بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يحاصرك بعض الذين احتكروا كل شيءٍ حتى الثقافة والفهم.
بينما هؤلاء إنما هم مجرد" حفظة" لمطويات تاريخٍ بائدٍ، أرادوه أن يكون حسب أهوائهم.
بينما الافكار التي يملكونها ليست ذات قيمة، فلا هي حضارية، ولا سلوكية، بل لا تنتج تقينة، ولا تأتي حتى بخطة اقتصادية تحميهم من التسول على الأمم الأخرى.
إن الأمم غير العرب استثمرت كل مواردها في الإنسان، حيث جعلت منه الذروة العليا كرأسمالها.
بينما بنو يعرب أنزلوا بالإنسان إلى أدنى منزلة من الدونية.
لأن أي " بضاعة " مزجاة لا يُلتفت إليها.
وهذا هو الحال.
ومع ذلك هناك فئة قليلة في مجتمعنا هذا فهمت اللعبة وهي التي رأت تفاصيل وميض جمرٍ تحت الرماد يكاد أن يصبح ضرامًا.
فانقسمت إلى فئتين: فئة هربت بجلدها خارج مضارب العرب، وفئة " هجرت " إلى داخل الأوطان، وتقوقعت على نفسها، وتلك أدهى وأمر " الهجرتين "
ثم إن أثقل المصائب عندما تُسوق الحقيقة على أنها محصورة على فئة معينة من ذوي " العلم " والفهم في الأفق الضيق.
ثم أن أي أمة لا تهتم بالإنسان، فهي آيلة إلى كارثة كبرى بما في ذلك اقتصادها
والسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بأبي هبة.
وأهلاً وسهلاً بالرجل الفاضل.
زيادة عمّا أشرتَ إليه يا أخي.
دعني أصارحك لأنني أتفرّس فيك أصالة الجزائري يا أصيل.
إن من أثقل على النفس هي هجرة المثقف الجزائري وهو في موطنه، عندما يجد نفسه من المهمّشين، وذلك لعمري لهو الموتُ البطيء.
وهذا ما أكّده لي كل من تحاورتُ معه.
أما من هجر خارج وطنه فعزاؤه أنه لا يرى الحالة التي آلت إليها بلاده.
ومسألة المقارنة أصدقكَ القول إن ما أشرتَ إليه فيه بعض المصداقية يا فاضل.
عن نفسي يظهر أنني قد تأقلمتُ مع عدم زيارة ارض الأجداد إلاّ من النادر ، حيث أنني لم أنزل إلى الجزائر منذ سنة 2013
قد تلومني إن قلتُ لك منذ تلك السنة وكأن هاتفًا يقول لي: لا مكانة لك في أرض الأجداد، تغيّر كل شيء وجدته، أو أنا الذي تغيّرتُ، وقد يعود ذلك ربما في رحيل جدي وجدتي ـــ رحمهما الله ــــ لأنهما الجيل الأول الذي هاجر الجزائر، ولكنهما كان الحنين يراودهما، كما أن الوالدين ـــ رحمهما الله ـــ رحلا كذلك، مع أنهما كانا أقل حنينًا.
أما نحن الجيل الثالث ربما قد أصبحنا من النسيج البشري مع المجتمع التي قاسمناهم الولادة في هذا الوطن، وقاسمناهم الدراسة والعمل، وها نحن نجاورهم في المسكن،
ربما يصدق فينا مقولة " الغربيين من أصول عربية"، وهذا لم يمنعنا أن نعتزّ بديننا الإسلام.
لا كما يصوّرنا بعض الذين يتظاهرون " بالتدين ".
وهم يظهرون ما لا يبطنون.
تحياتي يا أصيل.