موقف حماس الفلسطينية من الثورة "أو أحداث القمع" في سوريا
السلام عليكم و رحمة الله
الثورة في سوريا من أعقد الثورات و أكثرها حساسية على المستوى الإقليمي و الدولي و الجماهيري ... فهي حق مشروع جدا للشعب السوري و تطلعاته في العدالة و المساواة، و هو من عانى ما عاناه في عهد حافظ الأسد و نظام الدكتور بشار الأسد -يقال أن بشار مجرد خضرة فوق طعام-، و هي حليف إيران بمعاهدة استراتيجية للدفاع المشترك في حال العدوان على أحدهما، و هي سند ظهر حركات المقاومة الفلسطينية و بالخصوص حماس و اللبنانية تركيزا حزب الله، و هي معبر الأسلحة و المعدات و الأموال الإيرانية لهذه الحركات ... و هي عسكريا لم تتجرأ على إطلاق رصاصة من أجل الجولان منذ 73 كما جبنت حكومة الأتاسي لتنفيذ خطة للإجهاز على القوة الجوية الصهيونية في 67 التي اقترحها بومدين آنذاك -بشهادة الفريق السوري "الحديدي"- و استبدالها بخطة انسحاب من الجولان.
هذه التناقضات للنظام البعثي في سوريا محيرة فهو :
- من جهة مغضوب عليه سياسيا بسبب دعمه أو على الأقل فتح أرضه و التغاضي عن تمرير السلاح و العتاد و القيادات المصنفة إرهابية عند الغرب.
- و من جهة أخرى يقوم بقمع الشعب السوري مناقضا نفسه لحركات شعبية تحررية خارج الشعب السوري.
- و من جهة ثالثة ليس له موقف قوي و حاسم يُذكر لاستعادة أراضيه السيادية المغتصبة.
فما موقف حركة حماس أقوى فصائل المقاومة الفلسطينية و التي نميل إليها كمرابطة أخيرة على الثغر الفلسطيني ؟؟؟
يقول الدكتور الكويتي مبارك صنديح :
اقتباس:
... حماس أمام اختبار ليس فيه دور ثان من الثورة السورية ومن التنكر من النظام الذي دعمها في احلك الظروف واحتضن قائدها خالد مشعل بعد ان تنكرت لهم غالبية الأنظمة العربية وتعرضوا لحصار فولاذي رهيب عربي وعالمي.
وان كنا ننتقد حزب الله الذي ضرب الصدر لثورة 25 يناير في مصر وشق الجيوب في تأييده للمخربين في البحرين واختبأ داخل سراديبه الاسمنتية وتقنع بجلباب المراوغة ومساندة النظام البعثي لقمعه للثورة الشعبية السورية فمن باب اولى ان نوجه سهام النقد لحركة حماس وبيانها الذي أصدرته بعد اندلاع شرارة الثورة والذي تؤكد فيه وقوفها مع القيادة والشعب.. (وانطلاقا من ذلك كله فاننا نؤكد وقوفنا الى جانب سورية قيادة وشعبا) كما جاء في خاتمة بيان حماس.
الى جانب أي قيادة تقف حماس بعد ان حسم النظام البعثي خياره بقمع الثورة وخدع الناس بالمظاهرات السلمية وتواصل نزيف الدم وسقوط مئات الضحايا وتتابع الجنائز المحمولة على أكتاف القهر والظلم وتُحول (الجمعة العظيمة) الى جمعة الدم وتعيد الى الأذهان شريط ذكرى كابوس مذبحة (حماة) عام ...82.
|
و يقول الدكتور السوري أحمد موفق الزيدان :
اقتباس:
قلما يمر يوم علينا كسوريين إلا ونُطعن بالسكين في ظهرنا من قبل إخواننا وأحبابنا، بالأمس بيان لحركة المقاومة الإسلامية حماس عن وقوفها إلى جانب سورية قيادة وشعبا مشيدة باحتضان سورية ورئيسها حركتها، مع الإشارة على استحياء لحق الشعب السوري في حريته، تبعه على الفور بيان لحركة الإخوان المسلمين في الأردن التي تبرعت هي الأخرى بالحديث عن أكذوبة العصر في ممانعة ومقاومة النظام السوري واحتضانه للمقاومة، وأخيرا وليس آخراً بيان الإخوان المسلمين في مصر الذي عزف على نفس السمفونية ..
|
ثم نقرأ في بيان حركة الإخوان المسلمين في سوريا
اقتباس:
وبالنسبة للأحداث الجارية اليوم في وطننا الحبيب..
تؤكد جماعتنا تلاحمها التام مع انتفاضة الشباب السوري، وتأييدها لمطالبهم في الحرية والكرامة، والسعي إلى ظروف أفضل للعيش الكريم. ونسأل الله الرحمة للشهداء، وندعو للمصابين، ونشدّ على أيدي المناهضين للظلم والاستبداد والفساد..
كما تؤكد جماعتنا أنها بهذا التلاحم وهذا التأييد، لا تدّعي وصاية على هذا الحراك الوطني المبارك، للشباب الحر الأبيّ، وهي ستظل تؤكد على ضرورة الالتزام بسلمية الانتفاضة، وبوطنيتها، وبعدها عن كل عناوين الفتنة التي يحاول البعض إلحاقها بها.
...
تشجب جماعتنا كل الخطابات التي تحاول أن تغمس هذه الانتفاضة الوطنية الجليلة، بمشاريع الفتنة والمؤامرة بأيّ بعد من أبعادها، وتؤكد أن هناك استحقاقات وطنية عاجلة لحركة التغيير الوطني لا بدّ من الوفاء بها.
|
يبدو من هذه الإقتباسات أن الموقف ليس طرفي لجهة على حساب جهة باستثناء بيان إخوان سوريا الذين اكتووا أكثر من غيرهم بالبطش البعثي ... النظام السوري حقا احتضن حركات و قيادات المقاومات الشعبية في المشرق و دعمها ماديا بشكل غير رسمي، لكنه في المقابل نظام جائر و مجرم ...
فهل هو الركون يا إخواننا الإخوان أو الميكيافيلية التي تُحذرون منها ؟؟؟ فنذكركم بعاقبة الركون "مَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُون".
و كيف سيكون موقف الشعب السوري إذا نجح فيما يسعى إليه ؟؟
و هل الموقف الواضح يضعكم في موقف "الشرير" لـ "اتق شر من أحسنت إليه" ؟؟
أم أنتم رهن ابتزاز سياسي رهيب و القضية الفلسطينة لا تُرهن بثورة قد لا تنجح على عدالتها ؟؟
|