![]() |
التسول على عتبات النسيان..
من جريد البصرة..يتسول في ارتفاع النهار خيمة لبوحه الممدود...من جدائل النخيل..يعبر الصحراء الجائعة..يحمل نيرانا لأهوال نفسه ..بعتاب دامع على صدر الوطن...من التيه في ليالي العراق..الهائجة ...حمل الجرح والأثر..
لاجئا من نفسه إلينا...ينزل الشريط ...يستحيل الدم ماء من طول الإستهلاك ..وأشواق لاتنتهي للجريد ..للجدائل ..للنخيل ..للبصرة...والمنفى يكويها وشما على الزند ..يكتوي منه الفؤاد بلاملل .. تنطلق النهاية من يوم غائم..يطوي مطره الأسود..عقودا من الهرب إلى الكلمة..إلى حنجرة من الأشواك تنبت وردا تطيب بريحه النفس التي أنهكها التأمل في دوران الإعصار حول أطلال المنفيين ...والغرباء.. محمد طالب البوسطجي... ذات يوم...ذات حرب..كان هنا يهرب من رعب الصمت ..يطرق نافذة الأحلام ..يدخل متاهات لاتنتهي ..يقف صنما على ضفاف السراب ..هذا الوطن الموعود ممتد أمامه في الأوهام يحتوي كل الذكريات على قارعة التيه....يصطاد لوعه ..في ظلمة محبرة لاينضب حبرها ..تستقيم الكلمات على أوزان المنفى ..تراتيل إلى الوطن الذي يسكن الصدر.. وغيبته عبثية الأشياء عن النظر... ترصدته البندقية الفاجرةعلى أعتاب قضية مبهمة ..يوم أصبح القلم مرضا..والكلمة عدوى ..انطلقت النهاية في مدينة سجنها الضجيج والهذيان..لا الناقة له ولا الجمل فيها ..ونزلت ستارة النسيان دون إعادة... ترصدته سريعا ..طوته بفرح ..ومر العمر..واستفاقت المدينه من موتها الأخير على فوضى الأشياء ..مرعام ..بعده أعوام...وتنوعت فسيفساء العمر اللاهث وبقي -هو...محمد..- وكأنه ولد ليكون هناك..منفي ..منسي ..دون موج يعيد ذكراه..قابع في محرابه المغيب .... *********************** ذكرى.. .دون ذكرى ..محمد طالب البوسطجي مر من بيننا بضوضاء ...واستقر بصمت.. ----------------------------------------------------------------------------------------------------- ..كنت في الثانية عشر من عمري أوأقل..في مدينة الطاهير ذات يوم غائم ..انطلق صوت الرصاص في الفضاء..كعادة تلك الأيام ..كان الهروب هو أول املاء للغريزة..في لحظات يفرغ الشارع من ضوضائه ويلفه صمت المقابر. في المساء قال أبي..قتلوا اليوم أستاذا عراقيا. لم أهتم ..ولما أهتم؟ طالما أن أخبار القتل والقتلى تلك الأيام شيء عادي.. بعد أعوام ..حين بدأت أتعلق بأجراس الكلمة المعذبّة ..طالعتني حروفه ..ومن أول سطر.....................يا إلاهي!!!! صاحب القامة الممدودة ..والشارب الغزيز والوجه العراقي المبتسم ..قتل على بعد شوارع مني ولم أهتم. |
رد: التسول على عتبات النسيان..
سلام تقبل تحياتي
انتظر عما قريب اخبار الهدهد يا هارون كلنا في الهم شرق |
رد: التسول على عتبات النسيان..
كأنني قرأت هاته الحروف منذ سنوات يا مواطن مضت سيدي جميل ما قرأت لك تقبل تحيتي و إحترامي دمت بود |
رد: التسول على عتبات النسيان..
السلام على خير المرسلين وخير امة ... رفيقي الشروقي مواطن فقط حجز لي عودة.. |
رد: التسول على عتبات النسيان..
اقتباس:
عسى أن تكون سبأ من ورائه بخير.... مرور عطر.. تحيتي.. |
رد: التسول على عتبات النسيان..
اقتباس:
هذا شاعر كبير جاورنا ...حمل إلينا من نقلة شعراء السيتينيات عبق الكلمات ...شاعر المنفى بدون منازع..احتواه المنفى والنسيان..ما أقساه احتواء.. تحياتي .. هارون |
رد: التسول على عتبات النسيان..
اقتباس:
أخي ما أكثر من نفقدهم في الحياة ولا نعرف قيمتهم غير بعد فراقهم وما يولم القلب أن يصبح للكلمة ألف حائط يسجنها وتصبح أقلامنا مكسور أخي أعجبني جدا ما كتبت أناملك من إحساس بالظلم إحساس بالقهر إحساس بمن فقدت أخي لن ننسأ من ماتوا لان كلماتهم باقية وحروفهم هي الطريق حتى ولو ضاق مرات فلابد من يوم موعود يرد فيه الحق لاصحابة |
رد: التسول على عتبات النسيان..
اقتباس:
وأنا أنتظر.. ألف تحية.. هارون |
رد: التسول على عتبات النسيان..
اقتباس:
على تلك العتبات..عبروا لأخر مرة ..طواهم بألم إلى الأبد ..وطوتهم عن البال ذاكرة الأحبة...رحلوا من الوجود ومع الأسف من الذاكرة أيضا.. شكرا أخي.. تحياتي.. هارون |
Re: التسول على عتبات النسيان..
عزيزي مجرد مواطن
قد اثرت في نفسي كلماتك الصادقة ، و هيجت في داخلي جروح قديمة ابت ان تشفى اريد ان اعلمك فقط بانني انا ابن الشاعر محمد طالب البوسطجي و ابلغك السلام الحار من جميع الاهل مودتي و محبتي |
| الساعة الآن 09:24 PM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى