رد: لا تختاري هذا الحل مهما بلغت بك المشاكل.
23-09-2010, 05:05 PM
السلام عليكم، شكرا على الموضوع والذي إنتشر بشكل كبير في المجتمع الجزائري ؟؟؟ لعدة اسباب ؟؟ والتي مهما تعددت لن تكون مبرر للإنتحار او إيذاء النفس.
بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)
وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (30)" ([1])[النساء:29-30] .فدلَّت هاتان الآيتان بمنطوقهما على نوع من القتل، ودلتا بمفهومهما على نوع آخر، يختلف حكمه ومصير فاعله، فقد يكون ذلك طاعة وقربة، وقد يكون معصية وحوبة، ومناط ذلك النيَّة الحاملة عليه .


وبيانُ ذلك: أنَّ قوله تعالى: "وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا" تقييد للنهي عن قتل النفس بالقتل بنيَّة العُدوان والظلم، كأن يقتل الإنسان نفسه جزعاً وتسخطاً من قدر الله، وخلاصاً من الحياة، ونحو ذلك .
قال الإمام أبو عبد الله القُرطبيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: "قوله: "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ": لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه للقتل في الحرص على الدنيا وطلب المال، بأن يحمل نفسه على الغرر المؤدي إلى التلف، ويحتمل أن يقال: "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ" في حال ضجرٍ أو غضبٍ فهذا كله يتناوله النهي"([2]).


وقال القاضي ناصر الدين البيضاوي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى :"وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ": بالبخع كما تفعله جهلة الهند، أو بإلقاء النفس إلى التهلكة"([3]) .
وهذا النوع هو الذي وردت الأحاديث بالنهي عنه النَّهي الأكيد وتوعد فاعله الوعيد الشَّديد، وعدَّه أهلُ العلم من الكبائر([4])، وحكى شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى الإجماع على تحريمه([
ومن الأحاديث الواردة في هذا:
- قوله صلى الله عليه وسلم: "كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ، فَجَزِعَ فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى بَادَرَنِى عَبْدِى بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ" أخرجه البُخاريُّ .
- وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَسْكَرِهِ، وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لاَ يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلاَ فَاذَّةً إِلاَّ اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ، فَقَالَ: مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلاَنٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ . قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ . قَالَ: فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ([1]) بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟". قَالَ: الرَّجُلُ الَّذِى ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِهِ، فَخَرَجْتُ فِى طَلَبِهِ، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِى الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ :"إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهْوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" متفق عليه .




ففي هذين الحديثين إشارة إلى أنَّ القتل المنهيَّ عنه هو قتل الإنسان نفسه جزعاً واستعجالاً للموت، وعلى هذا يحمل النهي الوارد في الأحاديث الأخرى، كقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهْوَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ، يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسَمُّهُ فِى يَدِهِ، يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ، يَجَأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ([2]) فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا" متفق عليه. وقولِه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلاَمِ كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ عُذِّبَ بِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ" متفق عليه. وحديث جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: "أُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ". أخرجه مسلم .


ثم إن هذه الصور للقتل، المذكورة في هذه الأحاديث لا يُتصَّوَّر أن يكون فاعلها إلا جزعاً متسخطاً، فلا يتَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ أو يتَحَسَّى سَمًّا أويقَتَلُ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، إلا من حاله ما وصفتُ، فتبين من هذا أن وصف الجزع والتسخط واستعجال الموت وصفٌ معتبر في النهي عن قتل الإنسان نفسه .
دلالة من مفهوم وَمَن يَفْعَلْ ذَلِك َعُدْوَانًا وَظُلْمًا
وقد دل مفهوم المخالفة في قوله تعالى: “وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا” أنَّ من قتل نفسه لا عُدواناً ولا ظلماً وإنما رغبةً فيما عِند الله وشَفقَةً ممَّا عندِه وجهاداً في سبيله، فإنه محمودالمآل حسن العاقبة، بل هو من الذين قال الله فيهم :”وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ”[‏البقرة‏:‏ 207‏] .
- قال الإمام المُهَلَّب بن أحمد بن أبي صُفْرَةَ شارح «صحيح البخاري»رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: "إنَّ قَوْماً مَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: “وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ..” الْآيَة، وَلَا حُجَّةَ فِيهِ لِأَنَّهُ قَالَ تِلْوَ الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ: “وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً” فَقَيَّدَهُ بِذَلِكَ، وَلَيْسَ مَنْ أَهْلَكَ نَفْسه فِي طَاعَةِ اللَّهِ ظَالِماً وَلَا مُعْتَدِياً. وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى جَوَازِ تَقَحُّمِ الْمَهَالِكِ فِي الْجِهَادِ"([1]) .
- وقال ابن تيمية: "فَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنْ قَصْدِ الْإِنْسَانِ قَتْلَ نَفْسِهِ أَوْ تَسَبُّبِهِ فِي ذَلِكَ وَبَيْنَ مَا شَرَعَهُ اللَّهُ مِنْ بَيْعِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ، وَأَمْوَالَهُمْ لَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُالّجَنَّةَ” [‏التوبة‏:‏ 111‏]، وقال: “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ”؛أَيْ: يَبِيعُ نَفْسَهُ"([2]).
- وقال الشَّيخ محمَّد الحسن ولد الدَّدُو الشَّنقيطي حفظه الله تعالى :" والله سُبحانه وتعالى إنما حرَّم قتل النفس إذا كان ذلك ظُلماً وعُدواناً، قال تعالى: “وَلاَ تَقْتُلُواْأَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّه ِيَسِيرًا (30)” ومفهوم العلَّة هنا: أن من فعل ذلك إيماناً واحتساباً وجهاداً في سبيل الله، فإنه يستحقُّ الجنة، لأنَّ هذا مفهوم العلة، الحكم يدور مع العلة حيث دارت"([3]) .
- فإن قال قائل : إن هذا القيد لا مفهوم له، لأنَّه خرج مخرج الغالب فهو إذاًصفة كاشفة، فما من إنسان يقتل نفسه إلا وهو مُعتدٍ و ظالمٌ في ميزان الله تبارك وتعالى! .
- قال الشيخ عمر يوسف جُمعة رحمَهُ اللهُ تَعَالَى: "وأقول جواباً: الأصل عند الجمهور القائلين بحُجِّية مفهوم المُخالفة هو اعتبار القَيد وعكس الحكم عند زواله، ولا يُترك الأصل إلابقرينة ودليل، ولا دليل هنا"([4]).


منقول










إذا لم تستطع أن تنظر امامك لأن مستقبلك مظلم ولم تستطع أن تنظر خلفك لأن ماضيك مؤلم فانظر إلى الأعلى تجد ربك تجاهك .... إبتسم... فإن هناك من... يحبك... يعتنى بك... يحميك ...ينصرك... يسمعك ...يراك...انه (( الله)) ما أخد منك إلا ليعطيك...وما ابكاك إلا ليضحكك...وما حرمك الا ليتفضل عليك...وما إبتلاك إلا لانه يحبك ( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )