![]() |
حقيقة كرة القدم
وآحَسْرَتَاهُ! عَلى قُلُوبٍ وَاجِفةٍ يومَ غَدَتْ ميِّتةً لا حَياةَ فيها ولا حِرَاكَ ... اللهمَّ إلاَّ مَا وَافَقَ شَهَواتِها ولَذَّاتِها؛ ولَوْ كَانَ فيهِ سَخْطُ الرَّبِ وغَضَبُه، فَهِيَ بَعْدَ هَذَا لا تُبَالِي في أيِّ وَادٍ تَسْلُكُ، وبأيِّ أرْضٍ تَهْلَكُ؟ قَدْ تَعَبَّدَتْ لِغَيْرِ الله، ونَدَّتْ عَنْ شَرْعِ الله؛ فَحُبُّها لِغَيْرِ الله، وبُغْضُها لا لله، فالْهَوَى إمَامُهَا، والشَّهْوَةُ قَائِدُها، والجَهْلُ سَايِسُها، والغَفْلَةُ مَرْكَبُها، وهَكَذَا؛ فَهِيَ في دُنْيَاهَا كَمَا قِيْلَ في لَيْلَى : عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَتْ وسِلْمٌ لأهْلِها ومَنْ قَرَّبَتْ لَيْلَى أحَبُّ وأقْرَبا * * * وقَدْ يَظُنُّ مَنْ لا عِلْمَ لَهُ اليَوْمَ بوَاقِعِ (كُرَةِ القَدَمِ) : أنَّ هَذَا الكَلامَ تَهَجُّمٌ، ورَجْمٌ بالغَيْبِ عَلَيْها، واسْتِخْفَافٌ بِها، والحَقِيقةُ أنَّني لَسْتُ ضِدَّ (الرِّياضَةِ) : كوَسِيلَةِ تِهْذِيْبٍ وتَرْوِيْحٍ، ولَكِنَّنِي ضِدُّها كوَسِيلةٍ لإلْهَاءِ المُسْلِمِيْنَ، وتَبْدِيدِ ثَرَوَاتِهم، وإهْدَارِ طَاقَتِهِمْ فيما لا طَائِلَ تَحْتَه؛ بَلْ كُلُّ هَذَا عَلى حِسَابِ قَضَاياهُمُ الإسْلاميَّةِ، في حِيْنَ أنَّ المُسْلِمِيْنَ اليَومَ أحْوَجَ ما يَكُونُونَ (ضَرُورَةً!) إلى مُرَاجَعَةِ حِسَابِاتِهم، والعَوْدَةِ إلى دِيْنِهم، والاصْطِفاَفِ في وَجْهِ العَدُوِّ الغَاشِمِ الَّذِي مَا زَالَ حَتَّى سَاعَتِي هَذِه وهُوَ يَسْتَبِدُّ بِبِلادِ المُسْلِمِيْنَ، ويَسْتَبِيحُ دِمَاءهُم : فَقَتْلٌ هُنا، ودَمَارٌ هُنَاكَ، وتَجْوِيعٌ هُنُالِك، فإلى الله المُشْتَكَى، وهُوَ المُسْتَعَانُ عَلى مَا يَصِفُوْنَ! وبَعْدَ هَذَا؛ أفلا يَسْتَحِي الرِّياضِيُّونَ مِنْ وَاقِعِهم المَشِينِ، وهُمْ بَعْدُ في خَوْضِهم يَلْعَبُوْنَ؟ وألا يَكْفِهِمُ الصُّورُ المُخْزِيةُ الَّتي يُشَاهِدُوْنَ؟ وألم يَأْنِ لَهُم أنُ يَقُولُوا : إنَّا مُنْتَهُوْنَ؟! بَلْ كَانَ مِنَ الخِزْي والعَارِ : أنَّ فَرَحَاتِ، وانْتِصَارَاتِ بَعْضِ أرْبَابِ (كُرَةِ القَدَمِ) اليَوْمَ أصْبَحَتْ أعْظَمَ مَكَانةً، وأجَلَّ قَدْرًا مِنَ الانْتِصَارِ عَلى اليَهُوْدِ في فِلِسْطِيْنَ، كَمَا أنَّ هَزِيْمَتَهُمْ أشَدُّ وَقْعًا عَلى قُلُوْبِهِم مِنْ تَقْتِيْلِ، وتَشْرِيْدِ مَلايِيْنَ المُسْلِمِيْنَ! فَعِنْدَ هَذَا لا تَثْرِيْبَ إذْ أضْحَى وَلاؤُهُم وعَدَاؤُهُم وَفْقَ قَضَايا سَاذَجَةٍ تَافِهَةٍ هَزِيلَةٍ، أشْبَهَ مَا تَكُوْنُ بتَصَرُّفاتٍ صِبْيانِيَّةٍ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ بالله . * * * هذه نبذة من كتاب "حقيقة كرة القدم" للشيخ أبُو صَفْوانَ ذِيَابُ بنُ سَعْدِ الغَامِدِيُّ حمل النسخة الكاملة من الكتاب من الموقع الرسمي للشيخ http://www.islamlight.net/thiab /index.php?option=com_books&task=click&bid=2 |
رد: حقيقة كرة القدم
السلام عليكم وبارك الله فيك
|
رد: حقيقة كرة القدم
|
| الساعة الآن 12:48 PM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى