رد: ابن عربي – الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف
03-01-2018, 03:18 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

سلمنا تنزلا وجدلا: أن الناس اختلفوا في حقيقية ابن عربي الطائي!!؟.
للمدافعين عنه نقول، أجيبونا فقط عن الآتي:

1) وجدنا بأن: " داعية وحدة الوجود الحلولي: ابن عربي الطائي يرى فرعون مؤمنا!!؟":( فصوص الحكم، ص187 - 188).
بينما قرأنا حكم الواحد القهار على فرعون بالكفر في كتابه المختار:
[كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ].
[وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى].
[وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي].
[وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ.النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ].

2) وقرأنا بأن ابن عربي الحلولي يجوز عبادة الحجار: كما في:(فصوص الحكم، ص: 56).
ورأينا بأن الخبير العليم قد ذم في القرآن الكريم العرب لعبادتهم الأصنام:
[أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى. وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى.ألَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى. تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى. إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى].
قال الإمام العلامة المفسر: الشوكاني رحمه الله في تفسيره للآيتين:
"هذه الأصنام الثلاثة التي اشتهرت في العرب، وعظم اعتقادهم فيها.
قال في الصحاح: و{ اللات}: اسم صنم لثقيف، وكان بالطائف.
{ والعزى}: صنم قريش، وبني كنانة .
{ ومناة}: صنم بني هلال ".

3) وشهد ابن عربي الحلولي بأن أهل النار ينعمون في النار:(فصوص الحكم، ص: 154).
وتلونا قول الرحمن في محكم القرآن بأن أهل النار يعذبون في النيران:
[وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ].
[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ].
[وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ].
[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ].
[ولَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ].

ختاما، نقول:
صدق الله الحق المبين، وكذب كل مفتر أفاك مبين:
[قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ].
[وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا].
[اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا].

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.