وقفوهم إنهم مسؤولون
 

حسبتُ عدد المقاييس التي درسناها في قسم اللغة والأدب العربي حتى نهاية السداسي الأول ماستر2، فوجدتها 94 مقياسا! والنتيجة هي: إذا تخرج الطالب بعقل سليم فقد نجا..وفي هذه المقاييس ما لا حاجة لنا به إطلاقا بعيدا عن أي تفلسف زائد، أو مغالطات..وفيها أيضا ما تكرر مرتين، أو أكثر، بشحمها ولحمها ودمها، مع تغيير طفيف في اسمها، وبلا أي فائدة جديدة أو إضافة تستحق الذكر..وكل هذا في حوالي 06 أشهر ونصف في كل عام، أو أقل لا أكثر من ذلك، ما يعني أن التكوين الفعلي في مرحلة الليسانس استغرق عاما و07 أشهر ونصف، وليس03 سنوات، على اعتبار أن الدراسة تبدأ في شهر أكتوبر إلى منتصف ديسمبر، ثم من شهر جانفي إلى منتصف ماي، وهذا مع شيء من التساهل لأن فيها أياما وطنية وأعيادا دينية..
هذه هي الإضافة التي جاء بها نظام lmd، فكيف يمكن تسوية ليسانس هذا النظام بليسانس نظام قديم! أو تسوية الماستر بالماجستير؟! أو حتى دكتوراه lmd بالماجستير؟! لا سيما إذا نظرنا إلى مستوى التكوين الفعلي..أنا إلى الآن لم أفهم لماذا تُدرَّس مادة حول تزاوج آلهة اليونان و توالدها، وإلياذة هوميروس، لطالب لا يعرف شيئا ذا بال عن امرئ القيس ولا معلقته الشهيرة! وثمة غيابٌ واضح لمواد مهمة جدا للطالب في قسم اللغة، ثم إنهم يقولون لنا:" نحن نعطيكم الخطوط العريضة وعليكم أن تبحثوا وتتوسعوا في المعرفة" ..كيف يمكن في هذا الوقت الضيق البحث في 94 مقياسا؟! هذا النظام يشبه تلك الكتيبات التي تُعلم اللغات في وقت وجيز، مثل : تعلم، وتحدث الفرنسية في ثلاثة أشهر، تحدث الألمانية بطلاقة في شهرين.
في النهاية فإن الطالب هو الذي يقف متَّهما ليحاكم على مستواه الضعيف! فماذا يريدون بنا وإلى أين يقودوننا؟ ولكنهم يوم القيامة يُسألون..ويُسألون عن أجيال ضيَّعوها، وشتَّتوها، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
عبد العزيز حامدي

رد: وقفوهم إنهم مسؤولون
 

ل م د ... لـــ ـي مــــ ــافهمش د ـبزوه
نظام تعليمي فاشل ... نريد البديل