هل يعتبر ( الجرح و التعديل ) منهجا علميا موضوعيا ؟
28-11-2017, 06:54 PM
هل يعتبر ( الجرح و التعديل ) منهجا علميا موضوعيا ؟

تساؤلات حول مدى علمية المنهج الذي قام عليه (الجرح و التعديل )


1) هل يقوم علم الرجال أو ما يسمى بالجرح و التعديل على أساس منهجية علمية صارمة ؟ و هل يخضع لقواعد النقد العقلي ؟

هل هو علم موضوعي يستجيب للمنهج العقلي و العلمي؟

ألم يكن أصحابه متأثري بالبيئة السياسية و الاجتماعية و الثقافية السائدة انذاك ؟
هل الرواة معصومون عن قول الكذب ؟

ألا تسري عليهم القوانين البيولوجية التي تسري على جميع البشر كعيوب الذاكرة و الانحيازات المعرفية و الادراكية التي تجعل من شهادتهم مشكوك فيها حتى و لو سلمنا بعدالتهم و عصمتهم عن الكذب و قول الزور ؟

2) ما الفرق بين ( عدالة الصحابة ) و بين ( عصمة الأئمة الاثنى عشر ) ؟

3 ) ألا يستلزم نقد الجرح و التعديل و كذا الاحاديث النبوية القدر اللازم من المعرفة الأساسة الكافية ، مع الاستعانة بالأدوات المنطقية ؟

4) هل توافرت الدقة العلمية في الصحاح أثناء جمع شتات أحاديث سبقت البخاري بقرنين من الزمان ؟


...


5) هل من المعقول أن تعجز جحافل من العلماء و خريجي مدارس الحديت و الجامعات الدينية ، عن المبادرة بتنقيح الموروث الاسلامي ؟
و ان كان هؤلاء ممنوعين أو عاجزين عن المبادرة بنقد الأحاديث ، فهل علينا البقاء مكتوفي الأيدي ؟

6) ( لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) :

تنص الاية على أن الإختلاف في النص دليل على بشرية المصدر ، فلو طبقنا هذه القاعدة على علم الحديث لوجدناه مغرق في الاختلافات و التناقضات و الأخطاء الحاصلة بين المحدثين حتى في المسألة الواحدة و الرواية الواحدة ألا ينفي هذا الأمر ربانية مصدره ؟

7) تنص الاية التالية على أن القران منتهي و كامل :

( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )

المائدة/3 .
و عليه فان اعتبار الأحاديث وحيا ربانيا هو بمثابة استدراك على القران ، لأن الأحاديث تتضمن أحكاما و محرمات وأمور لم يذكرها القران ، بل و فيها ما يتناقض تناقضا صارخا معه ، و هناك من يعتبر أنه من الأحاديث ما هو ناسخ للقران ، فهل من المعقول أن تستدرك الأحاديث على القران الذي يؤكد في الاية
(38) من سورة الأنعام بأن ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ؟

عندما ندرك بأنه لا توجد أي مخطوطة لأي كتاب مكتوب باللغة العربية خلال القرون الثلاثة الهجرية ، عدا القران و كتاب لسيبويه ، و أن أول مخطوطة تاريخية لصحيح البخاري تعود سنة ( 407 هجري) أي بعد وفاة البخاري بقرن و نصف ( 151) سنة ، مع العلم بأنها لا تمثل كتاب (الجامع الصحيح) كاملا برمته ، و انما هي جزء يسير منه فقط ، و بأن النسخة الكاملة من الكتاب تعود الى أواخر القرن الخامس الهجري، أي بعد وفاة البخاري بحوالي ( 239 سنة فكيف كان المسلمون الأوائل يطبقون الشرع بدون كتب الحديث الصحاح ؟

8) ألم يكن المسلمون الأوائل يؤدون الصلاة و الزكاة و باقي الشعائر بمحاكاة الرسول (ص) كالصلاة مثلا :( صلوا كما رأيتمموني أصلي ) ، بمعنى أن السنة انتقلت الينا عبر التطبيق العملي المتوارث جيلا بعد جيل فلماذا يتم الزعم بأن الدين ناقص بدون كتب الحديث و بأنه غير قابل للتطبيق لولاها ؟

10) لماذا يعتبر نقد كتب الحديث طعنا في الاسلام في حين أن من مدوني الأحاديث انتهجواهذا الأسلوب في عملية تمحيصهم للأحاديث و غربلتها ؟

11 ) اذا كان الله تعالى لا يعترض على من يريد التثبت من قناعاته
فلماذا يرفض البعض ذلك ألم يقل سيدنا ابراهيم لله عليه السلام لله تعالى :

{ وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي }

كذلك سيدنا موسى عليه السلام قال له :

{ رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني } ؟

12) اذا كان البخاري بحد ذاته قد قام بفرز عشرات الآلاف من الأحاديث ، و رفض الكثير منها رغم أن رواتها صحابة و هم أعلى مكانة من البخاري نفسه فلماذا يستنكر البعض على غيره ان فعل نفس الشيء ؟

13 ) لماذا لا نطبق هذا المبدأ القراني في الظن على الأحاديث النبوي ؟

إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴿١٤٨ الأنعام﴾

وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴿٣٦ يونس﴾


إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ مَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ﴿٢٣ النجم﴾

إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿٦٦ يونس﴾

وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ﴿٢٨ النجم﴾

لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿٧٨ البقرة﴾

وَ مَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ﴿٣٦ يونس﴾


و اذا كان الله يأمرنا بالاستغناء عن الظن لصالح اليقين فلماذا لنستغني على الأحاديث التي جلها ظني لصالح الأحاديث المتواترة و كذا القران القطعي ، كما يقول يقال: ( دع ما يريبك الى ما لا يريبك ) ؟

13) الجرح و التعديل يقوم على مبدأ التزكية، فما حكم الشرع وفي ذلك ؟
وهل هناك فرق بين تزكية النّفس وتزكية الغير ؟؟ وما موقع هذه الآيات من ذلك ؟؟
...
{ فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى }

{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }

{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ *وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

( يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)

( و مِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ ، لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيم)

12) حتى لو فرضنا أن كل الرواة معصومين عن قول الكذب ففي النهاية هم بشر ، أي أنهم محكومين بالقصور البيولوجي ذاته ، كعيوب الذاكرة و الانحيازات المعرفية و الادراكية التي تجعل من شهادتهم مشكوك فيها
التعديل الأخير تم بواسطة طَيْفٌ رَحَلْ ; 11-02-2018 الساعة 11:15 PM سبب آخر: تم غلق الموضوع ../