![]() |
ليبيا وحمام الدم...الحل بالمؤامرة.
"يا لعار كل من يقدمون المسوغات لقصف ليبيا بالطائرات الغربية... يا لعار كل من انجرف وراء حملة الأكاذيب والتضليل... يا لعار من يستدعي أعداء الأمة لحل المشاكل الداخلية..."
صدقت وسلمت يمينك أخي إبراهيم. العار كل العار لمن يزف لنا بشرى القصف وكأن المخلصين سيحررون البلاد والعباد. دارت علينا الدائرة وبتنا لا نحتمل جهادا طويل الأمد. ماذا نحسب؟ هل تهاوي الطغاة ونظامهم محسوب بالدقائق والساعات لكي لا يتجاوز الشهر ؟! ما حصل في تونس ومصر ليس بالضرورة أن يتكرر في أي بلد عربي آخر. ولذلك حسابات الثوار يجب أن تختلف. منذ البداية وثقت أن عسكرة ثورة الليبيين ستكون في صالح القذافي وفعلا هذا ما حصل، رغم أنني لا أنكر أن تقدم الثوار العسكري بعث الأمل بقرب نهاية النظام الطاغي. القذافي نجح وجرهم للحرب، هذا الذي كاد يفقد زمام الأمور، ولكن المنقذ أتاه من حيث لا يعتقد ولا ينتظر. فهم ذات الثوار من ثاروا عليه هم من كونوا حوله مجموعة قبلت أن تقف بوجه الشعب الليبي ولو كانوا قلة قليلة، ذلك أن رفع السلاح أعطى القذافي صفة "الشرعية" بنظرهم، فالكل يستعمل السلاح وهذا ما أدى إلى استشراسهم وسيل لعابهم أكثر، حيث أنهم، من المؤكد أخذوا مباركة الغرب ليقضوا على الثوار. هذا الغرب المتآمر على ليبيا حكما وشعبا، ثوارا وطغاة، هذا هو الغرب لا دين له بل مصالح تحركه، بل نفط يحركه. لا يهمهم من يحكم بقدر ما يهمهم خنوعه وخضوعه وذله لهم وتواطؤه وعربدته واستحقاره لشعبه. والقذافي فهم هذه المعادلة ودأب في جميع خطاباته تذكيرهم بنفطه والحصص التي سيوزعها على من يسيل لعابه ويقف إلى صفه. فاستبد شعبه وخير بلاده وتاجر بهم مع الغرب الذي لا يرى إلا اللونين الأسود، نفط يتدفق، والأحمر لون دم الشعوب ثمنا لتحقيق مآربهم. هؤلاء الجبناء من دول الغرب أعطوا القذافي مهلة كبيرة لكي يقضي على الثورة ويحرق الأخضر واليابس وهم عمدوا إلى إضعاف الثوار وثورتهم ليأتوا الآن بصورة المخلصين الملائكة المرغوبين والمرحب بهم. هذه الصورة والتوقيت والظرف (خسارة الثوار معظم مواقع ومدن ليبيا مجددا) ستجعل من الغرب بتدخلهم العسكري يظهرون بمظهر الأبطال وسيجعل الليبيين والثوار أسرى لهم، بل عبيدا لفكرة أنهم هم من "حررهم". قيل أنهم لن يتورطوا بريا في ليبيا استخفافا منهم بعقول الناس، بمعنى أنهم لن "يحتلوا" ليبيا. والعارف والمدرك يعلم أن احتلال العقل والفكرة والوجدان أصعب وأقوى. فعندما ترى المحتل وتذوق مرارة احتلاله كما في العراق وأفغانستان ستسهل عملية استهداف العدو المحتل. ولكن كيف ستستهدفه وهو راقد في وجدانك وأنت أسيرا ممتنا له شاكرا حامدا له صباح مساء فهو من "حررك". فاشهد يا كل متابع ومراقب أن حمام الدم الليبي وتدخل الغرب العسكري سيكون باهظ الثمن على المدى القريب وأكثر على المدى البعيد. سنفتقدك يا ليبيا ربما عقدا آخر. فإنني ارقب أن حجم المؤامرة كبير وخيوطها متشعبة. وفي هذه المرحلة لا أريد أن أشير إلى علم أو شراكة مجلس الثوار بهذه المؤامرة ولكن يكفي أنهم ركنوا إلى حل التدخل العسكري الغربي وأنهم ينسقون معهم على حد قول رئيس المجلس. فمن يستخدم من يا ترى؟ الثوار يستخدمون الغرب أم الغرب يستخدمون الثوار أم ليبيا ضحية مشروع تقسيم وتفتيت ؟؟. من هنا أنادي ثوار اليمن والجزائر والمغرب وسوريا وكل ثوار العرب والمسلمين الأحرار أن لا ترفعوا السلاح بوجه أنظمة الطغاة، فان قوة الثورة الحقيقية والمعنوية والوجدانية والإعلامية والسياسية والوطنية هو بسلميتها. وكونوا على يقين أن سلاح أنظمة الفساد والاستبداد هو من سيرهقهم وسيهلكهم إن شاء الله. ولتكن ثورة منظمة تأخذ الشكل التصعيدي السلمي الضاغط لتصل إلى كل مكان بأجساد الثوار لا بأسلحتهم. نزحف بعشرات الملايين لكل مكان، نهتف بالملايين وننتظم لإدارة الثورة بكل ما تتطلبه. ونلتزم بتحقيق كل مطالب الثورة حتى تطهير آخر شبر من الفساد والظلم ليظهر الحق والعدل ونسترد السيادة والإرادة. اللهم ألطف بليبيا واجعل كل من يدبر لها المكيدة والمؤامرة خاسرا خاسئا مقهورا مدحورا يا قادر على كل شيء. يا ثوار ليبيا الشرفاء انتفضوا بوجه الغرب وارفضوا تدخله فهو يضرب لا لحبكم ولا لنصركم ولا لتحقيق أهدافكم فالعراق وأفغانستان من الشواهد الكثيرة وأنتم ليس منهم ببعيد. الفاتحة على أرواح شهداء الأمة والوطن. |
| الساعة الآن 06:41 AM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى