منتديات الشروق أونلاين - اغتيال رهبان تيبحرين: ما لم يقله "الجرنان" الجزائري

اغتيال رهبان تيبحرين:

ما لم يقله "الجرنان" الجزائري

دائما وأبدا، نعود لمسألة الصحافة وحرية الصحافة، كيف وقد قيل: "أعطني قلما حرا، أعطيك شعبا حرا"

لعل الكثيرين لاحظوا الضجة التي أحدثتها "الأقلام المأجورة*"، في ردة على تصريحات أحد جنرالات فرنسا السابقين فيما يخص عملية اغتيال الرهبان النصارى بـ"تبحرين-المدية"، ما لم تصرح به هذه الأقلام المأجورة هو "سر" هبّتها المفاجئة المتناسقة واتفاقها جميعا حول "تبرئة" أرباب المؤسسة العسكرية في ذلك الوقت من مسؤولية الاغتيال، وتحميلها للـ: "الجماعة الإسلامية المسلحة-الجيا"، وراحت هذه الأقلام المأجورة تسوق الأدلة والشهادات.

من بين الأشياء التي وضعتها هذه الأقلام في خانة "ما لا يقال" هي: "هوية" أرباب المؤسسة العسكرية في تلك الفترة، ودورهم في ما جرى من أحداث عقبت الانقلاب التاريخي على الديمقراطية، وموقعهم اليوم من "النظام" الحالي ومواقفهم منه. كذلك ما لم يقله "الجرنان الجزائري" هو سر صمت الموقف الرسمي والذي نقصد به "مؤسسة الرئاسة" وما تبعها.

إن المتتبع للأحداث الأخيرة وكذلك لطبيعة العلاقة المتوترة بين مؤسسة الرئاسة وأرباب المؤسسة العسكرية، خاصة ما تعلق منها بالأخبار التي سربت عمدا حول اعتزام "الرئيس" تسريح قيادات المؤسسة العسكرية الذين جاوزوا السن القانونية للخدمة بعقد وأكثر وهو ما لم يتم فعليا، ورحلة الرئيس إلى الخارج غير المعلن عنها. هذه التجاذبات الخفية التي تبعتها إعادة تحريك ملف الرهبان المغتالين، تعطي أكثر من مؤشر عن "سر" هبّة "الجرنان" الجزائري للدفاع عن أولياء نعمته.

الأحداث الأخيرة، تماثل في مجرياتها قضية أخرى كانت فرنسا مسرحا ومحركا لها، من خلال مذكرة التوقيف التي أصدرها قاض فرنسي في حق أحد "أرباب" المؤسسة العسكرية السابقين، وفراره نحو التراب الجزائري ليلا، الذي صحبه بعد أيام تغيير جذري في موقفه من الرئيس وسياسته، حيث حولته هذه الحادثة من معارض شرس إلى مؤيد ولو بالصمت.

لعلنا نستخلص من هذا المشهد المسرحي، أمرين هامين، أولهما يتمثل في الدعم الخارجي (الفرنسي الأمريكي) للرئيس وسياسته الحالية في مواجهة أجنحة النظام التقليدية، هذا الدعم بالضرورة ليس دون مقابل. الأمر الثاني هو "هوية" الواقفين وراء المشهد الإعلامي الجزائري (الصحافة المكتوبة)، وبالتالي الحصول على دليل قاطع على "عبودية" الجرنان الجزائري لأجنحة النظام.

فارس ب.

20/07/2009

* مأجورة: أي تنال أجرا لقاء ما تكتبه.