بقلم : زكرياء بوخزة
[email protected]

هي القطرة التي أفاضت كأس الإبهار و الإنبهار ، كأس الانفجار الكروي المجيد ، قطرة حملت ما حملت من عناوين مثيرة هزت الكيان الجزائري من الجذور ، هي مباراة الجزائر و الكوت ديفوار ، مباراة القرن أو كما نشاء أن نسميها .
موقعة أكدت أن كلمة الجزائر تجاوزت الكرة الأرضية لتضرب قدرا محتما في كوكب اسمه المعجزات ، ملحمة كابيندا و التي جاءت إمتدادا لابد منه لأوبرا أم درمان أكدت أن كتيبة سعدان هي الأحق لأن تكون المرشح رقم واحد لنيل اللقب الإفريقي بعد أن أطاحت بالرقم الإفريقي الأول .
إذن هو العملاق النائم الذي نفض الغبار عن نفسه أخيرا ليطلق العنان للإبداع الكروي أن يعود على خطى الإندلاع الثوري .
سنة و نصف من الزمن ابتسمت للكرة الجزائرية ، بل للروح الرياضية عبر كل شبر من الجزائر لتنجب لنا جيلا جديدا و عمرا مديدا للكرة الجزائرية ، ليأخذنا في ذكريات الأمس أمس عصاد ومناد .
إنهم المحاربون الذين أكدوا قوتهم حتى في غياب الصحراء ، ليروضوا الأفيال في قلب الأدغال .
حلاوة هذا الإنتصار و لذته تضعنا جميعنا أمام سبيل الإعتراف بأن الجزائر أخيرا أضحى لها منتخب حقيقي في كرة القدم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى .
إنتصار أكد أن الجزائر قوية كيف ما كانت ، أكد لنا أن الجزائر رمز الثورة المجيدة والكرة المستديرة ، و منه بات لزاما علينا الذهاب لبلد مانديلا من أجل النفيس لا من أجل التنفيس ، علينا أن نؤمن أن الكرة الجزائرية و صلت إلى القمة ، قمة النجاح المنشود بسحر المردود ،و لأن الوصول إلى القمة صعب والحفاظ عليها أصعب ، وجب التفكير من الآن في الكيفيات و الحركيات السببية لحفظ هذه الكتيبة من المشوشات الداخلية و الخارجية التي قد تعيدنا إلى نقطة الصفر و إلى عمق النفق الأسود .
و بين هذا و ذاك أثبتنا للعالم أجمع و للبعيد قبل القريب أن الإندلاع الثوري و الإبداع الكروي وجهان لعملة واحدة إسمها الجزائر.