رد: التذكرة بأسباب حسن الخاتمة
03-06-2017, 04:26 PM
السببالسابع: المداومة على عبادة الله:
لقوله تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾.
وعن مجاهد رضي الله عنه في قوله: ﴿حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾، قال: الموت[14].
وقال أبو إسحاق: مجازُ هذا الكلام مجازٌ أبدًا؛ المعنى: اعبُدْ ربك أبدًا؛ لأنه لو قيل: اعبُدْ ربك - بغير توقيتٍ - لجاز إذا عبد الإنسان مرةً أن يكون مطيعًا، فإذا قال: ﴿حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾؛ أي: أبدًا، وما دمتَ حيًّا، فقد أمر بالإقامة على العبادة[15].
وقال تعالى عن نبيِّه عيسى عليه السلام - وهو في المهد -: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾.
السببالثامن:تجدد التوبة لكل ذنب:
لقوله تعالى:﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾، ولقوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.
قال العلامة القرطبي رحمه الله في تفسيره:
"... فلا يبعد في كرمِ الله تعالى إذا صحَّت توبة العبد أن يضع مكانَ كلِّ سيئةٍ حسنةً، وقد قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: ((أَتْبِعِ السيئةَالحسنةَ تَمْحُها، وخَالِقِ الناسَ بخُلُقحسن))".
وفي صحيح البخاري من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ((إن المؤمنَ يرى ذنوبه كأنه قاعدٌ تحت جبل يخافُ أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذُبابٍ مرَّ على أنفه، فقال به هكذا)).
قال العلامة ابن بطَّال رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري:
" فينبغي لمن أراد أن يكونَ مِن جملة المؤمنين أن يخشى ذنوبه، ويعظُم خوفُه منها، ولا يأمَن عقاب الله عليها فيستصغرها؛ فإن الله تعالى يعذِّب على القليل، وله الحجة البالغة في ذلك".
السببالتاسع:الاهتمام بصلاح القلب:
عنالنعمان بن بشيررضي الله عنهما قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الحلال بيِّن، وإن الحرام بيِّن، وبينهما أمورٌ مشتبهات، لا يعلَمُهنَّ كثيرٌ من الناس، فمَن اتَّقى الشبهات استبرأَ لدينه وعِرْضه، ومَن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحِمَى يُوشِك أن يرتَعَ فيه، ألا وإنَّ لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمُه، ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كلُّه، وإذا فسَدت فسَد الجسد كله، ألا وهي القلب))[16].
وعنأبي هريرةرضي الله عنه، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى صُوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))[17].