ماهو النقد الادبي
05-08-2008, 08:10 PM
ماهو النقد الادبي :

النقد الادبي هو: فن دراسة الاعمال الادبية,دراسة تقوم على التحليل والشرح والتفسير,لتذوقها تذوق صحيح,والحكم لها أو عليها بموضوعية وإنصاف.

ويختلف متذوقو الأدب في نظرتهم للأعمال الأدبية وحكمهم عليها بختلاف الاسس لتي يعتمدون عليها في نقدهم ,والقواعد التي يتبعونها في إصدار الأحكام . ونتيجة لذلك نجد أنواعا مختلفة من النقد, نصنفها في نوعين كبيرين هما:

1- النقد التأثري :

النقد التأثري هو كل نقد أخرجه صاحبه تحت تأثير الانطباعات الأولية السريعة,أو الأهواء الشخصية المتحيزة ,أو المزاج الفردي الخاص ,ولم يخرجه نتيجة تأمل ودراسة مدققة
تعتمد على معايير وضوابط متفق عليها.
ويكون غالبا هذا النوع من النقد أحكاما عامة غير معللة حيث يصف الناقد النص بصفة ما
ولا يفصلها ,ولا يبين الأسباب التي جعلته يطلقها ,كأن يقول:هذه أعظم قصة أو مقاله أو هذا أشعر بيت آو أبدعه...ويذكر أسباب سطحية غير مقنعة لاتكفي أن يحكم عليها بهذا الحكم
وغالبا ما يكون حكم الناقد على حسنة معينه فيعممها على كل النص أو خطاء معين فيعممه

ويتصف هذا النقد بالسذاجة والمبالغة ,لان الناقد بناه نتيجة انفعالاته المباشرة ولم ينظرفي أجزاء النص كلها ولم يهتم بالقواعد التي أتفق عليها العلماء.,
ويكثر هذا النوع من النقد في المراحل المبكرة من تاريخ النقد ,أي قبل أن يتحول الى علم واسع ,ويكثر الان عند فئات من النقاد منهم: المبتدئون الذين لم يتمرسو في الأدب ,والمتعصبون الذين يتحمسون لأديب ما فيظهرون حسناته وحدها ,ويحكمون عليه من خلالها ويغفلون عن عثراتة, والمزاجيون الذين تكون لهم ميول فردية خاصة فيعجبون في الاعمال التي توافق أهوائهم ويعيبون الاعمال التي تخالفها .

وطبيعي أن مثل هذا النقد لا يفيد المجتمعات الانسانية ,فلا يرتقي بأذواق الجمهور ,ولا يساعد الأديب على تحسين إنتاجه ,لان مقاييس الجمال والقبح فيه ذاتية وغير مستقرة.


2- النقد الموضوعي:

النقد الموضوعي هو النقد الذي يصدر عن دراسة وتمحيص ,ويلتزم الناقد فيه منهجا معين ,ويطبق القواعد الذي أتفق عليها عدد من النقاد ويحكم ذوقه وعقله وثقافة الفنية والعامة في آن واحد,ولا يستسلم لميوله الخاصة ,ولا يتحيز ويدعم أحكامه بالحجج والبراهين.

ويكون هذا النقد مفصلا ومعللا, حيث يحلل الناقد العمل الادبي ,وينظر في أجزائه كلها,ويبين مواطن الإجادة والتقصير فيها ,ويشرح سبب حكمه عليها بالإجادة أو التقصير,ثم يبين من الأحكام الجزئية حكم عام ,يقوم فيه العمل الادبي كله.
ويقتضي هذا النوع من النقد أن تكون لدى الناقد خبرة كبيرة ,تمكنه من التحليل الدقيق والقدره على المناقشة,وكذلك ذوق مدرب يساعده على تميز مستويات الجمال والقبح المختلفة ,وثقافة واسعة تعينه على الموازنة وتطبيق القواعد النقدية.
ويكون حكم النقاد في النقد الموضوعي متماثلة أو متقاربة,فلو أعطينا عملا أدبيا واحد لمجموعة من النقاد الموضوعيين فنقدوه ,لوجدنا نقدهم متشابها,والخلافات في ذلك محدودة,ويكون سببها الفروق الدقيقة في الأذواق .وهنا نذكر أن النقد الادبي يختلف عن
العلوم التجريبية( الرياضيات الفيزياء الكيمياء.............)في أن قواعده ليست حقائق علمية ثابتة ,بل حقائق وجدانية,تسمح بوجود فروق محدودة بين ناقد وآخر.

ولاشك أن النقد الموضوعي نتيجة من نتائج ارتقاء النقد ,ودليل على التقدم الادبي والحضاري,لانه يعتمد على دراسة وتحليل,ويسلك طريق المناقشة والاحتجاج ,لكي يقنعنا بأحكامه ,وهو الذي يساعد الأدباء على تحسين إبداعهم,ويساهم في تطوير الادب,ويرتقي بأذواق القراء .

( .. يتبع .. )
[SIGPIC]https://scontent-mxp1-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/21032558_1535798633150991_3828048114234565275_n.jp g?_nc_cat=0&oh=fc672f4f4a3d4f1a3b6c16149c40ddf6&oe =5BA881B9?type=sigpic&userid=1506&dateline=1414496 936[/SIGPIC]


و الشعر ماذا سايبقى من أصالته
إذا تولاه نصاب و مداح
الثورة وقودها الفقراء يقودها الأغنياء و العلماء و يجني ثمارها الجبناء و العملاء
أنا " محمد مخفي "