|
مغلق من أجل الصلاة... كم أشعرتني بالاشمئزاز
اصطحبتني صديقتي إلى هناك لأقتني هاتفا جديد,,, رافقتني بحكم أنها تملك سيارة وخاصة بحكم أنها ترعرعت ولاتزال في ذلك الحي,,, بمرافقتها لي، تكون صديقتي تلك، قد أشفقت علي من أمرين,,, أولهما الشعور بالغربة في حي شعبي بامتياز، وهذا أمر لا يجهل تعقيداته العارفين بأحوال الأحياء الشعبية,,, وثانيهما كان إشفاقا منها علي من وعثاء السفر والذهاب إلى هناك عبر وسائل النقل العمومي التي لا يخفى حالها على أحد,,, المهم وصلنا إلى هناك بُعيد صلاة الظهر فوجدنا نصف المحلات مغلقة,,, وكلها,,, جميعا,,, وبدون استثناء (حتى المفتوحة منها) تعلق لافتة على الباب مدون عليها عبارة ‘’ مغلق من أجل الصلاة.. أو عبارة أخرى تفيد نفس المعنى’’ ,,, سألت صديقتي عن هذا فقالت: لا تستغربي يا أختاه إنهم يقيمون دولة الاسلام الخاصة بهم هنا في هذا المكان منذ مدة,,, واسترسلت قائلة:,,, عند موعد كل صلاة تغلق كل المحلات وتعلق على أبوابها تلك اللافتات,,, ويتجه أصحابها الملاك إلى المسجد لتأدية الصلاة,,, هذا إن كان المحل مسير من المالك بنفسه,,, أما إذا كان يعمل فيه صبي أجير (أحيانا لا تظهر على هؤلاء الأجراء أو الصبيان علامات التدين التي تظهر على الملاك,,, كاللحية والقميص وغيرها) فإنه يغلق المحل وقت الصلاة أيضا بأمر منهم ويذهب حيثما شاء,,, إلى المسجد أو إلى غيره. أخذنا نتجول ونتناقش حول خصائص المنتوجات والفروق بين العلامات التجارية المختلفة للهواتف المعروضة هناك,,, وفي خصم الحديث أخبرتني صديقتي بأن شقيقتها قد اقتنت واحد بحر الأسبوع الماضي لكنها اقتنه من عند موزع معتمد بشكل رسمي من الشركة الأصلية التي تنتج تلك العلامة التجارية,,, فأبديت لها استغرابي كيف لأختها أن لا تشتري من المحلات التي كنا نتجول فيها,,, فهي قريبة من مكان إقامتها وهي أشهر منطقة لبيع الهواتف النقالة في العاصمة,,, قالت صديقتي مبتسمة: إنها أيضا المرتع الأول لبيع المنتوجات المقلدة والمغشوشة!!! هممنا بالانصراف,,, وأخذت الأفكار وعلامات الاستفهام تتلاطم كالأمواج العاتية في ذهني,,, تساءلت في نفسي كيف يتمكن هؤلاء (أو على الأقل البعض منهم) من الجمع بين توليفة غريبة ومتناقضة في سلوكياتهم؟,,, كيف يمكنهم أن يجمعوا في ذات الوقت بين "مغلق من أجل الصلاة" و"المتاجرة بمنتوجات مغشوشة ومقلدة؟",,, تذكرت ما رواه لي أستاذي ذات يوم عن والده رحمة الله,,, قال: كان والدي رحمه الله أصغر اخوته الذكور,,, كانوا ثلاثة ذكور,,, شقيقاه الأكبر منه التحقوا بالثورة التحريرية إبان الاستعمار الفرنسي,,, وقدر الله أن يختار كلاهما للاستشهاد في الجبال,,, وقد ترك كل منهما زوجة و 5 أطفال يتامى,,, قال: كان والدي يُعلم القرآن في الزوايا,,, ولكن بعدما اشتد عبء المسؤولية على عاتقه (عائلته الصغيرة,,, والتي لم تكن في الواقع صغيرة فهو أب لـ 8 أطفال,,, ضف إليهم أبواه العجوزين وشقيقاته الاناث,,, وزوجتا أخويه الشهيدين وأباؤهما العشرة) قال: اضطر للتوجه إلى التجارة,,, ففتح دكانا لبيع المواد الغذائية وغيرها,,, قال أستاذي: عندما يحين وقت الصلاة كان والدي رحمه الله يتم البيع مع الزبائن المتواجدين في تلك الأثناء ليصرفهم,,, ثم يفرد حصيرته في أحد أركان الدكان ليؤدي صلاته,,, وما إن يفرغ منها يعود لممارسة تجارته بشكل عادي,,, فوجدتني أتساءل مع نفسي من جديد,,, ترى منذ متى أصبح الجزائري يُشهر بأخص خصوصيات العلاقة التي تربطه بربه (الصلاة),,, أليس من باب السمو بها والمحافظة على نقائها وطهارتها من أدران الرياء والنفاق أن يترفع المسلم من وضع نفسه في مواقف لسان الحال فيها يقول: "شوفوني، راني نصلي!!!",,, تلك اللافتات المعلقة على أبواب محلاتهم أشعرتني بالاشمئزاز,,, فكأن الواحد منهم يقول انظروا إلي أنا ذاهب لأدخل في علاقة مع الله!! هذه الممارسات دخيلة عن المجتمعات المغاربية,,, فالاسلام المغاربي يعيشه أهله ببساطة ونقاوة وصفاء وتلقائية منقطعة النظير تجعله أقرب ما يكون لمقتضيات الاخلاص والصدق مع الله ومع خلقه,,, وأبعد ما يكون عن أشكال النفاق والشقاق وازدواجية الأخلاق التي تعد سمة بارزة لدى المجتمعات التي صدرت لنا مثل هذا الفكر ومثل هذه الممارسات,,, فإن كان هناك بُدٌ لتصدير تجربة وأسلوب عيش الإسلام فالأولى والأجدر والأحق بالتصدير –بلا فخر ولا مزايدة- هو الإسلام على الطريقة المغاربية. |
رد: مغلق من أجل الصلاة... كم أشعرتني بالاشمئزاز
ربما يعود ذالك لاسباب التاجر أعلم بها
حتى يفهم الزبون أن مدة الغلق لا تتجاوز المدة التي يتم فيها أداء الصلاة و يطمئن للوقت الذي سيجبر على الصبر عليه أو أن المحل مغلق لفترة وجيزة جداً حتى يتأكد الزبون من اعادة فتحه مرة أخرى أما النوايا من وراء خلفية وضع الاشارة - مغلق من اجل الصلاة - فحكمها عند الله سبحانه و تعالى |
رد: مغلق من أجل الصلاة... كم أشعرتني بالاشمئزاز
اقتباس:
بارك الله فيك اخي هذا ما اردت ان اقوله اتركوا نيات العباد لرب العباد . |
رد: مغلق من أجل الصلاة... كم أشعرتني بالاشمئزاز
اقتباس:
بارك الله فيك ربما صلاة ذالك التاجر مقبولة عند الله سبحانه و تعالى و يجعل له فيها القبول لحرصه على تأديتها في أوقاتها المعلومة من يدري قال الله تعالى { ان الصلاة كانت على المؤمينن كتاباً موقوتا } |
رد: مغلق من أجل الصلاة... كم أشعرتني بالاشمئزاز
ربي يهدي الجميع لن نجد الجواب مهما اعطيناهم الاعذار بوركتي غاليتي ونورتي لك وحشة
|
رد: مغلق من أجل الصلاة... كم أشعرتني بالاشمئزاز
اقتباس:
و كأن الذي يضع اشارة - مغلق من أجل الصلاة - على واجهة محله قد اقترف جريمة في حق المجتمع أعجبتني العبارة التي أنهت بها الأخت الفاضلة موضوعها قدر الندى (الأجدر والأحق بالتصدير –بلا فخر ولا مزايدة- هو الإسلام على الطريقة المغاربية.) سنصدر تجارة بيع الخمور و انتاجها .....على سبيل المثال لا الحصر .....:8: ما دمنا نرفض وضع اشارة - مغلق من أجل الصلاة - |
رد: مغلق من أجل الصلاة... كم أشعرتني بالاشمئزاز
اقتباس:
|
رد: مغلق من أجل الصلاة... كم أشعرتني بالاشمئزاز
اقتباس:
.................................................. ....................................... |
رد: مغلق من أجل الصلاة... كم أشعرتني بالاشمئزاز
اقتباس:
....................... في الواقع لم أكن أعلم أنهم في بلاد الواق واق لا يتاجرون بالخمور ولا يتناولونها ولديهم نقص ويحتاجون إلى من يصدر هذه الأمور لهم... كما أؤكد على جهلي أيضا بأن تجارة الخمور وانتاجها هي من تعاليم الدين الاسلامي ... بل لأكون أكثر دقة لم أكن أعلم أنها سمة من سمات الاسلام على الطريقة المغاربية (حسب ما توصلت إليه أنت في استنتاجك)... غريبة هي كرة القدم,,, لكننا دائما نتعلم منها الجديد. على العموم شكرا على إضافتك وإن لم أجد لها محل من الإعراب. |
رد: مغلق من أجل الصلاة... كم أشعرتني بالاشمئزاز
اقتباس:
ليس الأمر متعلق بالحكم على النوايا... إن القصد كان أن يترفع المسلم بدينه وبالشعائر التي يؤديها بينه وبين ربه عن التشهير بها للخلق,,, بغض النظر عن النوايا وكان القصد أيضا أن نترفع عن استراد أساليب ومناهج دخيلة عن مجتمعاتنا المغاربية... أساليب تعكر صفو النقاء الذي عاش به أسلافنا الاسلام ... والقصد أيضا أنه من المخزي فعلا الجمع بين "مغلق من أجل الصلاة" والتجارة "بالسلع المغشوشة والمقلدة" تحياتي وشكرا مجددا على المرور العطر:13: |
| الساعة الآن 02:10 AM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى