منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   منتدى النقد الأدبي (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=86)
-   -   ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟(جهاد الخازن-الحياة) (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=26444)

محمد عبد الكريم 16-05-2008 02:42 PM

ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟(جهاد الخازن-الحياة)
 
عيون وآذان (ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟)
جهاد الخازن الحياة - 16/05/08//

أكتب اليوم عن شاعرات عربيات. لا أكتب نقداً أو دراسة، فهناك في «الحياة» وخارجها خبراء ونقاد أفضل اطلاعاً مني على إنتاج هؤلاء الشاعرات وأكثر متابعة، فأنا من جيل الخنساء وهي بكت أخاها وأنا أبكي الأمة. ما عندي اليوم يعكس اتصالي الشخصي، في مؤتمرات وندوات، ببعض شاعراتنا، فلا بد من أن هناك كثيرات غيرهن فاتتني رؤيتهن أو القراءة لهن.

كان يمكن ان تبقى قراءتي لشعر نساء العرب لنفسي لولا أن الزميل جميل الذيابي كتب افتتاحية فاجأتني عن «شاعر المليون» فأنا لم أكن أعرف عن الموضوع أكثر من انه برنامج ناجح جداً على تلفزيون أبو ظبي، ووجدت جميلاً يقول ان «برنامج شاعر المليون الإماراتي يوقظ هرمون القبيلة ويهدد اللحمة الوطنية في دول خليجية»، ويسأل «لماذا برزت ثقافة العودة الى القبيلة في القرن الحادي والعشرين تحت سماء منطقة ثرية ترقبها عيون أهل المطامع والمصالح؟».

اعتبرت الافتتاحية دليلاً آخر على الزمن العربي الرديء، وكدت أطوي الموضوع لولا سهام الشعشاع، وهي شاعرة سورية من نوع جعلني أقول يوماً «الشاميات أحلى». كنا حول طاولة على هامش منتدى الإعلام العربي في دبي حوالى عشرة مشاركين وفناجين قهوة وشاي. واختارت سهام ان تقول شيئاً من شعرها فلم أكد أسمعه مركزاً على الوجه الحسن، فهو ربح مضمون، أما الشعر فقد يكون رديئاً. غير أنني انجذبت بسرعة الى بعض العبارات والمعاني وركزت على شعرها.

هي شكت بعد ذلك من أن الناس لا يحملونها على محمل الجد لأنها حسناء، كما حدث معها في مهرجان جرش، واقترحتُ عليها أن تقول الشعر منقَّبة وتنتقم من كل الرجال.
سهام أهدتني ديواناً صغيراً لها بعنوان «كأني لم أكن يوماً» أُخذ من قصيدة تقول فيها:


- كأني لم تلون مهجتي شمس

- ولم تقفز بذاكرتي طيور الحب


- كأني لم تشكلني غيوم الشام.

- ولم تطبع على خدي.

- سويداء الهوى قُبَلا.

- ولم ترسم أزهارا.

- على أغصان هذا الفم.

- كأني لم أكن يوماً.

- عروساً في فَضَا الوهم...




-توقفـت من ديوان سهام الشعشاع عند قصيدة عنوانهـــا «أزرق العينيـــن» تقــول فيها:

-يا صــاحبي يا أزرق العينيــن.

- حيــن التقينـــا لفنــا المشوار.

- يا صاحبي يا أزرق العينين.

- ما أجمل الإبحار.

- غنيــت لي.

- غـنيـت لك.

- وتفتحت أزهار هذا القلب...


أقول يا ليت، فأنا أزرق العينين، إلا ان القصيدة كتبت في السويداء (التي لم أزرها يوماً) عام 1991.

إذا كانت بنت السويداء دغدغت أحلامي، فإن الشاعرة العراقية أمل الجبوري أعادتني الى دنيا الواقع العربي وهو مرّ في كل بلد وكالعلقم في العراق.

في دبي، أهدتني أمل ديواناً لها من اصدار دار الساقي عنوانه «هَاجَرْ قبل الاحتلال، هَاجَرْ بعد الاحتلال» يحكي مأساة العراقيين قبل الاحتلال ومأساتهم الأكبر بعده.

هي تقول عن الدين قبل الاحتلال:


-الدين قبل الاحتلال ،

-كان يقف خائفاً مرتبكاً أمام عتبة الدولة.



-الدين بعد الاحتلال:


- أُلبس الدولة

- سدرة سوداء

-وأُلبس الدستور عباءة السيد

- الذي اختبأ في اللغة الفارسية.



وعن الرجال قبل الاحتلال:

-كانوا عشاقاً وزنادقة.

- فلاحين تلامذة للشجر.

- كانوا أبطالاً على قدر ما تكذب الأخبار
.

الرجال بعد الاحتلال:




-لا أحـد يعرف من هم الرجال.

- ملثمون

- في سيرك لحفل موت رجولة.

- خصتها كل عناوين الدم
.



وعن الشرف قبل الاحتلال:


-كان الشرف أن تعبد «القائد»

- وتحب «الحزب»

- وتلعن أميركا والحصار.


الشرف بعد الاحتلال:


- أن تلعن الطاغية.

- وتعلن براءتك من الحزب.

- وتصفق بالورد لأميركا والجدار
.



الشعر حزين يحتاج القارئ معه، ان لم يكن شعوبياً، الى مكافحة الدمع، وأمل الجبوري تكمل بأناشيد تفيض ألماً، وتنتهي بحكايات نثرية بعضها لا يكاد يصدق لولا أنه عن العراق وشعبه، والحكاية رقم واحد بعد المليون تحكي عن امرأة حامل في طريقها مع الزوج والأخ بسيارة الى المستشفى فيخطفان، وتترك لتضع الطفل وحدها على جانب الطريق، ويغمى عليها وتفيق لتجد كلاباً سائبة تنهش لحم الوليد.

هل حدث هذا فعلاً، أو إنه خيال الشاعرة؟ لا أدري، ولكن وجدت نفسي أتوقف عن القراءة تحت وطأة الموضوع، ثم أعود الى القصة بعد ساعات. وما لا يصدَّق في أي مكان من العالم أصبح يمارس في العراق ويصدَّق، ولعن الله من كان السبب، ولا غفر له، من صدام حسين والقتلة حوله، الى عصابة الحرب في واشنطن.

الشعر العربي أجمل ما عندنا من أدب سواء حلقنا بعيداً من الواقع مع شاعرة، أو هبطنا على الأرض مع شاعرة أخرى. غير ان جميل الذيابي يقول إنه يكاد يقسم عرب الخليج، وأسأل ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟ لا أجيب وانما أبقى مع الشاعرات يوماً آخر.

سعاد.س 17-05-2008 12:03 PM

رد: ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟(جهاد الخازن-الحياة)
 
شكرا لك أخي محمد عبد الكريم

إستمتعت بقراءة هذا النص..
فيه عدد من النقاط..ليس الغيرة على الشعر فحسب..بل عدة قضايا..من بينها قضية المرأة و الإحتلال

فعلا..

العنوان يحكي الكثير

حين كان الشعر..كان العرب عربا..

و حين غيّب.. ضاعت العروبة و الشهامة

ربما هناك علاقة بينهما ..

من يدري

أشرك مرة أخرى

كل الود

سعاد

حمبراوي 17-05-2008 12:10 PM

رد: ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟(جهاد الخازن-الحياة)
 
إذا حدث ذلك أختي الكريمة ... فبطن الأرض خير لنا من ظهرها.....
ولا تترك العرب الشعر حتى تترك الابل الحداء ..
وشكرا

سعاد.س 17-05-2008 12:14 PM

رد: ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟(جهاد الخازن-الحياة)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمبراوي (المشاركة 165899)
إذا حدث ذلك أختي الكريمة ... فبطن الأرض خير لنا من ظهرها.....
ولا تترك العرب الشعر حتى تترك الابل الحداء ..
وشكرا


هل أصدّق هذا حقا؟

أنظر أخي للمبيعات..

كم تبيع دور النشر من دواوين..وكم تبيع من روايات

تحياتي

سعاد

حمبراوي 17-05-2008 12:21 PM

رد: ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟(جهاد الخازن-الحياة)
 
نحن موتى اختي لم يقرأ نعينا .. ومن ذا يعزي موتى في موتى ؟

raafatalaa 05-01-2009 11:30 PM

رد: ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟(جهاد الخازن-الحياة)
 
ماذا يبقى لنا إن فقدنا الشعر أيضا ؟؟؟
أَوَتخشى على الشعر إنْ ذهبْ؟؟؟
وما الذي تبقّى حتى نستبقي الشعر ؟؟؟
وماذا يبقى لنا إن فقدنا الشهامة والمروءة والكرامة والكبرياء..... والأخلاق بل الإسلام ؟؟؟
أتدري ماالذي سيبقى لنا ؟؟؟ وإلى أين وصلنا ؟؟؟
إلى ما تراه في أعلى المنتدى الآن من صور للأطفال القتلى والأشلاء...

غلام انا 06-01-2009 12:08 AM

رد: ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟(جهاد الخازن-الحياة)
 
انت يا من تخاف على الشعر انا اقول لك لا تخف و لا تخشى عليه شيئا ، لان الشعر ابداع و ليس اختراع ، و هو شيء يكمن في باطن الانسان و هم لن يصلوا ابدا الى باطننا، فابعث في نفسك الطمانينة و ابحث عن افكار او اشياء تفيد الامة .
و مادام الحال كذلك ، و ها ان قد قلت لك لا تخف على الشعر منهم و خف عليه من الجنون فقط كالذي اصابك حينما جلست مع الشاعرة السورية الحسناء ، لان الجنون هو الوحيد الذي يبعث على النسيان و يشتت الافكار.
و تاكد اخي الفاضل انهم لن يهتموا لشعرك بل ما يرعبهم هو عقيدتك فشعرك بلا عقيدة كلائحة لا تحتوي على مطالب (...) .
بالاظافة الى ان كرامة الامة و سيادتها اولى من الشعر فاخشى على مثلهم ثم فكر في الشعر كما اتمنى ان تكون على الاقل في مستوى الشعر .

عبد الله مكي 06-01-2009 10:01 AM

Re: ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟(جهاد الخازن-الحياة)
 
اطمئن يا أخي إذا خسرنا الشعر فسوف يبقى لنا النثر ندك به حصون بني صهيون
فقدنا الأقصى فلم نتأسف لها ونأسف على ضياع الشعر؟
فليس المقام مقام شعر
بل مقام بذل النفس والنفيس للذودعن حياض المسلمين
nonononononononononononononononononononononono

osamamadridi 18-02-2010 11:56 AM

رد: ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟(جهاد الخازن-الحياة)
 
شكرا على الموضوع
تقبل مروري
سلام من أسامة

جلول بن يعيش 20-12-2010 04:31 PM

رد: ماذا يبقى لنا إذا خسرنا الشعر أيضاً؟(جهاد الخازن-الحياة)
 
شكر على الإفادة


الساعة الآن 05:57 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى