حفظ القرآن: دورة لتقويم السلوك
11-10-2013, 08:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

حفظ القرآن: دورة تدريبة لتقويم السلوك
_________________________________
_______
اعلم يرحمك الله أن للإشتغال بحفظ القرآن عوائد جليلة على نفس الحافظ وسلوكه،وأعني الحافظ المرتبط بشيخ يراقب حفظه وأداءه،ويلزمه بالإنضباط،مما يحمل الحافظ على الحرص والجد في الطلب،فإن وفق لمثل هذه الحال مع وجود رغبة جامحة في النفس لإتمام الحفظ،سينعم بنتائج تضفي بركتها على سلوكه ومن حيث لا يشعر،وهاك بعض هذه البركات:
1. سيتدرب الحافظ على النشاط،وسيخلع عنه ثوب العجز والكسل،وذلك لما يتطلبه الحفظ من جهد وتكرار،فيجد نفسه ملزما على تحضير ذلك لعرضه على شيخه،مع عدم إخلاله بنشاطاته اليومية التي تفرضها عليه حالته الإجتماعية.
2. سيتدرب على فن إدارة الوقت للسبب نفسه،ويتعلم كيف يستثمر كل لحظاته بين عمل تفرضه عليه الحياة،وبين حفظ وتكرار وعرض على الشيخ.
3. سيدرك قيمة البكور والأسحار،ويجعلها رياضا لحفظه،فإذا ذاق حلاوتها ونال بركتها،لن يبرحها إلى غيرها،فيتدرب على عدم السهر وعلى الإستيقاظ المبكر،وينعم بعد ذلك بدعوة النبي :"اللهم بارك لأمتي في بكورها".
4. سيحمله هذا الإشتغال على التخلي على بعض السلوكات التي تأخذ من وقته ولا تعود عليه بالنفع،ككثرة المكالمات الهاتفية،والتجمعات لغير حاجة شرعية،وكثرة الخروج والولوج مما يتعبه،ويفسد عليه الوصول إلى هدفه الذي رسمه.
5. سيتدرب بسبب انضباطه وقلة فراغه على عدم الإنشغال بما يزعج النفس ويؤذيها من تصرفات الناس ،ولن يأخذ منه ذلك إن حصل إلا وقت حدوث الضرر،ثم ينشغل عنه بما هو أجلّ،وشيئا فشيئا تقوى نفسه وتتدرب على التحمل.
6. فإن هو أتم حفظه وأجازه شيخه،وجد نفسه ملزما بتعليم الناس الخير الذي تعلمه،فيُفتح عليه باب آخر للإنشغال بالخير،ونفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك هي بالشر،وسيلزمه التعليم على دوام المراجعة والمطالعة،وقد يحمله ذلك على طلب المزيد من القراءات وولوج بابها بعد أن تدربت ذاكرته على الحفظ،فأهل الإختصاص يقولون:ليس هناك ذاكرة قوية وأخرى ضعيفة بل هناك ذاكرة مدربة و أخرى غير مدربة،ومن هنا تعلم لماذا كان السلف يجعلون القرآن أول علم يحصلونه،ليضفي بركته على العلوم الأخرى،فحصلوا مالم نقدر نحن على تحصيله.
7. سيدرك في الأخير معنى قول النبي :"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"،فتعلم القرآن يحملك على التعليم،والجميع يحملك على الترفع على سفاسف الأمور،فتجد نفسك ترتع من خير إلى خيرفي الدنيا،فإن أخلصت نلت خير الآخرة بإذن الله.