رد: كَيْفَ عَالَجَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابنُ تَيميةَ دَاءَ التَّصَوُّفِ العُضَالَ!!؟
12-09-2017, 03:13 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

قبل الشروع في الرد على:" أنصار ابن عربي الطائي": يحسن بنا أن نعلق تعليقا خفيفا على مشاركة:( نائب المشرف العام: الأخ أبو أسامة)، فنقول بتوفيق الله:

ابتداء: نشكرك على الاهتمام بما ننشره على منتدياتنا بغية إثرائها وبعث الحيوية فيها.
وأما فيما يخص مسألة:" الكوبيي _كولي"، فنقول:
تختلف أنظار الناس إليها بحسب قصد كل واحد منهم من وراء استخدامها، ورأينا فيها كالآتي:

نقول: إنها أمر مشروع عند الحاجة إليه بشروط، ومنها:
أن يلتزم الناقل الأمانة في نقله، فيعزو ما نقله لصاحبه، أو يشير في الختام إلى أنه منقول، كما تجدر الإشارة إلى التصرف فيه: إن كان قد وقع منه ذلك، ثم إن النقل عن غيرنا ليس بمعيب، فلا زال علماؤنا ينقل بعضهم عن بعض، ويعزون ما نقلوه لأهله، فمن بركة العلم: نسبته لأهله، ولعلي أضرب هنا مثلا بعالم شهد له أهل العلم بدرجة:" الاجتهاد"، وهو الإمام:" محمد بن علي الشوكاني اليمني"رحمه الله: صاحب التصانيف البديعة في مختلف الفنون، فقد ذكر عنه أهل العلم بأن كتابه:" نيل الأوطار" هو مختصر لكتاب:" فتح الباري" لابن حجر رحمه الله، وأن كتابه:" فتح القدير" في التفسير هو مختصر لكتاب:" جامع الأحكام" للقرطبي المالكي رحمه الله، ومع ذلك حفظ له العلماء مكانته، ولم يعيبوه بذلك.
وههنا أمر آخر:
في المسائل الحوارية، ينبغي لمن ينقل عن غيره: أن يكون فاهما لما نقله، وقادرا على شرحه لغيره، ودفع ما يستشكله غيره حوله، فتظهر فيه لمسة الناقل مبينة لفكره عبر النقاش، وإن لم يكن الأمر كذلك، فهو مجرد آلة بشرية ناسخة، إن صح التعبير!!؟.
وقبل هذا وذاك وذياك:
يجب أن تكون النية في نقل العلم خالصة لوجه الله لإفادة القراء، لا طلبا لحب الظهور والعلو على المخالف، ويصحبذلك الحرص على عدم غش القراء بأن لا ننقل لهم إلا الحق، فلا نغشهم ونلبس وندلس عليهم بتصوير الباطل في صورة الحق!!؟.
ومن آداب النقل عن غيرنا في حواراتنا: أن ننقل أسطرا أو مقالا بكامله- إن اقتضى الأمر-، لا أن ننقل:" كتابا بكامله دون نسبته لصاحبه- كما فعل كولاجنا!!؟"-.

يا:" أبا أسامة".
ما ذكرناه بخصوص هذه المسألة هو: منهجنا الذي نسعى لالتزامه فيما ننشره - قدر المستطاع-، وأما فيما يخص:" إظهار حنة اليد"، وبناء على ما سبق، فنحنلا نسعى:" لإظهار الحنة، ولا إسماع الزرنة!!؟"، لأن ذلك مما يحبط الأعمال لاقتران الرياء به، بل قصدنا وغايتنا: امتثال قوله عليه الصلاة والسلام:
"من دعا إلى هدى: كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ".(الصحيحة:865).
وقوله عليه الصلاة والسلام:
" فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا: خير لك من أن يكون لك حمر النعم ".(متفق عليه).
أما التصفيق والثناء، فنسأل الله تعالى أن لا يجعل حظنا مما ننشره: مجرد نيل ذلك، وإن كان بعضه: عاجل بشرى المؤمن، وهذا لا يعني: أن لا تظهر لمسة الناقل كما أشرنا إليه سابقا.
وفي هذا المقام يعجبنا قول الإمام:" الشافعي" رحمه الله:
" وددت لو نسب هذا العلم لغيري".

نسأل الله أن نكون قد وفقنا في إيصال رسالتنا كاملة غير منقوصة لكل مهتم، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.