منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   المقالات والاعمدة الصحفية المنقولة (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=557)
-   -   جريمة المعلمة يودراس (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=351887)

أمازيغي مسلم 10-09-2016 02:34 PM

جريمة المعلمة يودراس
 
جريمة المعلمة يودراس!!؟
حسين لقرع


لا ريب أن ما أثار حفيظة الوزيرة بن غبريط رمعون في فيديو المعلمة صباح بودراس هو: حديثها عن اللغة العربية باعتبارها لغة التعبير في المدرسة، وإيحاءاتها إلى ضرورة تعزيز مكانة التربية الإسلامية في المنظومة التربوية من خلال تلقين تلاميذها مجموعة جمل تؤكد كلها مكانة العربية والأخلاق الإسلامية لدى الجزائريين.
الوزيرة فهمت أن المقصود بـ:"العربية لغة التعبير" في المدرسة هو: رفض "إصلاحاتها" المزعومة التي ترمي إلى فرْنسة المواد العلمية للتعليم الثانوي في الموسم الدراسي 2019- 2020 حسب "اقتراحاتها" التي قدَّمتها مؤخرا للحكومة باسم "إصلاح البكالوريا!!؟"؛ فالمعلمة تدافع عن بقاء العربية لغة التدريس الأولى في المدرسة الجزائرية، سواء تعلّق الأمر بالمواد العلمية أم غيرها، وهو ما رأته الوزيرة تحديا خطيرا لها، فتعمّدت الإسراعَ إلى الإعلان عن إحالة المعلمة فورا إلى التحقيق: قصد ردع آلاف المعلمين والأساتذة قبل أن يتَّسع حجمُ رفض "إصلاحاتها" التي بدأت منذ أيام بإصدار أول كتب "الجيل الثاني"، وستستمر إلى غاية 2020، رغم المعارضة الواسعة لها!!؟.
لكن ما حدث هو أن الكثير من المعلمين والأساتذة رأوا في خطوة الوزيرة بن غبريط رمعون "حقرة" وقمعا لمعلمة لم ترتكب ذنبا إلا أنها تحدّثت عن الأخلاق الفاضلة ومكانة العربية كأغنى لغة في العالم (عدد كلماتها يصل إلى 12.302.912 كلمة)، وفهموا أنه: قمعٌ ذو خلفيةٍ إيديولوجية تغريبية بحتة حتى وإن تدثّرَ بغطاء "منع تصوير الفيديوهات مع التلاميذ!!؟"، فتضامنوا مع المعلمة بتصوير فيديوهات مع تلاميذهم ونشرها عبر فايسبوك، وكأنّ لسان حالهم يردّد "كلنا بودراس.. إذن عاقبينا جميعا إذا استطعتِ!!؟".
ومعنى هذا أن حفيدة قدّور بن غبريط بدأت تصطدم برفض واسع لـ:"إصلاحاتها" المزعومة في الأوساط التربوية في الأيام الأولى للدخول المدرسي، وتفسد عليها نشوتها بتوزيع ملايين كتب "الجيل الثاني" عبر الوطن.
لقد اعتقدت بن غبريط أنها بذلك بدأت تفرض "إصلاحاتِها" كأمر واقع كما خططت له من قبل، وأنها لن تجد لدى 300 ألف معلم وأستاذ في الأطوار الثلاثة إلا الرضوخ للأمر الواقع، والتنفيذ من دون نقاش إلى غاية استكمالها في عام 2020!!؟، ولكن الردّ سرعان ما جاءها من المعلمة بودراس وآلاف المعلمين والأساتذة الذين تعاطفوا معها، وكذا نقابات التربية وأولياء التلاميذ والكثير من الجزائريين عبر "فايسبوك"، وقد تتوسّع حركة رفض "الإصلاحات" غدا لتشمل فئاتٍ أوسع؛ فالوزيرة أصرت على فرض "إصلاحاتها" المزعومة من دون إشراك القاعدة التربوية ومختلف فعاليات المجتمع، وعليها أن تتحمّل نتيجة قرارها الفوقي الاستعلائي المليء بالاحتقار للجزائريين وعناصر هويتهم.
بقي أن نتساءل:
من الأولى بالمتابعة القضائية، وليس بالتحقيق فحسب!!؟:
معلمة دافعت عن الأخلاق الفاضلة واللغة الرسمية للدولة حسب دستور البلد!!؟، أم وزيرة لا تكفّ عن التآمر عليهما، وتسعى للتمكين للغة "فافا" بأيّ وسيلة!!؟.

السيلفي.. يدوّخ!!؟

جمال لعلامي

الظاهر أن كلّ المشاكل انتهت، وكلّ القنابل فـُكّكت، في قطاع التربية، حتى تنشغل وزيرة القطاع، بمعلمة من ولاية باتنة، نشرت "سيلفي" في مواقع الفايسبوك أو اليوتوب، رفقة تلاميذها، تتحدث فيه عن القيم والأخلاق واللغة، ولأن القضية مهمة وربما "قضية حياة أو موت"، فقد أمرت نورية بن غبريط بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة يتمنى الجميع أن تكون عادلة!.
يكاد الواحد من العقال أن يشنق نفسه بشلاغم آخر صرصور عثر عليه بالصدفة في مطبخ بيته، فهل يُعقل أن تحضر مثل هذه الحكاية في ندوة صحفية لوزير تربية، من المفروض أن تركز فيها على مشاكل الدخول المدرسي، والاكتظاظ والنقل والإطعام ونقص الأساتذة، وفظاعة هياكل الاستقبال بالمؤسسات التربوية التي تعاني الأمرّين؟.
ليس دفاعا عن معلمة باتنة، لو انتفض معلمون وتلاميذ، وحتى مواطنين، عبر شبكة التواصل الاجتماعي، بالداخل والخارج، تضامنا معها، ولعلّ نشر أساتذة لصور "سيلفي" من هنا وهناك، هو تحدّ للوزيرة، فهل يُمكنها مثلا التحقيق مع كلّ هؤلاء؟ وقبل ذلك، هل أصبح التقاط الصور مع التلاميذ وغيرهم، جريمة يُعاقب عليها القانون؟.
ليست هذه هي المشاكل التي ينبغي لوزيرة التربية، أن تهتمّ بحلها، وليس هذه "التجاوزات" التي يجب التحقيق فيها، فقد حصلت اعتداءات وحتى "جرائم" وانحرافات، لكن السيّدة الوزيرة، ومن قبلها، لم تحرّك ساكنا، وفضلت السكوت وغضّ البصر، وقد يكون في ذلك حكمة وتبصّر!.
لِم لَم يُفتح تحقيق عندما تعلق الأمر مثلا بأغاني "الواي واي"؟ ولماذا لم تحقق وزارة التربية -ولا نقول الوزيرة- في المدرسة التي اقتحمها دخلاء واحتسوا فيها الخمور؟ ولماذا لم تحقّق في المدرسة التي حوّلها مديرها إلى "كوري" لتربية المواشي؟ وأخرى تحوّلت إلى مطحنة لإنتاج الكسكسي؟ ولماذا لم تحقق في "التحرشات" داخل المدارس، وفي بدعة الاحتفال بالمائة يوم قبل امتحان الباكالوريا؟.
هذه بعض النماذج الغريبة التي كان من المفروض أن تحقق فيها وزارة التربية بلا "تغبية"، أمّا أن تحقق في مجرّد "سيلفي" لا ينفع ولا يضرّ، ففي هكذا قرارات، عبث ما بعده عبث، وتتفيه للنقاش، وترهيب للآخر، بطريقة مبتذلة وغير مقنعة، ومحرّض أيضا على "الكراهية" وعلى الفتنة التي تتورط الوزارة في إيقاظها مرارا وتكرارا!.
على بن غبريط أن تحقّق في تسريب أسئلة البكالوريا، وفي مشروع الإصلاح، والحديث عن تقليص مواد الهوية، وفي كتب "الجيل الثاني".. عليها أن تحقق في مسابقات الأساتذة، وفي قدرة المدارس على الاستيعاب، وتحقق في بعض "الحاشية" التي تغلطها وتضللها ولا تتأخر عن التقاط "السيلفي" معها!!؟.


الساعة الآن 04:51 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى