيًا، خلاف في مذهب مالك شهير، قرره النحارير. وإن كان ذلك النذر مما لا يصح إهداؤه، فالقاصد للفقراء الملازمين بمحل الشيخ يلزمه بعثه وإنهاؤه، والقاصد للولي في نذره وتشرعه، لا يلزمه إلا التصدق به في موضعه.

وإذا اتضح لديك الحال، فأي داعية للحرب والقتال؟ وهل يتميز المشروع من هذه الصور بالمحظور، إلا بالنيات التي لا يعلمها إلا العالم بما في الصدور؟ والله إنما كلفنا بالظاهر، ووكل إليه أمر السرائر. ولم يقيّض بالخواطر نقيبًا، ولا جعل عليها مهيمنًا من الولاة ولا رقيبا.ً

وإذا التزمت سدَّ الذريعة بالمنع من المشروع، خوفًا من الوقوع في الممنوع، فالتزم هذا الالتزام، في سائر العبادات الواقعة في الإسلام، التي لا تفرقة فيها بين المسلم والكافر، إلا بما انطوت عليه الضمائر. فإن المصلي في المسجد يحتمل أن يقصد عبادة الحجارة، بمثل ما احتمل صاحب الذبائح والزيارة، والصائم يحتمل أن يقصد بصومه تصحيح المزاج، أو المداواة والعلاج، والمزكي يحتمل أن يقصد مقصدًا دنيويًا، أو معبودًا جاهليًا، والمُحرِم بحج أو عمرة، يحتمل أن ينوي ما يوجب كفره.
وإذا وصلت إلى هذا الالتزام، نقضت سائر دعائم الإسلام، والتبس أهل الكفر بأهل الإيمان، وأفضى الحال إلى هدم جميع الأركان، واستبيحت دماء جميع المسلمين، وهدمت صلواتهم ومساجدهم وصوامعهم أجمعين.

فانظر أيها الإنسان، ما هذا الهذيان، وكيف لعب بك الشيطان، وماذا أوقعك فيه من الخسران. فارجع عن هذا الضلال المبين، وقل ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين.
وأما ما جلبتم من الأحاديث الواردة في تغيير النبي صلى الله عليه وسلم للقبور، وأنه أمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بطمسها وتسويتها، فقد أخطأتم الطريق في فهمها، ولم يأتِكم نبأ علمها، ولو سألتم عن ذلك ذويه، لأخبروكم بأن محمله طمس ما كانت الجاهلية عليه، وكانت عادتهم إذا مات عظيم من عظمائهم، بنوا على قبره بناء كأطمٍ من آطامهم، مباهاة وفخرًا، وتعاظمًا وكبرًا، فبعث صلى الله عليه وسلم من يمحو من الجاهلية آثارها، ويطمس مباهاتها وفخارها، وإلا فلو كان كما ذكرتم، لكان حكم التسنيم كحكم ما أنكرتم.
وإذا استبان لكم واتضح لديكم، انقلبت الحجة التي أتيتم بها عليكم، وكيف تجعلون تلك الأحاديث حجة قاضية على وجوب كون القبور ضاحية، والفرق ظاهر بين البناء على القبور، وحفر القبور تحت البناء، فالأول من فعل الجاهلية الوارد فيه ما ورد، والثاني هو الذي يعوزكم فيه المستند، ولا يوافقكم على تعميم النهي أحد.

وأما ما نزعتم إليه من التهديد، وقرعتم فيه بآيات الحديد، وذكرتم "أن من لم يُجِب بالحجة والبيان، دعوناه بالسيف والسنان"، فاعلم يا هذا أننا لسنا ممن يعبد الله على حرف، ولا ممن يفرُّ عن نصرة دينه من الزحف، ولا ممن يظن بربه الظنون، أو يتزحزح عن الوثوق بقوله تعالى: {فإذا جاءَ أجلُهُم لا يَسْتأخِرونَ ساعةً ولا يستقدِمون}، ولا ممن يميل عن الاعتصام بالله سرًا وعلنًا، أو يشك في قوله تعالى: {قُل لن يُصيبَنا إلا ما كتبَ اللهُ لنا}، وما بنا من وهن ولا فشل، ولا ضعف في النكاية ولا كسل، ننتصر للدين ونحمي حماه، وما النصر إلا من عند الله.

وأما ما جال في نفوسكم، ودار في رؤوسكم، وامتدت إليه يد الطمع، وسوَّلته الأماني والخدع، من أنكم من الفئة الذين هم ومن حالفهم، لا يضرهم من خالفهم، وأنكم من الطائفة الظاهرين على الحق، وأن هذه المناقب تساق إليكم وتَحقّ، فكلا وحاشا أن يكون لكم في هذه المناقب من نصيب، أو يصير لكم إرثها بفرض أو تعصيب، فإن هذا الحديث وإن كان واردًا صحيحًا، إلا أنكم لم تُوفّوا طريقه تنقيحًا، فإن في بعض رواياته "وهم بالمغرب" وهي تحجبكم عن هذه المناقب، وتبعدكم عنها بعد المشارق من المغارب.
فانفض يديك مما ليس إليك، ولا تمدَّنَّ عينيك إلى ما حرِّمت عليك، فإنكاح الثريا من سهيل، أمكن من هذا المستحيل.

أما أهل هذه الأصقاع والذين بأيديهم مقاليد هذه البقاع، فهم أجدر أن يكونوا من إخواننا، وتمتدُّ أيديهم إلى خِواننا، لصحة عقائدهم السنية، وإتباعهم سبيل الشريعة المحمدية، ونبذهم للابتداع في الدين، وانقيادهم للإجماع وسبيل المؤمنين.
وقد أنبأتنا في هذا الكتاب، وأعربت في طيّ الخطاب، عن عقائد المبتدعة، الزائغين عن السنة المتبعة، الراكبين مراكب الاعتساف، الراغبين عن جمع الكلمة والائتلاف، فالنصيحة النصيحة، أن تنزع لباس العقائد الفاسدة وتتسربل العقائد الصحيحة، وترجع إلى الله وتؤمن بلقاه، ولا تكفّر أحدًا بذنب اجتناه، فإن تبتم فهو خير لكم، وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله.

وزبدة الجواب وفذلكة الحساب، أنك إن قفوت يا أخا العرب نصحك، وأسَوْت بالتوبة جرحك، وأدملت بالإنابة قرحك، فمرحبًا بأخي الصَّلاح، وحيهلا بالمؤازر على الطاعة والنجاح، وجمع الكلمة والسماح، وإن أطلت في لُجّة الغواية سبْحَكَ، وشيدت في الفتنة صرحك، واختلتَ عارضًا رُمحك، فإن بني عمك فيهم رماح، وما منهم إلا من يتقلد الصفاح، ويجيل في الحرب فائز القِداح

والله تعالى يسدد سهام الأمة الساعية فيما يحبه ويرضاه، ويُخمد ضرام الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله. والسلام. انتهى.

طوف88 05-09-2017 07:07 AM

رد: ابن عربي – الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف
 
ابن عربي الشيخ الاكبر عند الشيوخ المعول عليهم

و اليهم المرجع يترضون عليه.


http://www.9ory.com/uploads/1504594863431.png


http://www.9ory.com/uploads/1504594940121.png

طوف88 06-09-2017 06:48 AM

رد: ابن عربي – الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طوف88 (المشاركة 2186219)
ابن عربي الشيخ الاكبر عند الشيوخ المعول عليهم

و اليهم المرجع يترضون عليه.


http://www.9ory.com/uploads/1504594863431.png


http://www.9ory.com/uploads/1504594940121.png




هذه ترجمة العلامة ابن حجر الهيتمي يقدمها احد اعلام الحنابلة

ليعرف القراء قيمة هذا الرجل و مكانته،و كذب الوهابة المجسمة

حين يدعون انه ممكن ان ينخدع بكلام الشيخ الاكبر ابن عربي.


http://www.9ory.com/uploads/1504678534461.png


http://www.9ory.com/uploads/1504678574961.png


http://www.9ory.com/uploads/1504678610281.png



طوف88 06-09-2017 06:55 AM

رد: ابن عربي – الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف
 
وهذا علم من اعلام اهل السنة الامام الشعراني يترجم له في نفس اكتاب شذرات الذهب


http://www.9ory.com/uploads/1504678534461.png

http://www.9ory.com/uploads/1504679572141.png


http://www.9ory.com/uploads/1504679613791.png



وهذا الامام الشعراني يترضى على الشيخ محي الدين ابن عربي


http://www.9ory.com/uploads/1504679839111.png

http://www.9ory.com/uploads/150467989211.png

أمازيغي مسلم 06-09-2017 10:01 AM

رد: ابن عربي – الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف
 
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

قالك:" كان ابن حجر الهيثمي: خاتمة والمحدثين والفقهاء عند الوهابية!!؟".

ياخي حالة ياخي!!؟.
ألأن ناشر الكتاب الذي هو على:" عقيدة ابن حجر الهيثمي": وصفه بذلك الوصف، يعني حقيقة بأنه كذلك!!؟.
على منطقكم: لو كتب أحدهم عن الخمر بأنه:" شراب روحي منعش"، فإن ذلك يجعله حلالا!!؟.
صدق عليه الصلاة والسلام حين قال:" ليستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه، ( و في رواية ): يسمونها بغير اسمها ".(الصحيحة: حديث رقم:90).
فكما استحل قوم الخمر، فسموها بغير اسمها، استحل آخرون الربا، فسموها: فوائد بنكية!!؟، وحول آخرون:" داعية الحلول ووحدة الوجود: ابن عربي الطائي إلى شيخ الأولياء والعارفين!!!؟؟؟".
سبحانك هذا بهتان عظيم!!؟.

وأنا أكتب هذا التعقيب: قفز إلى ذهني المثل الشهير:" الطيور على أشكالها تقع!!؟"، وتنزيلا له على ما نحن فيه، نقول لك:
لا نستغرب:" دفاعك عن داعية وحدة الوجود الحلولي: ابن عربي"، كما لم نستغرب:" دفاع ابن حجر الهيثمي الصوفي القبوري عنه، ودفاعك عن ابن حجر الهيثمي، لأن: الطيور على أشكالها تقع!!؟".
إلى العقلاء، إليكم رأي العلماء الذين يسميهم المخالفان وغيرهما بالوهابية في:" ابن حجر الهيثمي":

قال الشيخان: حسين وعبد الله ابنا الإمام محمد بن عبد الوهاب:
"إياك أن تغتر بما أحدثه المتأخرون وابتدعوه، كابن حجر الهيتمي وأشباهه".( الدرر السنية: 2/156).

وقال المجدد الثاني الإمام: عبد الرحمن بن حسن رحمه الله:
" أما ابن حجر الهيتمي ، فهو من متأخري الشافعية ، وعقيدته: عقيدة الأشاعرة النفاة للصفات".( الدرر السنية: 3/225).

وقال العلامة: سليمان بن سحمان رحمه الله:
" ثم ذكر كلام الهيثمي. والجواب: أن هذا الرجل ممن أعمى الله بصيرته وأضله على علم، وقد انقدحت في قلبه الشبهات، وصادفت قلباً خالياًن فهو لا يقبل إلا ما لفق من الترهات، وما فاض من غيض ذوي الحسد والحقد والتمويهات بما لا يجدي عند ذوي العقول السليمة والألباب الزاكية المستقيمة".( البيان المبدي: 1/67).

وقال الإمام: ابن سحمان رحمه الله:
ابن حجر المكي - عامله الله بعدله - من الغالين في الصالحين, ومن الثالبين لأئمة المسلمين, الذين جردوا توحيد العبادة لله رب العالمين, وجاهدوا في الله ولله من خرج عن سبيل المؤمنين:{وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}،{وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}، ومن كانت هذه حاله وهذه أقواله، فحقيق أن لا يلتفت إليه".( الصواعق المرسلة: 1/278).
وقال الإمام: سليمان بن سحمان رحمه الله:
"أما ما ذكره عن الشيخ زكريا وابن حجر والرملي، فهؤلاء ليسوا ممن يعتد بهم وبكلامهم وخلافهم، بل الظاهر أنهم من غلاة المعظمين للقبور، فلا معول على كلامهم".( الأسنة الحداد: 1/209).

وكتب العلامة: إسماعيل الأنصاري على ظهر نسخته للفتاوى الحديثية لابن حجر الهيثمي:(البدعية):
"إسماعيل الأنصاري بريء من كل ما في هذا الكتاب من الضلال، ولقد تعصب الهيتمي فيه لكل ضال، وأبدى ما أجفاه للتوحيد والقرآن والحديث، وتقديم الكلام والتصوف على كل ما سواهما.. وأحذر كل طالب علم من كتاب الهيتمي هذا، وأوصي بالإعراض عنه وعن باطله كل من يقرأ فيه".

وقال الشيخ العلامة: شمس الدين الأفغاني رحمه الله في:(3/ 1791) معلقاً على ابن حجر الهيتمي: "أحد كبار أئمة القبورية".

ثم قال في الحاشية: "وقد صرح العلامة شكري الآلوسي بأن ابن حجر هذا متناقض: يناقض ما في زواجره أقواله التي قالها في جوهره وفتاواه، وأنه متعصب مفتر على أئمة المسلمين".

وقال الآلوسي رحمه الله:
ابن حجر إن عظّم أمثال هؤلاء الفجرة، فهو لا شك من أعداء الله".( غاية الأماني: 2/322).

كانت تلك بعض أقوال من ينبزون بالوهابيين في ابن حجر الهيثمي، فدعكم إذا من التلبيس والتدليس على القراء بأنه:"خاتمة والمحدثين والفقهاء عند الوهابية!!؟".
صدق عليه الصلاة والسلام القائل:
" آخر ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح، فاصنع ما شئت". ( الصحيحة:684).

وبما أنك أعدت نشر الصورة الكركرية، فمن المناسب: أن نعيد نشر بعض ردنا عليها، ليقرأه هنا من لم يقرأه هناك!!؟، فقد قلنا تعليقا عليها:

" كنا نود لو كانت الردود علمية مفصلة لنعقب عليها بما هو مناسب، أما أن تصور لنا:" صورة كركرية!!؟" بخرافات صوفية، فذلك يغنينا عن الرد!!؟، وما ورد في الصورة الكركرية هو:" قول لأحد من انخدع بزخرفة ضلالات ابن عربي، فمدحه بما ليس فيه كذبا وزورا!!؟".
هل يعقل أن يبقى رجلا ثلاثة أشهر بوضوء واحد!!؟، فمعلوم لدى الكثيرين بأن:" النوم الثقيل ناقض للوضوء"، وبما أن:" ابن عربي مكث ثلاثة أشهر بوضوء واحد!!؟"، فيحق لكل عاقل أن يتساءل:
ألم ينم ابن عربي طوال ثلاثة أشهر كاملة، ولو لخمس دقائق!!؟.
إلى أين كان يذهب ما يأكله ويشربه ابن عربي!!؟، أم أنه اتصف بصفة من صفات أهل الجنة: يخرج منه ذلك: عرقا رائحته رائحة المسك!!؟.
هذه خرافة واحدة وردت في صفحة واحدة نقلها الصوفي:" ابن حجر الهيثمي" عن ابن عربي تسقط شهادته فيه، فما بالك لو تفحصنا الكتاب كله!!؟.
ولا بأس بذكر الخرافة الثانية في نفس الصفحة:
هل يعقل أن يبقى كتاب عادي جدا على ظهر الكعبة لمدة سنة من غير وقاية عليه: لم يمسه مطر، ولم تأخذ منه الريح ورقة واحدة مع كثرة الرياح والأمطار بمكة!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟.
والله الذي لا إله غيره: إن مثل هذه الخرافات هي التي تزهد الناس في الإسلام، سواء كانوا من أتباع الملل الأخرى خاصة الغربيين في زمن التكنولوجيا، وأيضا: من بعض المسلمين الذين قلت بضاعتهم في الدين، فيتأثرون بدعايات المستشرقين الطاعنين في الدين، فيصدهم ذلك عنه.
إن الغرض الحقيقي من نشر وتلميع:" تراث ابن عربي الطائي" هو: تشويه صورة الإسلام الحق لصد الناس عنه، لذلك نتفهم حرص المخالفين على الاستماتة في تلميع ابن عربي والدفاع عنه، ف:" الشيء من معدنه لا يستغرب".

والآن:
متى ستجيبنا عن خرافتي شيخك بشرط أن تحترم عقول القراء!!؟.

صاحب المشاركة رقم:(3) كعادتكم في التلبيس والتدليس!!؟، سنعود لكشف ذلك: إن سنح الوقت.

أمازيغي مسلم 06-09-2017 10:03 AM

رد: ابن عربي – الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف
 

وبما أن:" سعي الكولاجين حثيث في تلميع صورة ابن عربي الطائي: داعية الحلول ووحدة الوجود فإننا نبشرهما بنشر متصفح كاشف فاضح لحقيقته من خلال أقواله المسندة لكتبه بالبراهين الساطعة والأدلة القاطعة.
وأعتقد بأن الحكمة تقتضي بيان بعض كبرى ضلالاته، لأن استقصاءها هدر للأوقات في أمر مفروغ من عند أهل التوحيد والسنة، فإن الأمر كما قال العلماء:" لا يذهب الزمان في مماشاة الجهال، فإن ذلك لا آخر له!!؟"، وحسبي هنا: أن أسوق بعض الضلالات، فهي كافية في بيان حقيقة زيغ الرجل، فهاكم بعضا منها:

1) ابن عربي يرى فرعون مؤمنا!!؟:
فرعون رمز الكفر والظلم والجبروت، وقد ذكر الله عنه ما ادعاه من الألوهية لنفسه حيث قال:[ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي]، وقال:[ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى]، وكفره لا يحتاج إلى كثير كلام، فإنه معلوم لدى العامة والخاصة من المسلمين، قال تعالى:[ إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا]، فالآية صريحة في أن الله أهلكه بعذاب وبيل، وقال تعالى:[ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى]، وأخبر الله انه يعذب في قبره، وان عذابه في الآخرة أشد من عذاب البرزخ، قال تعالى:[ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ].

أما ابن عربي، فيرى عكس ذلك تماما عافانا الله، حيث قال في أشهر كتبه، وهو كتاب:( فصوص الحكم):
" قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق، فقبضه طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث، لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام، والإسلام يجب ما قبله". (فصوص الحكم ص: 187 - 188).

2) ابن عربي حلولي يجوز عبادة الحجار:
من أخبث العقائد: اعتقاد ابن عربي الحلولية، وهو: أن الله حل في كل شيء، في الحيوانات والبشر والحجر- تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-، ولذلك تفرع عن هذا الاعتقاد: أن من عبد الحجر، فقد عبد الله، لأن الله حل في الحجر، عافانا الله.
يقول ابن عربي مبكتا نوحا عليه السلام في أمر قومه بترك عبادة الحجارة والأصنام ما يأتي:
" فقالوا في مكرهم:[ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا]، فإنهم إذا تركوهم: جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء، فإنه للحق في كل موجود وجه يعرفه من عرفه، ويجهله من جهله".(فصوص الحكم ص: 57).
وقال ابن عربي أيضا:
" فما عبد غير الله في كل معبود، فالأدنى من تخيل فيه الألوهية، فلولا هذا التخيل ما عبد الحجر ولا غيره". (فصوص الحكم ص: 56).
فابن عربي يرى أن نوحا عليه السلام قد مكر بقومه: لما أمرهم بتوحيد الله وترك عبادة الأصنام، وأن من عبد الحجر، فقد عبد الله، لأن الله قد حل في الأصنام، فعلى هذا لا يكون مشركوا قريش كفارا، بل كانوا موحدين مؤمنين، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

3) أهل النار ينعمون في النار:
عذاب الكافرين في النار أبدي سرمدي، لأن خطيئة الشرك لا يكفرها شيء، والله عز وجل أخبر بذلك عن دوام عذابهم وتألمهم، فقال سبحانه:[ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ]، والله عز وجل يبدل جلود الكافرين في النار ليتجدد لهم العذاب، قال تعالى:[ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ].
أما ابن عربي، فيرى أن أهل النار ينعمون في النار، وكأنها دار نعيم لا دار جحيم!!؟، يقول ابن عربي:
" وأما أهل النار، فمآلهم إلى النعيم، ولكن في النار، إذ لابد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب: أن تكون بردا وسلاما على من فيها، وهذا نعيمهم.
فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق: نعيم خليل الله حين ألقي في النار، فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها وبما تعود في علمه وتقرر من أنها صورة تؤلم من جاورها من الحيوان، وما علم مراد الله فيها، ومنها في حقه". (فصوص الحكم ص: 154).

فهل يعتقد مسلم: لم يتلوث عقله بلوثة هؤلاء بأن:" ابن عربي الطائي" بأقواله تلك وغيرها: مسلم فضلا عن أن يكون وليا لله!!؟.

ملاحظة:
سنعود إن شاء الله لمزيد بيان- إن اقتضى الأمر ذلك!!؟-، وإلا، فإننا سنكتفي بنشر متصفح خاص ببيان حقيقة:" ابن عربي الطائي: داعية الحلول ووحدة الوجود".
لقد قلنا على هذا المتصفح: ما يكفي كل مسلم عاقل باحث عن الحق بإخلاص وصدق، وأما صاحب الهوى، فليس لنا عليه سبيل:
[ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ].

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.





طوف88 07-09-2017 10:20 AM

رد: ابن عربي – الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف
 
جميعنا يعلم ان ترجمات اعلام الامة التي تبرز قيمة و قدر

المترجم له خاصة و ان كان ممن كشف حقيقة ابن تيمية و

زيف عقيدته،مثل العلامة الهيتمي،لا تروق للوهابية المجسمة

و تتسبب لهم في الذعر و الفزع،و تدخلهم في حالة من الهستيرية

فلزاما عليهم ان يلجؤا الى سلاحهم الشهير و هو التكفير.

فتكفير العلامة الهيثمي من قبل ابناء و احفاد محمد بن عبد

الوهاب ليس غريبا،ولا من طرف مشعوذي الوهابية الذين تسمونهم

زورا و بهتانا (علماء)فهذا كله ليس بغريب ،لانكم كفرتم كل المسلمين

و نسبتموهم ظلما و كذبا للشرك ومن ثم عاديتموهم و اعلنتم عليهم

الحرب.

و توددتم و هادنتم و تحالفتم مع كل من هو كافر،و اعلنتم مودته.

يا كولاج يا محترم،هل تظن انك اتيت بالاسد من ذيله؟؟؟

ابدا و الله،كما يقول المثل اشكون يشكر لعروسة غير امها.

هؤلاء الذين ذموا الشيخ الكبير ابن عربي
،كلهم و هابية اقحاح بما

في ذلك الشيخ محمود شكري الالوسي،لان ميوله كله لنهج ابن تيمية.

و لذا طعنهم في العلامة ابن حجر الهيتمي لا قيمة له و لا يعتد به

عند ارباب علم الجرح و التعديل المعول عنهم.

وهؤلاء الذين طعنوا فيه،لا احد منهم معاصرا له و لا هو بمحدث و لا فقيه

و لا مرجعا يعتد به عندنا نحن اهل السنة و الجماعة.

طوف88 07-09-2017 10:23 AM

رد: ابن عربي – الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف
 
هذا ابن النجار احد اعلام الامة يترجم له الذهبي

ويصفه بالامامة و العلم و البراعة،لكنه في نظر

الوهابية ممن ينخدع بكلام الامام الشيخ ابن عربي.

لانه يشهد له بالورع و الزهد.


http://www.9ory.com/uploads/1504777502841.png

http://www.9ory.com/uploads/1504777570421.png


الساعة الآن 10:58 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى