![]() |
فرعون.. من التطلّع إلى السّماء إلى الغرق تحت الماء
فرعون.. من التطلّع إلى السّماء إلى الغرق تحت الماء
سلطان بركاني الجزائر في: 09 محرم 1434هـ عاشوراء يوم صالح من أيام الله، نجّى الله تبارك وتعالى فيه نبيا من أولي العزم من أنبيائه، وأغرق فيه عدوا من أعدى أعدائه، نجّى فيه كليمه موسى عليه السّلام ومن معه من المؤمنين، وأغرق فرعون ومن معه من الظّالمين. حدث ذلك في يوم عاشوراء سنة 1216 قبل الميلاد، يوم أمر الله جلّ وعلا نبيّه موسى عليه السّلام أن يخرج بقومه من مصر باتّجاه مدين في أرض الحجاز (الأراضي السّعودية حاليا) مرورا بخليج العقبة (بين مصر والسّعودية)، وحينما وصل موسى إلى مكان يسمّى الآن شاطئ نويبع بمحاذاة خليج العقبة من الجهة المصريّة، أمره ربّه أن يضرب البحر فانفلق إلى فلقين، وبعد عبور موسى ومن معه إلى الضفّة الأخرى، أغرق الله فرعون وجنوده. هكذا كانت نهاية أطغى فرعون في تاريخ البشريّة؛ فرعون الذي بلغ به العتوّ والصّلف إلى حدٍّ قال فيه لوزيره: { يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً } (غافر:36-37). أراد أن يتطلّع إلى السّماء فكانت نهايته في البحر تحت الماء. لم تمكث جثّة فرعون تحت الماء طويلا حتى لفظها البحر بأمر الله. أخذت الجثّة وحنّطت ودفنت في مكان يسمّى وادي الملوك بمصر، ثمّ نقلت المومياء إلى الدّير البحري في طيبة الغربية في الجنوب المصريّ، وتمّ تمويه المدخل الذي دفن فيه مع فراعنة وملوك آخرين، وفي سنة 1881م اكتُشف مدخل الدّير، وقامت هيئة الآثار المصريّة بحفر المكان، واستخرجت المومياوات التي كان من بينها مومياء فرعون موسى، هذه الأخيرة كانت مميّزة في الوضعية التي كانت عليها يده اليسرى. وفي نهاية الثّمانينيات من القرن الماضي طلبت فرنسا استضافة جثّة فرعون لإجراء اختبارات وفحوصات أثريّة عليها، وقد تولّى البروفيسور الفرنسيّ المشهور موريس بوكاي مع ثلّة من علماء الآثار وأطبّاء الجراحة والتّشريح عملية فحص الجثّة لمعرفة ملابسات الوفاة، وبعد سلسلة من التّجارب اكتشف البروفيسور موريس بوكاي أنّ سبب الوفاة هو الغرق، وقد كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على صحّة هذه النّتيجة، وبينما كان يعدّ تقريرا حول اكتشافه الذي عدّه مذهلا، همس أحد مساعديه في أذنه قائلا: لا تتعجّل؛ فإنّ المسلمين يتحدّثون عن غرق هذه الجثّة، ولكنّه استنكر بشدة هذا الخبر واستغربه، فمِثلُ هذا الاكتشاف لا يمكن أن يعرف في زمن نبيّ المسلمين، فقال محدّثه: إنّ قرآن المسلمين الذي يؤمنون به يروي قصة غرقه ويتحدّث عن سلامة جثته بعد الغرق. ازداد البروفيسور ذهولا وأخذ يتساءل: كيف هذا وهذه المومياء لم تُكتشف إلا في عام 1881م؟، بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة؟ وكيف يستقيم هذا عقلا، والبشرية جمعاء -وليس العرب فقط- لم تكن تعلم شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث الفراعنة إلا قبل عقود قليلة من الزمان؟. قدّم البروفيسور تقريره، ولكنّه لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال بعد أن علم أنّ ما اكتشفه مدوّن في كتاب المسلمين قبل ألف وأربعمائة عام، فما كان منه إلا أن حزم أمتعته وقرّر السفر إلى بلاد المسلمين لمقابلة علماء التشريح عندهم، وهناك كان أوّل حديث له معهم عمّا اكتشفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق، فقام أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى: { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }. ذهل البروفيسور، واهتزّت نفسه هزّة عظيمة، وما كان منه إلا وقف أمام الحضور وصرخ بأعلى صوته: لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن. رجع موريس بوكاي إلى فرنسا مسلما، وهناك مكث عشر سنوات ليس له شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية المكتشفة حديثا مع القرآن الكريم، وبعد عشر سنوات خرج بنتيجة حتمية هي ما قاله المولى تبارك وتعالى: { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }. وكان من ثمرة تلك السنوات التي قضاها البروفيسور في البحث أنّه ألّف كتابا عن القرآن الكريم هزّ الدول الغربية هزا، عنوانه: "القرآن والتوراة والإنجيل والعلم: دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة"، أثبت فيه أنّ القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يوجد أيّ تناقض بين نصوصه وبين الحقائق العلميّة، والكتاب موجود الآن على الأنترنيت ومترجم إلى اللّغة العربية في نسخة من 290 صفحة، فلله الحمد أولا وآخرا. المسلمون أولى بموسى من اليهود عاشوراء يوم صالح من أيام الله، شرع النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلّم- صيامه، وأجزل المولى تبارك وتعالى عظيم الأجر لمن صامه. كان المصطفى عليه الصّلاة والسّلام يصومه في مكّة قبل الهجرة، ولمّا هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومونه فسألهم عن ذلك فقالوا: يوم صالح نجّى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وجنوده، صامه موسى شكرا لله فنحن نصومه. فقال عليه الصّلاة والسّلام لأصحابه: ( أنتم أحقّ بموسى منهم، فصوموا )، وأوجب على المسلمين صيامه. ولمّا فرض رمضان في السّنة الثانية للهجرة قال النبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- عن عاشوراء: ( من شاء صام ومن شاء أفطر ). وفي العام الذي التحق فيه -صلوات ربّي وسلامه عليه- بالرّفيق الأعلى قيل له إنّه يوم تعظّمه اليهود والنّصارى؛ وذلك أنّ اليهود كانوا قد اتّخذوا يوم عاشوراء يوم عيد يُلبسون فيه نساءهم الحليّ والشارات، فلمّا قيل للنبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ذلك قال: ( فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع )، ولم يأت العام المقبل حتى توفي عليه الصّلاة والسّلام، فصار صيام تاسوعاء وعاشوراء من كلّ عام سُنّة حافظ عليها أصحاب النبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الأبرار وأهل بيته الأخيار. وكما كان عليه الأمر على عهد النبيّ –صلّى الله عليه وآله وسلّم- فإنّ عاشوراء لم يزل يوم طاعة وصوم بعد وفاة النبيّ –صلّى الله عليه وآله وسلّم- في عهد الخلفاء الرّاشدين وبعده، وكان عليّ –رضي الله عنه- يصومه ويحثّ على صيامه، ويقول: "صوموا العاشوراء التّاسع والعاشر فإنّه يكفّر ذنوب سنة" (تهذيب الأحكام: 4/299، الاستبصار: 2/134). |
رد: فرعون.. من التطلّع إلى السّماء إلى الغرق تحت الماء
السلام عليكم
بورك فيك مجرد اقتراح : لو ينقل الموضوع للمنتدى الحضاري كالدراسات الإسلامية مثلا لكان خير فذاك مكانه أولا وثانيا النقاش الحر سوف يدفن الموضوع لكثرة مواضيعه وربما قلة الردود تحية طيبة |
| الساعة الآن 04:43 PM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى