![]() |
جواب مهاجر لمن سأل عن أمراض الجزائر
قلت لنفسي دعيك من وصف حال الجزائر و ما آل إليه أهلها قليلهم أو كثيرهم من حزن و إحباط ،إنحراف و فتن ومظالم تراكمت في السياسة و الإقتصاد و كل نواحي الحياة فليس ذالك بخاف على أحد .
يا نفس إنه ليس من الشجاعة و لا المروءة أن تنزلين باللعنات و الشتائم على واقع الأمور تنظرين إلى الناس من برجك العاجي و قد نصبت نفسك قاضيا عليهم... يا نفس حين تفعلين ذالك تكونين كطائر يغرد خارج سربه. ذهبت نفسي تجوب التاريخ طولا و عرضا تبحث عن الدواء الشافي لما نحن فيه حتى وقفت على أبواب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله لقد كان حال الدولة حين تسلمها أشبه بما نحن فيه مع إختلاف الزمان و المكان ، إحباط وحالة حزن ترهق المؤمنين، بسبب الفتن والمظالم التي تراكمت . ما استطاعت نفسي سؤاله عن وصفة الدواء رهبة و حياءا منه – رضي الله عنه - ، بل جعلت تسترق النظر في بعض أوراقه لقد كتب رحمه الله لكل وال من ولاته : (أما بعد: فمر أهل الفقه والعلم من عندك فلينشروا ما علمهم الله في مجالسهم ومساجدهم). لله درك يا عمر ، صرخت نفسي و هي تردد إنه الطريق .. إنه الطريق .. طريق العلم ، فكانت النهضة العلمية التي قادها عمر هي التي رممت ما هدمته سيوف التأول وعواصف الخلاف من قبله. العلم يولد الحلم غالبا و هما إذا إجتمعا كانا سببا في الروية و التأني و مدعاة إلى البحث المستفيض العقلاني لكل مشكلة تبدو مستعصية قد يزيدها القوم الجهلاء و أصحاب العواطف الهوجاء تعقيدا إلى تعقيد . و هي تهم (نفسي) بالرجوع إلى الزمن الحاضر عرجت على زمن شيخ الإسلام ابن تيمية فقد كان هو أيضا يحي ظروفا كظروفنا اليوم , للأسف لم تجده فقد كان رحمه الله مسجونا بسجن القلعة بدمشق و هو يدافع عن الأمة و ينهض بها. جعلت نفسي تجوب أزقة دمشق حتى عثرت عند أحد الوراقين على كتاب له ، إستهوتها هذه العبارة فيه (أن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة) لله درك يا شيخ الإسلام ، صرخت نفسي من جديد و هي تردد إنه الطريق .. إنه الطريق .. طريق العدل. العدل فريضة واجبة في أعناق الأمة جمعاء، الراعي والرعية على السواء، وهو ميزان الله تعالى في الأرض، يؤخذ به للضعيف من القوي، ولصاحب الحق من الظالم المعتدي، وهو في معناه العام يتضمن الإنصاف والمساواة وعدم الجور في الأحكام أو التصرفات، سواء من الحاكم أو من المحكوم. رجعت نفسي راضية بما أصابت من الغنيمة. أيها الحائر يا من سأل عن أمراض الجزائر الطريق من هنا ... طريق أناره العلم و شاده العدل. أخي .. أختي هل ترون نفسي وفقت في وصف العلاج الحديث لكم و الله أعلى و أعلم. |
رد: جواب مهاجر لمن سأل عن أمراض الجزائر
السلام عليكم
فأما العلم فهو العلم الشرعي لا غيره من علوم الدنيا ، وهذا قد تهمش واختفى حتى انعدم العلماء الشرعيون والفقهاء وبذهابهم ضللنا سبيل الحقيقة فعمّ الظلام في ربوع الجزائر حتى لو طلعت الشمس كل صباح على كامل أرضها ما دامت الشمس الأخرى غائبة عنها . و أما العدل وما أدراك ما العدل إنه السيف القاطع للظالمين و اليد الحنون للمظلومين ، عدل أوله حرف ع وهو العلم الشرعي و الحرف الثاني د وهو الدولة وتعني السلطان والحرف الأخير ل وهو كلمة لله وتعني التوحيد الخالص لله بهذه الثلاثة يتحقق العدل . فالعلم الشرعي للفقهاء وهم مع السلاطين يدا واحدة لتحقيق التوحيد لله وحده في كل ما يفعلون . ثم إن أئمة المسلمين نوعان : أئمة سلاطين وحكام ، و أئمة فقهاء وبهما معا تنهض الدولة وتقوم . فإذا فقد أحدهما انعدم الثاني فلا تأثير عنده على العامة .. والواجب وجودهما معا فالفقيه يقول والسلطان ينفذ ..والسلام |
رد: جواب مهاجر لمن سأل عن أمراض الجزائر
اقتباس:
إن نظام التعليم الإسلامي نظام عام و شامل فلا بد للتصور الإسلامي الصحيح أن يتناول مظاهر النشاط الإنساني جميعاً سواء كان نشاطاً بدنياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو سياسياً أو ثقافياً أو روحياً.. إنه ليس ديناً أخروياً فقط يقتصر على بحث أمور الآخرة ويدع ما لقيصر لقيصر كما هو الحال في المسيحية أو البوذية ، فليس هناك ما يمكن أن يعمل أو يقال في أي متجر أو مصنع أو منزل أو مسرح أو حقل- ومن باب أولى في أي صف أو معمل في جامعة إلا والإسلام يتعرض له ويعتبره من اختصاصه.. إن التصور الإسلامي يعتبر مبتوراً مقطّع الأوصال - ومن ثمّ يعتبر ميتاً- إذا أخذ به في كلية واحدة فقط.. إن المفروض أن يكون هو المبدأ الأول المسيطر في كل فرع من فروع المعرفة.. هذه هي المهمة المطلوبة من كل رجال الفكر والقادة المسلمين ، أن يعملوا على إعادة صياغة كل ميراث البشرية العلمي من جديد من منطلق إسلامي . إن التصور الإسلامي لن يوجد حقيقة ما لم يكن تصوّراً لشيء ما.. للحياة والحقيقة والكون. لقد قالها ليث شبيلات: "إن المسلم الملتزم لينتفض غضبًا إذا رأى شابًّا يحدث فتاة، ولكنه لا يرى بأسًا وهو يشاهد اقتصاديات السوق وآلياته وهي تطحن البشر ليل نهار". |
رد: جواب مهاجر لمن سأل عن أمراض الجزائر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والمقصود من العلوم الشرعية ميراث النبوة ، والمقصود من العلماء ورثة الأنبياء ، حيث ورثوا ما جاؤوا به من العلم فهم خلفوا الأنبياء في أممهم بالدعوة إلى الله و إلى طاعته والنهي عن معاصي الله والذب عن دين الله . والناس قديما إذا فقدوا الأنبياء ضلوا وكذلك إذا فقدوا ورثتهم من العلماء (الفقهاء) ضلوا ضلالا مبينا. فالنبي صلى الله عليه وسلم ما ترك وراءه علوم الطب ولا الهندسة ولا غيرها ولكن ترك علم الحلال والحرام ، ترك أوامر الله عزوجل ونواهيه ، فمن أخذها وبلغها للناس وعمل بها فقد ورث النبي صلى الله عليه وسلم ، وسمي عالما ربانيا . وليس معنى هذا ترك بقية العلوم الدنيوية ، ولكن معناه أن الترتيب يقتضي الإهتمام بالأصل ويقتضي تعظيمه وشدة الحرص عليه كما حرص عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم ، فقد كانوا أول ما يطلبونه من العلوم العلوم الشرعية ثم يتخصصون ومنهم الكثير من الأطباء والمؤرخين والجغرافيين وغيرهم يقال في ترجماتهم فلان الفقيه المحدث النحوي الطبيب وهكذا .فأما اليوم وفي عصرنا فيقال فلان الطبيب وفقط !! وهذا الإهمال هو الذي أنبت الغثائية فينا تلك الغثاية التي لا تنزع إلا بالعودة إلى ميراث النبوة : العلم الشرعي والعمل به. |
| الساعة الآن 03:55 AM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى