منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   منتدى الحديث وعلومه (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=44)
-   -   فَاتَّبِعُونِي (الحديث الأربعون) (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=308643)

غايتي رضا الرحمن 16-07-2015 11:35 PM

فَاتَّبِعُونِي (الحديث الأربعون)
 
http://ibda3gate.com/vb/imgcache/2/7571alsh3er.png
الحديث الأربعون


عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمنْكبيَّ فَقَالَ: (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ) وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُوْلُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ. وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لمَوْتِكَ.رواه البخاري.

http://www.azizig.com/fedakqalpe/dmo...mages/fa9l.png
الشرح

قوله: "أَخَذَ بِمنْكَبَيَّ" أي أمسك بكفتي من الأمام. وذلك من أجل أن يستحضر مايقوله النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "كُنْ فِي الدُّنِيا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ" فالغريب لم يتخذها سكناً وقراراً، وعابر السبيل: لم يستقر فيها أبداً، بل هو ماشٍ.

وعابر السبيل أكمل زهداً من الغريب، لأن عابر السبيل ليس بجالس، والغريب يجلس لكنه غريب.

"كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ أَوْ عَابرُ سَبِيْلٍ" وهذا يعني الزهد في الدنيا، وعدم الركون إليها، لأنه مهما طال بك العمر فإن مآلك إلى مفارقتها. ثم هي ليست بدار صفاء وسرور دائماً، بل صفوها محفوف بكدرين، وسرورها محفوف بحزنين.
هذه كلمات من ابن عمر رضي الله عنهما يقول:

إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ والمعنى: اعمل العمل قبل أن تصبح ولاتقل غداً أفعله، لأن منتظر الصباح إذا أمسى يؤخر العمل إلى الصباح، وهذا غلط، فلا تؤخر عمل اليوم لغد.

وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ أي اعمل وتجهّز، وهذا أحد المعنيين في الأثر.

أو المعنى: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاح لأنك قد تموت قبل أن تصبح. وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاء لأنك قد تموت قبل أن تمسي. وهذا في عهدنا كثير جداً، انظر إلى الحوادث كيف نسبتها؟ تجد الرجل يخرج من بيته وهو يقول لأهله هيؤوا لي الغداء، ثم لا يتغدى، يصاب بحادث ويفارق الدنيا، أو يموت فجأة، وقد شوهد من مات فجأة. وفي هذا يقول بعضهم: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) والمعنى: الدنيا لاتهمّك، الذي لاتدركه اليوم تدركه غداً فاعمل كأنك تعيش أبداً، والآخرة اعمل لها كأنك تموت غداً، بمعنى: لاتؤخر العمل.

وهذا يروى حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه ليس بحديث.

وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ فالإنسان إذا كان صحيحاً تجده قادراً علىالأعمال منشرح الصدر، يسهل عليه العمل لأنه صحيح، وإذا مرض عجز وتعب، أو تعذر عليه الفعل، أو إذا أمكنه الفعل تجد نفسه ضيّقة ليست منبسطة، فخذ من الصحة للمرض، لأنك ستمرض أو تموت.

وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ الحي موجود قادر علىالعمل، وإذامات انقطع عمله إلا من ثلاث، فخذ من الحياة للموت واستعد.

هذه كلمات نيّرات، ولو أننا سرنا على هذا المنهج في حياتنا لهانت علينا الدنيا ولم نبال بها واتخذناها متاعاً فقط.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: ينبغي للإنسان أن يجعل المال كأنه حمار يركبه، أو كأنه بيت الخلاء يقضي فيه حاجته فهذا هو الزّهد. وأكثر الناس اليوم يجعلون المال غاية فيركبهم المال، ويجعلونه مقصوداً فيفوتهم خير كثير.

http://www.azizig.com/fedakqalpe/dmo...mages/fa9l.png

من فوائد هذا الحديث:

.1التزهيد في الدنيا وأن لايتخذها الإنسان دار إقامة، لقوله: "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ".

.2 حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم بضرب الأمثال المقنعة، لأنه لو قال: ازهد في الدنيا ولاتركن إليها وما أشبه ذلك لم يفد هذا مثل ما أفاد قوله: "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَريْبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ".

.3 فعل ما يكون سبباً لانتباه المخاطب وحضور قلبه، لقوله: "أَخَذَ بِمنْكَبَيَّ" ، ونظير ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علَّمَ ابن مسعود رضي الله عنه التشهد أمسك كفه وجعله بين كفيه حتى ينتبه.

.4 أنه ينبغي للعاقل مادام باقياً والصحة متوفرة أن يحرص على العمل قبل أن يموت فينقطع عمله.

.5 الموعظة التي ذكرها ابن عمر رضي الله عنهما: أن من أصبح لاينتظر المساء، وذكرنا لها وجهين في المعنى، وكذلك من أمسى لاينتظر الصباح.

والموعظة الثانية: أن يأخذ الإنسان من صحته لمرضه، لأن الإنسان إذا كان في صحة تسهل عليه الطاعات واجتناب المحرمات بخلاف ما إذاكان مريضاً، وكذلك أيضاً أن يأخذ الإنسان من حياته لموته.

.6 فضيلة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حيث تأثّر بهذه الموعظة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.

ام زين الدين 17-07-2015 02:11 AM

رد: فَاتَّبِعُونِي (الحديث الأربعون)
 
مشكورة يا الغالية

غايتي رضا الرحمن 17-07-2015 10:45 AM

رد: فَاتَّبِعُونِي (الحديث الأربعون)
 
حياكِ الله
العفو يا غالية
مشكورة على مروركِ البهي الذي سرني كثيرا

تحياتي :13:

محبة الشهادة 17-07-2015 10:55 AM

رد: فَاتَّبِعُونِي (الحديث الأربعون)
 
ربي يكرمك غاليتي فطوم
ربي يسعد روحك


الحمدلله ... جعله الله في ميزان حسناتك ربي يكرمك

غايتي رضا الرحمن 17-07-2015 10:58 AM

رد: فَاتَّبِعُونِي (الحديث الأربعون)
 
السلام عليكم

اللهم آمين اللهم آمين. ولكِ بالمثل
بورك فيكِ ياغاليتي امل
سرني مرورك كثيرا...

تحيااتي :13:

راسمي والقمر باسمي 17-07-2015 03:02 PM

رد: فَاتَّبِعُونِي (الحديث الأربعون)
 
بارك الله فيكي
جعله الله في ميزان حسناتك
مشكووووووووورة

غايتي رضا الرحمن 17-07-2015 09:14 PM

رد: فَاتَّبِعُونِي (الحديث الأربعون)
 
السلام عليكم

وفيكِ بارك الله غاليتي
اللهم امين ولك بالمثل
مشكورة على مروركِ العطر

تحياتي :13:

-أم ريان- 20-07-2015 03:40 PM

رد: فَاتَّبِعُونِي (الحديث الأربعون)
 
بارك الله فيك وجزاك الله الفردوس الاعلى يا رب

غايتي رضا الرحمن 20-07-2015 08:23 PM

رد: فَاتَّبِعُونِي (الحديث الأربعون)
 
حياكِ الله يا خالة
وجزيتي بمثله واكثر غاليتي

سرني مرورك البهي كثيرا.. بورك فيك

تحياتي :13:

بلحاج بن الشريف 06-08-2015 11:10 PM

رد: فَاتَّبِعُونِي (الحديث الأربعون)
 
(كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )

فالدنيا مطية الآخرة ، فخذها بقيمتها فقط ، كوسيلة ، تبتغي بها الآخرة ، و مَن طلب الآخرة أُعطيَ الدنيا و الآخرة ، و مَن طلب الدنيا ، ضيعهما معا ، و عاش في غبن و ارهاق ، و لن يأخذ إلا ما كتب الله له .
- فقد سلك الصحابة الكرام رضوان الله عليهم الأسلوب الأول ، اتخذوا الدنيا كوسيلة لطلب الآخرة ، ففتح الله عليهم الأرض ، و أخضع لهم الجبابرة ، و دانت لهم الملوك ، فسادوا العالم ، و لكن بالحق و لم يتعلقوا بمتاع أبدا في الدنيا .
و سلكنا نحن ، بكل أسف، الأسلوب الثاني ، باتخاذنا الدنيا كغاية ، فذللنا و هُنّا على الناس ، و تداعى علينا الأعادي و السفهاء من كل مكان .. و ابتعدنا عن ديننا ، فضللنا و ضعفنا ، إلا ما رحم ربك .
اللهم رُدَّنا إلى الاسلام ردّاً جميلا ، و اهدنا إلى الحق ، و اجمع شملنا و ألِّف بيننا .

مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ


الساعة الآن 09:37 AM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى