منتديات الشروق أونلاين - الإسلام يتجاوز ظاهر الأعمال الى آثارها..2

لقد فرض الله سبحانه،صيام شهر رمضان عباده لتهذيب النفوس واكتمال صفات الإنسانية،فالامتناع عن المفطرات من الطعام والمشرب وغيرهما،يمرن النفس على خلاف هواه،
ومن المعروف ان كل انسان يعبرعن دينه من خلال معاملاته وحسن خلقه مع الناس،فكلما كان المسلم جيد المعامله حسن الخلق،علت مرتبة إيمانه فالرسول صلى الله عليه وسلم اتى مكملا لمكارم الاخلاق، لما لها من أثر في العلاقات الاجتماعية.
ولاشك أن التجارة وأخلاقيات التعامل التجاري،بين مختلف الاديان والشرائع ومع مختلف الملل والمذاهب تمثل جزءاً كبيراً من العلاقات الاجتماعية، أخلاقيات ، يلتزم بها التاجر المسلم كالعلم بأخلاق التجارة، ومحاسبة النفس،ومراقبة الله تعالى واصطحاب النية الصالحة أثناء التعامل التجاري والالتزام بأخلاق التعامل المالي وانفاق المال بكيقية سليمة،و الصدق أولى تلك الأخلاقيات واساسهاً.
وبالنظر الى الأخلاق الانسانية في الغرب والأخلاق الاسلامية،أن التعامل التجاري مبني على منهج ذوطابع واقعي وانساني عالمي يجسد توازن بين مصلحة الفرد والمجتمع وبذلك يمكن القول ان الاسلام يعتبر أن المال وسيلة وليس غاية زملكيته والإنسان مستخلف فيها لايحق له الاستئثار بمنافعه،قال الكاتب الفرنسي "جاك اوستروي" في كتابه الاسلام والتنمية الاقتصادية : { الاسلام نظام الحياة التطبيقية والأخلاق المثالية الرفيعة معاً ...}.
عن عقبةَ بنِ عامرٍ قال،قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يا عقبةُ بنَ عامرٍ! صِل مَن قَطَعَك، وأَعطِ مَن حَرَمَك، واعف عمن ظَلَمَك"
وقد أورد الإمام ابنُ كثيرٍ هذا الحديثَ في سياق تفسِيرهِ لقولِ اللهِ -تعالى:" خذِ العفوَ َوامر بِالْمعروفِ وَواعرض عَنِ الْجَاهِلِينَ " -الأعراف:199- إن التقابل في المعنى والمبنى بين.
لكن أين تجارنا من مكارم الأخلاق ...؟
فالداخل الىالسوق اليوم أول رمضان يلاحظ أن المواطن و الاجنبي المقيم والسائح يعانون جمبعا من جشع التجار المستغلين لحاجة الناس،الفاقدين مشاعر الانسانية والرحمة ،الطامعين بالثراء الفاحش عن طريق تحين الفرص واستغلال المناسبات والنكبات في عمليات تشبه النجش الذي نهى عنه النبي –صلى الله عليه وسلم- أو هي منه، من التغرير بالبعض و بيانات كاذبة ،، لرفع الأسعار والاحتكار والغش في الميزان وخلط الجيد بالرديء، لان بعضهم فقد الضميرالانساني والآخرفي صورة المرائي.وأكلاموال الناس بالباطل ويلحقون الأدى بالفرد والمجتمع ونظامه.
وهم يعلمون أن الله عز وجل ذم الله الغش وأهله في القرآن ووعدهم بالويل، فال تعالى: "وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ".
المطففين: (1-3).
إننا في حاجة ماسة إلى عرض هذا الوعيد على قلوب هؤلاء لتحيا به وتلين،فتراقب الله عز وجل في أعمالها، قبل أن يراقبها البشر.