رد: ابن العربي بين " الجرح والتعديل "
13-10-2017, 08:00 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عودٌ على بدءٍ.
ولوضع الصورة في إطارها، والفكرة في مسارها ومدارها.
وكذلك للتعمّق في هذه الدارسة، حتى لا أبخس الناس أشياءهم.
وأستخرج لهذا الشيخ ماله وما عليه، وأتحرى أمانة العلم، ولا أكون حاطب ليل، أو جارف سيل.
فذروني أبسط مفهوم " الجرح والتعديل " حتى تعرفه العامة، وأبتعد وإياكم عن المصطلحات التي هي أقرب إلى الأمور الأكاديمية التي لا يعرفها إلاّ الخاصة.
وعليه، فإن " الجرح والتعديل " هو أقرب ما يكون إلى مفهوم " النقد والانتقاد".
" الجرح " كاصطلاحٍ عبارة عن أن المرء يدرس الذي يريد الكلام عنه سواء كان راويًّا أو غيره بمقتضى رد علمه، أو تضعيفه؛ لا أقل من ذلك ولا أكثر.
بينما " التعديل" كمصطلح عبارة عن دراسة شخص سواء كان رويًّا أو غيره على أطر يؤدي بنا إلى قبول عمله ولتكون روايته مقبولة مثلاً
ولأبسط الأمور أكثر
" فالجرح والتعديل" أشبه ما يكون بـ " النقد والانتقاد " عند أرباب اللغة والنقاد ــ أقول أشبه ولم أقل هو عينه، حتى لا يأتي من يتصيّد الأمور على خلفيّة انتقائية ويصطاد في المياه العكرة ليحور المقالة عن مسارها ويتشبث في أمور جانبية.
وعليه، إن " النقد والانتقاد" يلتجئ الدارس لعمل ما وذلك لتبيان شخصية الكاتب وكذلك دراسة نصه أو عمله النثري كان أو النظمي
وكما قلتُ علينا أن نشرح ذلك وندلل العلاقة بينهما بطريقة بسيطة دون الولوج في متاهات الشرح الأكاديمي.
" النقد" نلتجئ إليه وذلك لتلافي الأخطاء، لنبني دراستنا لعمل فني ما وذلك لاستخراج ما هو جميل في ذلك الشخص أو في عمله الفني، فجميل جدًّا أن ندرس النقد والأجمل منه أن نفهم العمل الذي ننقده، وذلك من إبراز ذلك المنقود في صورته الجميلة؛ النقد الذي يطور الإنسان لا ليعقد الأمور.
فالنقد ما هو سوى عملية إعادة بناء.
أما " الانتقاد " فهو عملية هدمٍ، فانتقاد شخصٍ أو عمل فني، فما هو إلا عملية تعقيد لإظهار الطرف الأخر على أنه مخطئ.
ولزيادة المعنى فالنقد يكمن فيه ذكر أمور؛ يراها المنقود على أنها عملية إيجابية وذلك لتصحيح المسار حتى يتجنب الأخطاء.
أما الانتقاد فتكمن في طياته صفة سلبية ليس من ورائها إلاّ التجريح والإساءة.
وعلى ضوء ما سبق.
تُرى هل الذين قاموا" بدراسة " حياة وأعمال الشيخ ابن العربي اتبعوا أسلوب " الجرح والتعديل " ؟ أو حتى سلكوا مفهوم " النقد والانتقاد" ؟
لنرى وربما الحديث يطول.
تحياتي

التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 13-10-2017 الساعة 11:51 PM