![]() |
مشكلة الضرب والاهانة في العلاقة الزوجية
-الاسباب- إن علاقة الزوج بزوجته قائمة على المودة والرحمة والألفة والسكنى، قال تعالى (ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها) ، وقد كان رسول الله هو القدوة المثلى في معاملة أهله، وذلك يتضح في قوله عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي). صحيح الترغيب والترهيب . كما نهى عليه الصلاة والسلام عن ضرب النساء وجعل النفقة على الزوجة من أعمال البر والصدقة، وأمر بالصبر على خلق المرأة؛ نظراً لما يعتريها من التغير والتوتر النفسي . وفي الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم : {استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا}. والزوجة سبب من اسباب السعادة كما ورد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قوله : " ثلاثة من السعادة ، وثلاثة من الشقاء ، فمن السعادة المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك". ولعل من أسباب انتشار الايذاء أو العنف ضد الزوجة هو الفهم الخاطئ لمفهوم القوامة حيث يظن البعض أن القوامة تعني أن تتحول المرأة لأمة يفعل بها مايشاء ويجهل الكثير من الرجال أن القوامة وضعت لصالح إدارة الحياة الزوجية إدارة صحيحة وتحقيق مصالح كل أفراد الاسرة، وأن لها حدودا لا يجب تجاوزها. -الاسباب- 1. عناد الزوجة: تتميز بعض الزوجات بالتصلب على الرأي وعدم وجود المرونة الكافية لاستوعاب الزوج وهذا بسبب طبعها وهي عند أسرتها، او بسبب تسلط الزوج المتكرر وعدم استشاراتها على الدوام أو بسبب تقليدها لأمها فتصبح عنيدة مثلها. وتحذر دراسة برازيلية حديثة الأزواج من خطر العناد والتصلب في مواقف العلاقة الزوجية ، مضيفة أن المجادلات الساخنة التي تدور بين الزوج والزوجة ، تؤدي في كثير من الأحيان إلى تمسك أحد الطرفين بموقف عنيد ، قد يصل بالأمور إلى نقطة اللاعودة ، وتكون نتيجة المحاورة عقيمة ، ولا فائدة منها ، بل وأكثر من ذلك ، فقد تتعقد الأمور " إذا ظل العناد سيد الموقف " ويحدث الصدام الذي غالبًا ما يؤدي إلى الطلاق. 2. اثبات الرجولة وفرض السيطرة: عندما يفاجأ الزوج بقوة شخصية زوجته أو تصلبها على مواقفها وآرائها، أو يلاحظ بأن شخصيتها بدأت تطغى عليه أو تتسلط عليه، أو يشاهد السجادة تسحب من تحت رجليه، أو يلاحظ زوجته تتطاول عليه بالشتم أو السخرية، عندها سيلجأ للصراخ والضرب والاهانة في نهاية المطاف ليسيطر. 3. عمل المراة : قيام الزوجة بالعمل وتقلدها للعديد من المناصب قد ينتج عنه تقصير في أداء واجباتها المنزلية والزوجية، الأمر الذي يؤثر على علاقتها بزوجها،لذلك يلجأ بعض الأزواج إلى ممارسة العنف ضد زوجاتهم، حتى يتخذن سلوكا مغايرا، وقد يجبر أحدهم زوجته على ترك العمل. وعندما يواجه الرجل بتمسكها بالعمل قد تتطور العلاقة بينهما للضرب. 4. عناد الزوجة المنتجة وتحملها الانفاق : قيام الزوجة بالإنفاق على أسرتها في ظل عجز الزوج عن ذلك قد يولد شعورا بالمرارة وعدم القيمة لدى الزوج، الأمر الذي قد يتطور إلى ممارسته نوعا من العنف ضد زوجته، لتفريغ تلك الشحنات الانفعالية، وليثبت لنفسه أنه هو المسيطر على المنزل مهما كان عاجزا عن القيام بأدواره كاملة. 5. تفاوت المستوى التعليمي بين الزوجين : إذا كان المستوى التعليمي للزوجة مرتفعا عن زوجها، فذلك قد يولد إحساسا بالغيرة لديه (الشعور بالنقص)، والذي قد يتراكم، مما قد يدفعه إلى ممارسة العنف معها أحيانا، لكي يثبت لنفسه ولها بأنه هو المسيطر في النهاية. وأحيانا قد يحدث العكس، فالمستوى التعليمي المرتفع للزوج في مقابل زوجة جاهلة قد يولد اختلافا كبيرا في المفاهيم التي يجب أن تسود في المنزل وأساليب التربية والعلاقات الاجتماعية التي قد تتطلبها مكانة الزوج قد تدفع أحيانا بعض الأزواج إلى اللجوء إلى العنف (الضرب أو الصراخ أو الشتائم) مع زوجاتهم. 6. ارهاق الزوج بالمتطلبات المادية : كثير من الزوجات يرهقن أزواجهن بكثير من الطلبات التي قد لا تتناسب مع دخولهم، وأحيانا قد تكون تلك الطلبات من الأمور التافهة، وكثرة تلك المطالبات ورفض الزوج تلبيتها يفسدان العلاقة بينهما ويؤدي إلى كثير من المشاحنات التي قد تصل إلى حد العنف من قبل الزوج. 7. اهمال الزوجة: ترك الزوجة لواجباتها المنزلية، وإهمالها لزوجها ونفسها أحيانا، الأمر الذي يولد لدى الزوج شعورا بالضيق، ومع تكرار هذا الشعور قد يلجا الزوج إلى ممارسة العنف اللفظي والجسدي مع زوجته. 8. العنف التعويضي : يتعرض الرجل لحالات إحباط بالمجتمع أو العمل وقد تتكالب عليه لدرجة تدفعه لتفريغ شحنة الغضب التي بداخله على الزوجة والأبناء دون ذنب اقترفوه وهذا من الخطأ الشديد . 9. أسباب تربوية : عندما يتربى الشاب في أسرة يمارس فيها الوالد العنف ضد الأنثى (الأم الاخوات) سيشأ ويقلد والده بذلك ليمارس نفس السلوك مع زوجته في المستقبل. والزوجة التي تتعرض للاهانة والعنف المستمر من قبل الزوج وعلى مدار السنين احتمالية اصابتها بمشاكل نفسية سلوكية وارد ويمكن في ثلاثة أنواع كالآتي: • الإصابة بأعراض ما بعد الصدمة النفسية : والتي تكون عالية جدا، عندما تتعرض للعنف المنزلي بشكل متكرر، ولكن هناك عوامل تؤثر بهذه الأعراض مثل طبيعة العنف، وطبيعة الزوجة وشخصيتها وطبيعة علاقتها بالزوج والوضع النفسي العامل لزوجة من حيث شعورها بالوحدة أو وجود مساندة لها من قبل الأهل. • ويمكن أن تصاب المراة باإكتئاب المرضي : والذي يجعل المرأة تشعر بالذنب طوال الوقت، نظرا لاعتقادها بأنها هي سبب سلوك الزوج بهذا الشكل العنيف، حيث تهتز ثقتها بنفسها، وهي كلها أمور تزيد من حدة الاكتئاب الذي تمر به الزوجات. • ويمكن أن تعاني من القلق : وانعدام الشعور بالأمن، كذلك الأولاد أيضا، مما تترتب عليه انحرافات سلوكية لديهم، لعدم قدرة الأم على ضبطهم بسبب الإهانات المستمرة التي تواجهه من زوجها. -العلاج- 1. فتح الحوار العقلي والهادئ مع الزوج: بحيث تناقش زوجها في هذه الإهانات، وأن توضح له مخاطرها على الأبناء الذين قد يصبحون بفعل ذلك فاقدين لثقتهم في أنفسهم وفي المجتمع، وقد يؤثر ذلك مستقبلا على علاقة الأبناء بزوجاتهم مما يجعلهم يتقمصون سلوك العنف في حياتهم المستقبلية. 2. عرضه على معالج سلوكي نفسي: لعمل عدة جلسات سلوكية بهدف بتغييره تدريجيا وتخليصه من العنف . حيث يقوم المعالج بمساعدة المريض على إدراك خطورة العنف على اسرته بالكامل، ويدربه على استخدام التقنيات وفنون التواصل التي يمكن أن تكون بديلا عن سلوك العصبية والعنف والصراخ والضرب. 3. الجمعيات الخيرية النسائية: والتي تعنى بشؤون المرأة وحقوقها وفي مكافحة العنف ضد المرأة عن طريق توعيتها بحقوقها وتعليمها كيفية الحفاظ عليها والمطالبة بها. 4. فهم شخصية الزوج: عن طريق العلم والذي يشرح طباع الناس وكيفية التعامل مع كل طبع بطريقة ملائمة وهذا ما سوف نتطرق إليه في الفصل القادم بالتفصيل. 5. تجنب انتقاده: يجب على الزوجة أن تتجنب الانتقاد المباشر لسلوكيات زوجها لأن ذلك سيدفعه لترك عقله والحوار الانساني إلى الاهانة أو الضرب، وبإمكان الزوجة أن تتبع أسلوب التلميح والذي سيكون أخف على النفس ومدعاة لتقبله. 6. ابتعدي عن الموجة العالية وكوني مع الموجة المنخفضة: عندما تلاحظين زوجك يركب الموجة المرتفعة ويبدأ بعلامات الصراخ والغضب تجنبيه وانسحبي بهدوء ولباقة. واستغلي دائما الموجة المنخفضة التي يركبها زوجك وهي عندما تشاهدينه هادئا وسليم المزاج وعندها بإمكانك ان تستثمري هذه اللحظة في فتح الحوار للمواضيع الهامة لبيتك ولتنمية العلاقة الانسانية والحب بينكما.(وهؤلاء هم يسميهم الطب النفسي الشخصيات الحدية) د / ماهر العربي مختص نفساني |
| الساعة الآن 03:44 PM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى