منتديات الشروق أونلاين - أتمنى أن أسمع كلمة ماما منهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعيروني الأبصار والقلوب فإن رسالتي من نوع آخر ،
رسالتي كتبتها بدمع االعيون

أبنائي
أحبتي ونور قلبي ، أنتم أجمل هدية من رب السماء ،
لن أنسى يا أحبتي ذلك اليوم الذي ذهبت فيه إلى الطبيب أنا ووالدكم
وأخبرنا أن التحاليل تشير أن هناك شيء غير عادي في التحليل
وتم تحويلي إلى مستشفى خاص إذ أطباء أكفاء ليتم تشخيص الحالة بشكل أدق،
تحدثوا إلينا وعرضوا علينا فكرة الإجهاض ! فاستنكرنا الموضوع،
فقالوا : سنترك لكم فرصة لتتشاورا قليلاً ،
حاولنا الإتصال بالإمام ولكن الخط كان مشغولاً باستمرار ،
فقررنا أن نرضى بما قسم الله لنا وطلبنا منهم إعادة الفحص الدقيق ورفضنا الإجهاض
تم اللازم وكانت النتيجة - بفضل الله - أنكم بخير،
وبعد ولادتكم قاموا بتطعيمكم باللقاح المعتاد
ولكن جرعة التطعيم سببت لكم التوحد ، فقد كانت نسبة الزئبق عالية فيه
فأدت بكم لهذه المرحلة ، فالحمد لله على قضائه وقدره

أبكي كل ثانية حزناً وقلقا عليكم
وكيف لا ! وأنتم نور قلبي بعد ربي ،
يا لكم من رائعين ، كم أشعر بالتقصير تجاهكم
أنتم قمة في الجمال ظاهراً وباطناً ،
وجودكم في هذا المكان الخاص للرعاية يحرقني حين أشعر أن غيري يرعاكم
وعقلي يدور بالشكوك ليل نهار ،
لا عمل لي سوى انتظار نهاية الأسبوع لألقاكم
فأقوم على خدمتكم بنفسي .
لن أجزع ولن ألقي اهتماماً لنظرات الإزدراء، فالخير والشر بلاء
والخيرة فيما اختاره الله لنا لأنه أعلم بما يناسبنا
وكما قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه :
{ لا أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكره ،
لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره }.
وأدعو الله عز وجل لأنه يقول سبحانه : “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”.. ،
وسأبقى محسنة الظن بالله و وواثقة من الإجابة
وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ حييٌّ كريمٌ يستحيي إذا رفع الرَّجلُ إليه يدَيْه أن يرُدَّهما صِفْرًا خائبتَيْن "

أنتم أطفال التوحد أطفال الفطرة ،نعمة من الله عز وجل،
لا تعرفون الحقد ولا الكراهية ، أنتم أطفال الحب المطلق ، والثقة العمياء
تحبون من حولكم وتثقون بهم وتأملون الخير من الجميع ،
لكن في بعض الأحيان ، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فهناك من يسخر ممن هم من أمثالكم ، ويستغلونكم،
وكأنكم خلق أدنى ممن هم على حال جيدة من الصحة
ألا وإنكم رزقٌ من الرحمن نحبكم في الله ،
ونسأل الله عز وجل أن يحببنا لأجل محبتنا لكم.
قال الله تعالى في كتابه العزيز
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )
وليتهم يعلمون يا أحبتي كم أنتم بحاجة للدعم المعنوي وطيب الكلام
فكثيراً ما يقومون هم بعكس ذلك تماماً ..
فقد تكون إحداهنّ سافرة أو لا تصلي وتقول مساكين !
فأقول : لا والله هم ليسوا بمساكين ،
نحن المعاقين وليس أنتم يا صغاري ، رزقنا الله نعمة العقل ولا نشكرها ،
ومنهم العاق ومنهم الذي لا يفقه شيئاً في دينه ويطلقون عليكم كلمة مجانين،
والله ما المجنون إلا من رزق العقل وعصى ربه !
- اللهم اهدِ أمة محمد صلى الله عليه وسلم -
وألاحظ من يستنكر من هم مثلكم أو يخفيهم عن ضيوفهم منعاً للحرج والشعور بالنقص
والمفروض أن يحدث العكس ؛ فمن الواجب تقديم من هم مثلكم لجميع العالم ،

فلا تجزعوا ولا تحزنوا ، فلعلكم تكونون باباً لي ولوالدكم إلى الجنة

فكثيراً ما يحدث نفور واستنكار من أطفال في مثل أعماركم
حين يرون من آبائهم نظرات الإزدراء وعدم القبول لكم ،
أبكي وأنا أنظر لهذه العيون البريئة عندما يقتربون ليسلموا عليكم - هدى الله والديهم -
أين قلوبهم ؟ وما عذرهم أمام الله ؟ إلا إذا كانوا هم أنفسهم بحاجة لرعاية !

دائماً أقول : حياتي يجب أن أقطعها عن كل شاغل يشغلني عن الله عز وجل ،
ثم عن رعايتكم أنتم ،
ولا أخفيكم أيها الأبرياء ؛ فأنا أحتاج جهوداً معنوية ونفسية وجسدية لخدمتكم
ولكن صدقوني كأني أملك العالم بقربكم وحياتي أراها من خلالكم ،

لن أنسى ذلك اليوم الذي كنت فيه جالسة أتأملكم ، وكنت أحدّث نفسي :
يا رب .. أتمنى أن أسمع كلمة ماما منهم ،
وكنت أبكي بهدوء كي لا يلتفت أحدكم إليّ ،
حينها فوجئت بأحدكم يربت على كتفي ويقول : ماما !!
أعادها قرابة العشر مرات متتالية !!
كنت مذهولة تماماً منك يا صغيري !!
وناديت زوجي وأنا أقول : قال ماما قال ماما
وبعدها عدت لوحدتك يا صغيري وكأنك لم تنطقها ،
جعلك الله تلفظها لأسمعها منك لدقائق قليلة فقط ..
ربما ليزيد يقيني أن الله قريب ، فيزداد حسن ظني بالله
وأكون على ثقة أن الفرج بشفائكم قريب قريب بإذن ربي القريب

من قلب : سحابة العطاء

منقول