دور المواطن المسلم في المحافظة على الأمن ومحاربة العقائد المنحرفة
24-05-2007, 11:00 PM
دور المواطن المسلم في المحافظة على الأمن ومحاربة العقائد المنحرفة

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
انطلاقاً من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة. قلنا لمن ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ).
انه وفي ظل هذه الأحداث الراهنة وما تواجه بلادنا من هذا الفكر المنحرف الذي أضر بسمعة العباد والبلاد ويسعى لإفساد الدين والدنيا.
أقول وبالله التوفيق وهو المسئول أن يرينا الحق حق ويرزقنا إتباعه والدعوة إليه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه والتحذير منه.
في البداية أحب أن أشكر الله على ما نحن فيه في هذه البلاد اعني المملكة العربية السعودية لحمة واحدة الأمراء والعلماء والعامة حاضرة وبادية حريصون على العقيدة الصحيحة و اجتماع الكلمة التي بهما يكون بعد توفيق الله البناء والألفة وإقامة الدين والاستخلاف في الأرض بالعمل الصالح المبني على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح فهي كالشجرة التي يتفيأ ظلالها الجميع في أمن وإيمان ورغدا من العيش فلله الحمد والمنة ونسأل الله أن يوزعنا شكر نعمه وان يديم علينا اجتماع الكلمة ووحدة الصف والعقيدة وأن يحفظ ولاتنا وعلمائنا وعامتنا من شر هذه الفتن المتلاطمة والشرور المبثوثة في كل اتجاه ولا عجب فنحن في أخر الزمان ولا زمان إلا والذي بعده شرا منه فعن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة.رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
هذا هو المنهج في التعامل مع الخلافات إذا حصلت هو الرد إلى الأصول والمنابع التي لا تصلح الأمة إلا بالتمسك بها والاعتماد عليها.
وما ظهرت فتنة ولا زلت قدم إلا بشبهة أو شهوة.
ومشاركة في بيان دور المواطن المسلم في حفظ الأمن والحذر من منهج المخربين والمفجرين والقعدية أتباع العقائد المنحرفة الذين يريدون أن ينشرون في بلادنا الشر والدمار والتخريب من خلال أفراخهم وتصدير هذا العبث إلى العالم كفانا الله مكرهم وكيدهم.
اجعل هذه الدراسة على شكل محاور.
المحور الأول:
دور المواطن المسلم كرب أسرة :
تجاه الأبناء وغرس حب هذا الوطن المسلم الذي تربوا في ربوعه وتعلموا في مدارسه فلا يقابلوه بالعقوق والقطيعة أو بما يضر بمصالحه وذلك بالتوجيه الصحيح والحماية لهم من مصادر التوجيه المنحرف سوا من خلال المجالس لهم كالأصدقاء أو الانترنت أو القنوات المغرضة المخالفة للمنهج الصحيح .
المحور الثاني :
دور المواطن المسلم في المدرسة من خلال عامة الأنشطة.
1- المدير
2- المعلم.
3- الطالب.
4- الإذاعة.
5- اللوحات الجدارية.
6- المنهج الدراسي.
7- المجموعات الطلابية.
في جميع ما تقدم تزرع في النفوس قيم الولاء لهذا الوطن المسلم وتنبذ جميع صور العداء لاخوانه المسلمين أصحاب العقيدة الصحيحة أوالبغض والنظرة السوداوية أو النبرة الفوقية للمجتمع المسلم بعمومه أو العزلة الشعورية ممن حوله والتشرذم على فئات معينة ذات طابع متشدد حاقد يكفر من حولة.
المحور الثالث:
دور المواطن المسلم في المجتمع.
1- كموظف.
2- كتاجر.
3- كعامل.
4- الشارع.
5- المكتب.
6- المجالس.
7- المساجد.
8- الجرائد.
9- القنوات.
10- الانترنت.
11- الرسائل عبر الجوال.
12- المجلات.
13- الاشرطة.
14- الكتب.
15- الاندية.
16- كل وسائل الاعلام.
17- المنازل.
على هؤلاء تبادل معرفة العقيدة الصافية والعبادة الصحيحة والأخلاق الإسلامية وأداء حق ولاة الأمور بالمعروف وما للمجتمع من التراحم والشعور الحقيقي بنعمة الأمن التي فقدها البعض ممن نشاهد فهل نريد أن نكون مثلهم رفع الله عنهم ماحل بهم.
كذلك عليهم نبذ صور الغلو بجميع إشكاله.
وكذلك عليهم ترك الأمور العظام لأهلها فلكل شان أهل فالمسائل الشرعية للعلماء الربانيين وليس الكلام في مصير الأمة لمن ليس أهل لذلك فيستوي عندهم كلام مفتي البلاد وآحاد الناس.
عليهم الحذر من كل مرجف من أهل الإشاعات الكاذبة.
وانقل بعض النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وبعض كلام العلماء ممن سبق للفائدة:
قال الشهرستاني في كتابه الملل والنحل ( أعلم أن أول شبهة وقعت في الخلق شبهة إبليس ومصدرها استبداده بالرأي في مقابلة النص، واختياره الهوى في معارضة الأمر إلى أن قال و تشعبت عن هذه الشبهة شبهات )1/9-10
أقول أن هؤلاء الذين يتكلموا ويكتبون في الدين بمحض عقولهم دون تعلم لأحكامه واعتمادا على مصادره الأصلية وأخذها على العلماء الراسخين ضررهم أكثر من نفعهم وشرهم أكثر من خيرهم.
أقول لهم عرفنا مصادركم وعن من تتلقون توجيهاتكم.
وهذا هو سبب خروج هذه النابتة التي غرسوا شتلتها و اعتنوا بها حتى أصبح طلعها كأنه رؤوس الشياطين !! وثمرها مر لا يطاق.
وذلك من خلال أشرطتهم وكتاباتهم وتجوالهم وجلساتهم وخلواتهم ومخيماتهم ومعسكراتهم ومنتدياتهم ومواقع الانترنت فهم الدخلاء بهذا الفكر الدخيل منذ بداية طليعة فكرهم الذي يزعمون أنه بلغ النضج إبان غزو العراق للكويت.
لو تأملنا تاريخ الإسلام وسبب نشأة الأهواء فيه وظهور غلاة الخوارج البعيدين كل البعد عن الهدي النبوي الذي يمثل الوسطية الحقة إذ به حياة القلوب وصلاح الدين والدنيا فأن ذلك يرجع لأمور عديدة وكثيرة منها على سبيل المثال.
ترك تلقي العلم على أيدي العلماء السلفيين الراسخين:
يقول سلمان الفارسي رضي الله عنه ( لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الأخر فإذا هلك الأول قبل أن يتعلم الأخر هلك الناس ).
سنن الدارمي 1/79 فالخوارج الأولون تركوا علماء الصحابة فبعضهم يلقن بعض فضلوا .
فبهذا يعلم أن الأمة تؤتى من الجهلة بالشريعة أعيتهم الأدلة فتكلموا بمحض عقولهم وأما في زماننا فقالوا صاحب قراءة جديدة حتى تمر البضاعة المزجاة فتنطلي على الأتباع الذين ليس عندهم دلالات معرفة الحق من الباطل فيقيس الأمور على ظنه فيقع في الشراك فيبداء في العراك والمنازلة فيعترض على أية محكمة في كتاب الله وحديث من صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علم هذا المسكين انه في الظلمة يتخبط وهذا المفكر انه بليد وذلك الأديب انه أساء الأدب مع دينه والذات الإلهية وجناب الرسول صلى الله عليه وسلم فبهذا يعلم أن الجهل داء عظيم ومصيبة كبرى وسبب لكل انحراف وغلو في الدين.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف مع هذا إذا كان هناك تنفير عن العلماء الراسخين وتبديل وجهة التلقي منهم إلى الجهال الذين يفتون فيضلون ويُضلون ويجعلون دين الله بالتجارب والمحاولات هذا سبب الهلاك كما قال سلمان الفارسي.
ومن صدهم وتنفيرهم عن أهل العلم قولهم:
1- إن الأمة ليس لها مرجعية صحيحة موثوقة.
2- هيئة كبار العلماء ليست مستقلة؟!
3- لا يفقهون الواقع؟!
4- هم في أبراج عاجية.
5- شيوخ ملتصقون بالنظم الجاهلية.
6- مسئوليتهم محصورة في دخول الشهر وخروجه؟!
7- يسيرون في فلك الحكومة.
8- ليس لهم مواقف من الأحداث الراهنة.
9- لايقولون كلمة الحق.
10- عملاء مداهنون.
11- علما سلطة وحاشية حكام.
12- موظفون رسميون.
كل هذه الطعون لم تصدر ممن يصفونهم بالعلمانيين ولا من الكفار ولا كما يقولون من المنافقين بل صدرت ممن يميزون أنفسهم استقلالا بدعاة الصحوة ثم بعد هذا التنفير والعزل من الأمراء والعلماء يتصدرون فيحرفون الشباب من خلال طرحهم.
قائمة من عناوين الأشرطة التي ملئوها حشوا لعقول الشباب وإيغالا لقلوبهم وصدورهم على مجتمعاتهم وعلمائهم وحكامهم.
وذلك العنف المسموع الذي تحول إلى عنف عملي تخريب وتدمير وتفجير .
الذي ما وجدنا منهم له إلا التبرير بأنهم مغرر بهم من الذي غرر بهم ؟؟؟.
ويبرر أخر بدفع الأئمة عنهم أنها بسبب المناهج الدراسية .
أقول كل الشعب السعودي تعلم وتخرج من هذه المناهج فهل كل الناس كذلك على هذا الفكر المنحرف إنها لفرية لا تحتاج إلى رد.
وتبرير أخر قالوا بسبب البطالة .
من الذي قال لهم اخرجوا من الوظائف لأنها رق القرن العشرين هل نسو دلوني على سوق المدينة وتحريم الوظائف.
ثم هؤلاء العاطلون عن العمل يملكون مئات الآلاف والمتفجرات هل هذا بسبب البطالة ؟؟؟ !!!!.
وهل الآباء قديما عندما كانت الأرزاق شحيحة و قليلة. فجروا وعبثوا أم كان منهم الجد والاجتهاد والإنتاج والبذل والعطاء وبنو بسواعدهم هذه الدولة بعد توفيق الله.
قالوا بسبب العلماء أقول أهل العلم قالوا مقالتهم فنشرت في الإذاعة والتلفزيون وعبر وسائل التوجيه والإعلام و الأشرطة والكتب.
فهذه مثلا هيئة كبار العلماء قالوا مقالتهم وصدرت بياناتهم.
وكذلك إخوانهم من سائر العلماء في مكة والمدينة وغيرها..؟؟؟؟!!
وكذلك العقلاء وغيرهم كثير في أشرطتهم نصحوا قديما من فتنة ستقبل شرها متعد على العباد والبلاد.
ولكن هناك من يحجب الحق عن الخلق وهذا متمثل في وسائل التوجيه ومخاطبة الناس من التسجيلات والمكتبات التي تسير على هذا المنهج الغالي الحاقد المتنكر للخير الذي هو فيه والنعمة التي ينعم بها .
إلا ما رحم ربي.
هل يعقل أن المملكة العربية السعودية ليس فيها تسجيلات أو مكتبات تبين المنهج الحق نعم ليس فيها إلا مالا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة أقول ليس هذا فقط في المملكة بل في أكثر دول العالم يحاربون من يبين عوارهم ويكشف منهجهم فكم حجب من شريط ووئد من كتاب وأحرقت من مكتبة وتسجيلات وطمست من مقالة ومنع من درس ومحاضرت ودورة وندوة وملتقي وغير ذلك الكثير .
وكم حذر من أهل العلم وطلبته وقيل فيهم بالعظائم لأنهم يخالفون ما هم عليه فيأتي الشاب المسكين الذي ظن بهم خيرا فإذا اطلع على كلام أهل العلم قالوا تراجع عنه أو قص ولصق أو دبلجة في التسجيل أو قائمة السباب المتقدمة. سبحانك هذا بهتان عظيم.
بحق وحقيقة هم السبب كما حذر سماحة الشيخ بن باز رحمه الله عندما قال:
( ولكن دعاة الباطل وأهل الصيد في الماء العكر هم الذين يشوشون على الناس ) ولقد حذر منهم سماحته رحمه الله هو وجميع هيئة كبار العلماء
أن يحمى المجتمع من أخطائهم.
أقول هم السبب لأنهم دعاتهم الذين وجهوهم وزينوا لهم وكل يوم يتوب أحدهم ويقول جربنا ولم ينفع ما هذه الأعذار مع استمرار الأخطار ولكن هناك فرق بين من غير أصوله ومن غير طريقة وصوله.
بجد وبكل جد أقول ما احلم ولاة أمرنا وما أوسع صدورهم .
هذه هي النتيجة لما ارتبط الشباب بهم أي دعاة الفتنة.
وأما لما كانوا حول العلماء كانت الأمور حميد ودعوه رشيدة.
ومن الاسباب.
الاعتماد على العقل:
أن الله جعل للعقول حدا تنتهي إليه ولم يجعل لها سبيلا إلى إدراك كل شي وليس العقل مستقل بذاته بل ينبني على أصل متقدم من معلومات سابقة أو تجارب فكيف بالأمور الشرعية فان العقل لا يستقل بإدراكها دون الوحي ولذلك ما أجمل ما قاله ملا علي قاري في المرقاة :
( قال اعلم أن العقل الكامل تابع للشرع لأنه عاجز عن إدراك الحكم الإلهية فعليه التعبد المحض بمقتضى العبودية وما ضل من ضل من أهل الكفر والحكماء والمبتدعة وأهل الأهواء إلا بمتابعة العقل وترك موافقة النقل) 2/224.
فكم كاتب كتب في بداية كتابته وكم متكلم تكلم فإذا به من حيث لا يشعر في ركاب التحالف الجديد مع المراهقين فكريا وفي شبه القوم يقع فيصبح عنده المعروف منكر والمنكر معروف وهذا هو المنكر.
كما قال ابن مسعود ( فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون فإن دين الله واحد).
سنن البيهقي الكبرى. 10 / 42
نعم إن دين الله واحد فليس له قراءة جديدة ولا تفسيرات بديلة ولا معاني دخيلة ولا تجارب وابتكارات فجعلوا الدين في البرمجة العصبية والقبعات الست وأيقظ العملاق واكتشف ذاتك وغير ذلك من زبالات الهنادكة وهرطغت الغرب ولكن القوم جهلوا الدين فتكلموا بالاقناعات العقلية وتركوا المساجد الى المخيمات والاستراحات والخلوات وتركوا العلماء الى الادعياء.
نقول لهم عوداً للمشارب الأصيلة فما لم يكن ذلك اليوم دين فلا يكون اليوم دين وما تم وكمل لا يزاد فيه ولا ينقص وما رضيه الله لنا نرضاه لأنفسنا شريعة وعقيدة وفقها حلالا وحراماً ومنهجا وسياسة واقتصادا وأخلاقا وسلوكا ومعاملة وفي كل شئون حياتنا.
ألا يسعنا ما وسعهم ؟ بلى.
فالدين قد كمل قال تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ).
قال أبو الفداء ابن كثير حول هذه الآية وكأنه يخاطب هؤلاء الذين يبنون ما فيه هدم لما ثبت عليه الأولون من صرح هذا الدين الشامخ.
وصدق من قال:
متى يــبلغ البنيان يومـا تمامـه إذا كنـت تبني وغيرك يهدم
فلوا أن ألف بان خلفهم هادما كفى فكيف ببان خلفه ألف هادم
قال رحمه الله :
وقوله اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء وبعثه إلى الإنس والجن فلا حلال إلا ما أحله ولا حرام إلا ما حرمه ولا دين إلا ما شرعه وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولاخلف كما قال تعالى وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
أي صدقا في الأخبار وعدلا في الأوامر والنواهي فلما أكمل لهم الدين تمت عليهم النعمة ولهذا قال تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا أي فارضوه أنتم لأنفسكم فإنه الدين الذي أحبه الله ورضيه وبعث به أفضل الرسل الكرام وأنزل به أشرف كتبه وقال علي بن أبي طليحة عن ابن عباس قوله اليوم أكملت لكم دينكم وهو الإسلام أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا). تفسير ابن كثير 2 / 13
يقول شيخ الإسلام:
ولا يجوز لأحد أن يعدل عما جاء في الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة وأئمتها إلى ما أحدثه بعض الناس مما قد يتضمن خلاف ذلك أو يوقع الناس في خلاف ذلك وليس لأحد أن يضع للناس عقيدة ولا عبادة من عنده بل عليه أن يتبع ولا يبتدع ويقتدي ولا يبتدى فان الله سبحانه بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا وقال له ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني ).
وقال تعالى( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
والنبي علم المسلمين ما يحتاجون إليه في دينهم فيأخذ المسلمون جميع دينهم من الاعتقادات والعبادات وغير ذلك من كتاب الله وسنة رسوله وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها وليس ذلك مخالفا للعقل الصريح فان ما خالف العقل الصريح فهو باطل وليس في الكتاب والسنة الصحيحة والإجماع باطل ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعض الناس أو يفهمون منها معنى باطلا فالآفة منهم لا من الكتاب والسنة.
مجموع الفتاوى 11 / 490
ومن الاسباب.
تصدير من ليس أهل للدعوة فيضر أكثر مما يصلح:
أن العامة في الفتن لا تميز بين العالم والخطيب في المسجد بل بين المفتي وأمام مسجد قارعة الطريق فا الكل عندهم سواء فكيف إذا استغل هذا الجهل فتصدر بعض الصغار فأفتى ما يخالف به كبار العلماء فيسبب الخلاف وتفريق الكلمة فيجمعون كلمتهم على حساب تفرق الآخرين غير مكترثين بتفريق الأمة فتصدر المقالات الغريبة التي ينادون بها أصبحت وحدة الصف لا وحدة الرأي وكلمة في جمع الكلمة أقول من الذي فرق الكلمة هم ولكن يريدون جمع كلمتهم والمخالفين للعقيدة الصحيحة فرئينا منهم الاجتماع مع الروافض والصوفية فعلمنا حينها معنى وحدة الصف المنشود والكلمة المراد جمعها.
ومنهم من قال فرو ففر إلى اللجنة في معقل الصليبية وفرو إلى غير بلاد المسلمين وجعلوا بريطانيا أرض المهجر ومعقل الإسلام .
ولقد سمعت شيخنا الشيخ عبدالعزبز بن باز رحمة الله عليه في معرض حديثه عن أهل الباطل .
أنهم جهلوا الحق !!! وعادوا أهله ؟؟؟؟؟
فسكت قليلا ثم قال متسائلا فكيف يعرفوه ؟؟؟!!!.
وهؤلاء جعلوا الأمة غائبة ونحن في جاهلية يلزم منها المفاصلة الشعورية.
فعملوا في سرية وخلايا تنظيمية حركية فوقعوا في التكفير للراعي والرعية لأجل الحاكمية والمخالف لهم من المرجئة وادعوا الاهتمام بالعقيدة التي إذا تعارضت مع مناهجهم تركوها جانبا وأدخلوا أهل الأهواء والبدع باسم العدل وبمنهج الموازنات وصدق أهل العلم فقد كشفوا عوارهم وهتكوا أستارهم فحاروا جوابا وقالوا حاسد ظالم.
وهذا جواب المفضوح العاجز ؟! أقول يا ليت قومي يعلمون.
إن الدراسات الشرعية إذا أصبحت تصدر للعالم الإسلامي من غير العلماء المعروفين كما يصدر الان من برمنجهام وبرلين وواشنطن ويحشر فيها ما يسمى بالفقه الحركي وأولويات الحركة والحس والفكر والتنظيم الحركي من دعاة ورجالات الحركة وفقه المرحلة والثوابت والمتغيرات الذي زج بالشباب إلى التمييع والتطرف والحيلولة بينهم وبين الوسطية الحقة وهي الدعوة السلفية النقية من التبعية الحزبية.
هل دين الله بالتجارب حتى يقعون في هذا التخبط ثم يعود احدهم فيقول جربنا وما نفع.
إذا كان أئمة الأمة:
1. أسامة بن لادن التكفيري الخارجي؟؟؟
2. ومحمد المسعري المعتزلي العقلاني التحريري.
3. وسعد الفقيه الكذاب الفاشل الثوري فعلى شبابها السلام.
ولنعلم أن هؤلاء الثلاثة قد حذر منهم سماحة المفتي بن باز رحمه الله كما في المجموع 9/100 وجمع من أهل العلم.
فلم يثني عليهم إلا زملائهم القدماء في لجنة الحقوق التي إلى الأن لم يبينوا موقفهم منهم ولم نسمع أنهم ذكروا فيهم أي مخالفة معهم فهم يتكلمون بالسنتهم اذ هم المتحدثون باسم اللجنة فهل نعي .
ان لكل قوم وارث فهذه قصة للمتقدمين.
قال الطبراني حدثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو أمية عمرو بن هشام الحراني ثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ثنا إسماعيل بن راشد قال ثم كان من حديث بن ملجم لعنه الله وأصحابه أن عبد الرحمن بن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي اجتمعوا بمكة فذكروا أمر الناس وعابوا عمل ولاتهم ثم ذكروا أهل النهر فترحموا عليهم فقالوا والله ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئا إخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة ربهم الذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد وثأرنا بهم إخواننا قال بن ملجم وكان من أهل مصر أنا أكفيكم علي بن أبي طالب وقال البرك بن عبد الله أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان وقال عمرو بن بكر التميمي أنا أكفيكم عمرو بن العاص فتعاهدوا وتواثقوا بالله لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي توجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه فأخذوا أسيافهم فسموها واتعدوا لسبع عشرة من شهر رمضان أن يثب كل رجل منهم على صاحبه الذي توجه إليه وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلب. المعجم الكبير1/97
انظر لهذه القصة وهذه المؤامرة على الإسلام وأهله من هؤلاء الخوارج وفي مكة المكرمة ما أشبه الليلة بالبارحة وماذا عملوا شرذمة الفساد هذه الأيام في مكة والمدينة التي لا يوجد فيها إلا أهل الإسلام فلماذا العبث والتخريب والتفجير وأين دعواهم حرب أمريكا هل هي في الحرمين ما هو إلا استحلال الدماء من هؤلاء النوابت الذين لا يبعد خطر مربوهم وقياداتهم عن خطرهم لأنهم مصانع لتفريخ مثل هذه الثمار المرة فقطع الأشجار أولى من حصد الثمار.
قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله في اللسان 3/439 في ترجمة ابن ملجم:
عبد الرحمن بن ملجم المرادي ذاك المغتر الخارجي ليس بأهل أن يروي عنه وما أظن له رواية كان عبادا قانتا لله لكنه ختم له بشر فقتل أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه متقربا إلى الله بدمه بزعمه فقطعت أربعته ولسانه وسملت عيناه ثم أحرق نسأل الله العفو والعافية انتهى قال أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر عبد الرحمن بن ملجم المرادي أحد بني مدرك أي حي من مراد شهد فتح مصر واختط بها يقال أن عمرو بن العاص أمره بالنزول بالقرب منه لأنه كان من قراء القرآن وكان فارس قومه المعدود فيهم بمصر وكان قرأ على معاذ بن جبل وكان من العباد ويقال أنه كان أرسل ضبيع بن عسل إلى عمر يسأل عن مشكل القرآن وقيل أن عمر كتب إلى عمرو إن قرب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلم الناس القرآن والفقه فوسع له.
أقول: هل تنفعه تزكية عمر وكتابته الخطية إلى عمرو بن العاص وهل أغتر بها الصحابة رضي الله عنهم وتعتبر سابقة فضل له في الإسلام لا وألف لا، وكذا من هو بعده من باب أولى لا تنفع التزكية لهم كيف وقد حذر المجتمع من شرهم.
ولكن أهل الباطل يزكي بعضهم بعض ويعذر بعضهم بعض.
فتارة هم أبنائنا نعفي عنهم .
وتارة مغرر بهم.
وتارة لهم سابقة فضل.
وتارة مجاهدون.
وتارة هم مجتهدون .
وهكذا بعضهم يمدح بعض من قديم وليس أدل على ذلك ما قاله عمران بن حطان وهو ممن يروي عن ابن عمر وعائشة قال فيه ابن حجر كما في الإصابة في تمييز الصحابة 5 / 303 تابعي مشهور وكان من رؤوس الخوارج من القعدية بفتحتين وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين ولا يباشرون القتال... وقال المرزباني شاعر مفلق مكثر... رثى عبد الرحمن بن ملجم قاتل على يقول فيها :
يا ضربة من تقي ما أراد بها ألا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لاذكره يوما فاحسـبه أوفى البريــة عند الله ميزانا
أنظر يجعل ابن ملجم تقي وأن الله رضي عنه وأنه أوفى البرية عند الله ولم يرى انه قام بجريمة نكرا وهي قتل المبشر بالجنة فأين التقى وإرادة الجنة وهوا يقتل المبشر بالجنة ؟! سبحان الله وبحمده اللهم سلم لنا عقولنا نسال الله العافية.
وهاهم الأن يمدحون هؤلاء بالمجتهدين والمجاهدين ولهم سابقة فضل في الإسلام والشهداء ولم يذكروهم بما يكشف حالهم لأنه فضح لهم فهذه العصا من تلك ألعصية ولا تلد الحية الاحية فما أشبههم بعمران بن حطان.
أقول كما قال الأول :
( أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم )
فلا ننسى تحريضهم في الجزائر بالقتل باسم الجهاد والمظاهرات والاعتصامات كيف وقد حرضوا عليها هنا.
فإلى كل حزبي مفتون هل تظن انك إذا ابتعدت عن الوحي الإلهي ودنوت من الوحي الواقعي كنت أكثر استنارة وفكرا هل تظن انك لا تكون داعية عصري إلا بعد أن يكون طرحك بخلاف فهم السلف كما قيل سلفية المعتقد عصرية المواجهة ولو قالوا خارجية المواجهة لكان أصوب ولمرادهم أقرب.
فرق بين التجديد والتهديد، والجهاد والإفساد.
وهنا أود أن أبين الفرق بين الجهاد والإفساد ( ما يسمى عالميا بالإرهاب)
لما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام وقبته ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة كما لهم الرفعة في الدنيا فهم الأعلون في الدنيا والآخرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذروة العليا منه واستولى على أنواعه كلها فجاهد في الله حق جهاده بالقلب
والجنان والدعوة والبيان والسيف والسنان وكانت ساعاته موقوفة على الجهاد بقلبه ولسانه ويده ولهذا كان أرفع العالمين ذكرا وأعظمهم عند الله قدرا.
ويافرحة من لقي الله وهو راض عنه ، فإنه سيحشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
فوالله كلنا ذاك الرجل الذي يدور في نفسه قول عمير بن الحمام عندما أيقن الجنة من وراء بدر ، فقال إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة.
يقول ابن القيم:
ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعا على جهاد العبد نفسه في ذات الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ).
كان جهاد النفس مقدما على جهاد العدو في الخارج وأصلا له فإنه ما لم يجاهد نفسه أولا: لتفعل ما أمرت به وتترك ما نهيت عنه ويحاربها في الله لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج فكيف يمكنه جهاد عدوه والإنتصاف منه وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له متسلط عليه لم يجاهده ولم يحاربه في الله بل لا يمكنه الخروج إلى عدوه حتى يجاهد نفسه على الخروج فهذان عدوان قد امتحن العبد بجهادهما.
وكل هذه المعاني السامية أفسدتها هذه الطغمة الخارجة الطاغية ولذلك بيانا للناس وبراءة للذمة.
فالجهاد في سبيل الله :هو لإقامة الدين ونشره ولتكن كلمة الله هي العلياء.
وليس هو الغلو والتطرف الذي هو تجاوز الحد والاعتداء وهو بخلاف الاعتدال.
وليس هو بالعنف الذي هو عمل الشي بالشدة والقهر وهو بخلاف الرفق.
ولا بالإرهاب الذي هو عبارة عن : توظيف الدين لعمل تخريبي منظم لأغراض مقصودة.
قال تعالى ( يأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ) نهى عن الغلو والغلو التجاوز في الحد ومنه غلا السعر إذا تجاوز حده في الارتفاع.
فمن خلال ما تقدم يتضح الفرق بين الجهاد والإرهاب.
والإسلام خالي من التطرف والعنف والإرهاب بالمعاني المتقدمة ولا يجوز أضافتها إلى الإسلام بأي وجه.
والمتطرف والإرهابي ليس داعية للإسلام إنما هو داعية لآرائه وأفكاره واخذ الإسلام والدين ستارا لنيل مطالبه ومآربه.
أما قتل النساء والأطفال والشيوخ
فيكفي فيها حديث أبن عمر في الصحيحين ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان ).
وفي سنن أبي داود عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين.
وكما قال الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليزيد كما في موطأ مالك (وإني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمآكلة ولا تحرقن نخلا ولا تفرقنه ولا تغلل ولا تجبن )
فكيف مع ذلك تستحل هذه الأمور في بلاد الإسلام وحاميته أي المملكة العربية السعودية حفظها الله راعيا ورعية وهن في مكة والمدينة ؟؟! ومن في الرياض ؟؟! انهم المسلمون وليس الكفار.
أما مصادر الفتوى:
فقد جعل ولي الأمر جهة خاصة موثوقة تصدر عنها الفتاوى عليها ثلة من خيار أهل العلم ممن تصدر الأمة عن فتاواهم فيهم الكفاية والغنية لكل طالب للحق. وثق بها الناس من كل أنحاء العالم وانظر إلى الأسئلة التي تفد إليهم من كل الدنيا كما في فتاوى برنامج نور على الدرب وفتاوى دار الإفتاء التي عليها سماحة المفتي وإخوانه من أهل العلم.
فكيف يلتفت عنهم إلى أغمار لا يعرف لهم رسوخ في العلم ولا تلقيا له من أهله فيتصدرون للناس فيضلون ويضلون وفي النهاية يجعل أحدهم دين الله بالتجارب والمحاولات إن الدين آية محكمة وحديث صحيح واثر عن السلف معتمد.
وليست الأحكام الشرعية معامل للتكفير والتفجير والإرهاب لتجرا فيها التجارب فتستحل الدماء والأموال بغير حق .
و عامة هؤلاء ممن تزبب قبل أن يتحصرم ولكن هل بدا البغاث في أرضنا يستنسر.
أن المشاركات في أي عمل إسلامي أو دعوي أو ما يقال جهادي يجب أن تكون تحت علم ولي الأمر الذي له في الأعناق بيعه وتركه والالتحاق بهذه التنظيمات الحزبية أوما يسمى بالفرق أو الجماعات الإسلامية يعتبر خلعا للبيعة ولو مات لكان موته ميتته جاهلية .
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث 3 / 439
وفيه من فارق الجماعة فمِيتَتُه جاهِليَّة معناه كلُّ جماعة عَقَدَت عَقْد يُوَافِق الكتاب والسُّنة فلا يجوز لأحد أن يُفارقهم في ذلك العَقْد , فان خالفهم فيه اسْتَحقَّ الوعيد . ومعنى قوله فمِيَتُته جاهلية: أي يموت على ما مات عليه أهل الجاهِليةَّ من الضَّلال والجَهْل..انتهى.
أما من يقومون بهذه العمليات التي تسمى زورا وبهتانا استشهادية هم ممن يقتل نفسه ويعتبر منتحر وتسمى على اسمها الحقيقي بالعمليات الانتحارية ففرق بين من يُقتل في سبيل الله ومن يقتل نفسه ويقول انه في سبيل الله كيف يكون هذا ؟؟؟!!
ولكنهم يقتلون أنفسهم بزعم التقرب إلى الله بقتل المسلمين واستحلال الدماء.
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ).رواه مسلم في صحيحه.
وهم شرذمة لا كثرهم الله أثمر غرسهم المر تلك الأشرطة التي زرعت فيهم حب الانتقام والحقد والعداء لولاة أمرهم وعلمائهم ومجتمعاتهم فلا يسمعون إلا:
• حتمية المواجهة
• وصناعة الموت
• والأمة غائبة
• ففرو إلى الله
• وستذكون ما أقول لكم
• ودع الحواشي واخرج
• وأسباب سقوط الدول
• ولماذا اعدموني
وغير ذلك من الكتابات والأشرطة والاناشيد الحماسية التي جعلت نفوس هؤلاء الشباب مستعدة لأي عمل إجرامي وتسميته جهادي وهو إرهابي إفسادي إجرامي أسود قاتم لا يبقي دنيا ولا ينصر دين بل هدم في الداخل وتخريب للبناء وصد عن سبيل الله.
وما رجوع من رجع من بعض ما شاهدناهم إلا دليل على وجود هذا الفكر ولكن عودا حميد ومزيد من أفواج التائبين الصادقين.
وهناك من يجعلون أن السبب هو تمسك هذه البلاد بالإسلام فهي لا تستطيع أن تواجه به الحضارة والتعامل مع العالم ما دامت تناصر الإسلام دعوة محمد صلى الله عليه وسلم التي جددها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
أقول أن هذه البلاد قائمة لها قرابة ثلاث مئة سنة على تعظيم العقيدة و وإقامة أمر الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بالوسط والاعتدال لا الغلو ولا التساهل وبلادنا لها ولاتها الذين لهم الطاعة والبعة الشرعية وعلمائها عالميون، يوثق بفتواهم من كل الدنيا. مصادرنا معروفة وثابتة الكتاب والسنة، وكتب العلماء موجودة ورسائل ولاة الأمر كذلك.
أن الكل يستفيد منا من النواحي الأمنية والاجتماعية والدينية فكم لهذه البلاد أثر على العالم الإسلامي من تصحيح عقائده وأحكامه وسلوكه وأخلاقه من خلال الكتب والمؤتمرات والملتقيات وغير ذلك من وسائل نشر الخير كم لها من المساعدات والمعونات التي يراها الأعمى ويسمعها الأصم.
ولم تصدر هذه البلاد إلا الدين الصحيح والإسلام المبني على الوسطية الحقة.
وما نحن فيه من أمن وأمان ووحدة اجتماعية وأسرية يعيش فيها المجتمع لحمة واحدة وصفا متحدا كالبنيان المرصوص إلا نعمة نحسد عليها كفانا الله شر الحاسدين ومكر الكائدين.
أن لنا تاريخ مجيد مشرف في خدمة الإسلام وحاضر مشرق فهل خرجت مثل هذه الأفكار المعادية لدينها ومجتمعاتها على مر عصور وتاريخ هذه البلاد الصحيح انه لم يكن شي من ذلك.
ولا شك أن مثل هذه الأفكار تربى عليها هؤلاء في الداخل ممن وفد عليهم من الخارج فكفوا أولئك المئونة في الداخل من هؤلاء الأفراخ البررة لأسيادهم فبعد أن كان فكرا وافدا فإذا به إنتاج محلي.
ثم بعد ذلك صرفا للحقيقة وتشويها على الناس تنسب هذه الأعمال أنها بسبب تمسكنا بالدين أو ما ذكر سابقا من مبررات لا مبرر لها في ميزان العدل والانصاف.
إن ترك ما جدده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب هو ترك الإسلام الصحيح الذي بتركه ترك ما عليه محمد صلى الله عليه وسلم وندعوا مثل هؤلاء بالتوبة إلى الله فلماذا ترمون السبب على منهج هذه البلاد السلفية.
صحيح رمتني بدائها وانسلت.
إن العدو الذي بالداخل قد تكون عداوته اشد من العدو الذي بالخارج لان الذي في الخارج سافر وظاهر العداوة ولكن الذي بالداخل يظهر ويبطن فمن كان في الدار اشد ممن ينبح خلف الأسوار ألا فليحذر من كل منافق عليم لسنا كما أوصانا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وينادي بعضهم بالحوار معهم أقول بعد أن وقع الفأس بالرأس يقال حوار ليس لهم إلا ما قاله سمو وزير الداخلية المسدد الخبير بخطر فرقة الأخوان المسلمين.
قال ليس لهم إلا البندقية أو السيف وصدق هذا هو الحكم الشرعي والهدي النبوي الكريم والعلاج لكل خارجي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ) صحيح مسلم وفي رواية فاضربوا رأسه بالسيف كائنا من كان.
ولا شك أنه علاج ناجع مفيد يبتر العضو الفاسد لان هذا المنطق الذي يفهمونه
ولقد شخص وحكم إذ ليس هم مع الأدلة الشرعية ولا مع العقل السليم بل عشاق للدماء.
وبالله التوفيق.
قاله وكتبه.
محمد بن رمزان آل طامي الهاجري