رد: أحكام التجويد برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق - سؤال وجواب -
21-11-2008, 02:44 PM
الراوي ورش ( رحمه الله )


اسمه و كنيته:
هو عثمان بن سعيد قيل : سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم ، وقيل : سعيد بن عدي بن غزوان بن داود بن سابق : أبو سعيد ، وقيل : أبو القاسم ، وقيل : أبو عمرو القرشي ، مولاهم القبطي المصري ، الملقب بورش.


أصله و ولادته:
ولد سنة ( 110 ) عشر ومائة بمصر في الوجه القبلي من أرض الصعيد، و رحل إلى نافع بن عبد الرحمن أبي نعيم.

صفته و مناقبه:
كان أشقر أزرق العينين أبيض اللون قصيرا ذا كدنة هو إلى السمن أقرب منه إلى النحافة ، فقيل : إن نافعا لقبه بالورشان ، لأنه كان على قصره يلبس ثيابا قصارا وكان إذا مشى بدت رجلاه ، وكان نافع يقول : ( هات يا ورشان ! واقرأ يا ورشان ! وأين الورشان ؟ ) ثم خفف فقيل : ورش ، والورشان : طائر معروف وقيل : إن الورش شيء يصنع من اللبن لقب به لبياضه ، ولزمه ذلك حتى صار لا يعرف إلا به ولم يكن فيما قيل أحب إليه منه فيقول : أستـاذي سماني به )
رحل إلى نافع بن أبي نعيم و أخذ عنه مباشرة من غير واسطة، و انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه.
قال في النهاية : إنه رحل إلى نافع ابن أبي نعيم ، فعرض عليه القرآن عدة ختمات في سنة ( 155 ) خمس وخمسين ومائة ، و له اختيار خالف به نافعا ،
وكان ثقة حجة في القراءة ، قال ابن الجزري : وروينا عن يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا ورش وكان جيد القراءة حسن الصوت ، إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه
وقال النحاس : قال لي أبو يعقوب الأزرق : إن ورشا لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقرأ يسـمى مقرأ ورش

وفاته :
توفي ورش رحمه الله بمصر سنة ( 197 ) سبع وتسعين ومائة



ما معنى من طريق الأزرق؟


كل من أخذ مباشرة عن أحد القراء السبعة يسمى راويا، و كل من أخذوا عن أحد الرواة يسمون أصحاب طرق.
فمثلا نافع قارئ أخذ عنه ورش و قالون فيسمى كلاهما راو و نقول: رواية ورش عن نافع و رواية قالون عن نافع،
وأخذ عن ورش كل من الأزرق و الأصبهاني فهما إذن طريقان عن ورش.
لذا نقول رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق و ورش عن نافع من طريق الأصبهاني.


نبذة عن الأزرق
هو أبو يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار بن عمرو المدني ثم المصري المعروف بالأزرق.
كان محققا ثقة وذا ضبط وإتقان، لازم شيخه ورشا مدة طويلة وأخذ عنه القراءة عرضاً وسماعاً حيث قرأ عليه عشرين ختمة ما بين حدر وتحقيق فأتقن عنه الأداء وجلس للإقراء وقال أبو الفضل الخزاعي:" أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب عن ورش لا يعرفون غيرها"
قال أبو بكر بن سيف سمعت الأزرق يقول : إن ورشاً لما تعمق في النحو اتخذ لنفسه مقرأً يسمى مقرأ ورش، فلما جئت لأقرأ عليه قلت له : "يا أبا سعيد إني أحب أن تقرئني مقرأ نافع خالصاً وتدعني مما استحسنت لنفسك"، قال : فقلدته مقرأ نافع، وكنت نازلاً مع ورش في الدار، فقرأت عليه عشرين ختمة من حدر وتحقيق، فأما التحقيق، فكنت أقرأ عليه في الدار التي كنا نسكنها في مسجد عبد الله ، وأما الحدر فكنت أقرأ عليه إذا رابطت معه بالإسكندرية.
خلف ورشا في القراءة و الإقراء، و توفي رحمه الله في حدود سنة أربعين ومائين للهجرة 240 هـ

و يبقى طريق الأزرق هو أشهر الطرق عن ورش والمعمول به في بلاد المغرب العربي و مناطق من مصر و السودان،
و هو الطريق الذي اختاره الإمام الشاطبي ، لذا يقال أيضا رواية ورش عن نافع من طريق الشاطبية.


....يتبع