رد: حسان بن النعمان
06-02-2018, 08:56 PM
تمجيد الغزو و بخس روح المقاومة .

أهو دعوة الأجيال للخضوع والخنوع ؟!

هذا الكاتب الذي وصف ديهيا ( الكاهنة ) بوصف قدحي ( الحمقاء ) وهو يعالج تاريخنا من منظور شرقي ، بعيدا عن الموضوعية التي تقتضيها كتابة التاريخ ، و(حسان بن النعمان) ليس من الصحابة وإنما هو جنرال أموي مثل (عقبة بن نافع) ، و(موسى بن نصير ) ....
فالغزو الأموي ما هو سوى توسع دنيوي غرضه الأساس هو توسيع أمبراطورية بني أمية وتأمين حدودها و رفع قيمة مداخل الدولة . أما نشر الإسلام فهو أمر ثانوي في تاريخهم ، لأن نشر الإسلام لا يحتاج إلى سيوف بتارة وإراقة دماء وإنما يحتاج إلى القدوة والرحمة و الدعوة بالتي هي أحسن اقتداء وتطبيقا لمنهج الرحمن الذين يقول : ( إنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) القصص - الآية 56 .
فالغزوات التي خاضها المسلمون فلتة سارت سيرا عكسيا مع الإرادة القرآنية التي كانت حريصة على ايصال الدين وتبليغه للناس عن طريق السلم وليس الحرب (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ).
وحين قلت بأن تناول المشارقة لتاريخنا حوّل الغزاة أبطالا و المدافعون على أوطانهم أنذالا ، وهو ما يعني السطو على التاريخ ، لهذا نادى مؤرخنا الجزائري محند الشريف ساحلي في كتابه ( حرروا التاريخ Décoloniser l'histoire. ) ، فتاريخنا حاليا تتجاذبه الأديولوجيتان المشرقية والفرنسية ، ولم يكتبه بالنظرة الوطنية الموضوعية سوى ابن خلدون في تاريخه ،ومبارك الميلي في تاريخ الجزائر القديم والحديث .
يجب الإنصباب على تصحيح تاريخنا وكتابته بالمنظور المحلي وليس بمنظور الغالب المهيمن ، فلهذا غالبا ما يُقال بأن التاريخ يكتبه المنتصرون الأبطال وليس المنهزم النذل .

°°°هذه المرأة الحرة التي وصفها الكاتب (بالحمقاء ) قد قال عنها المؤرخ ابن عذاري المراكشي :

[... جميع من بأفريقيا من الرومان منها خائفون ،وجميع الأمازيغ لها مطيعون] – بن عذارى ـ ج1 ـ ص 37

وقد قال عنها المؤرخ ابن عبد الحكم :
[...فأحسنت ديهيا أسر من أسرته من أصحابه وأرسلتهم إلا رجلا منهم من بني عبس يقال له خالد بن يزيد فتبنته وأقام معها] – إبن عبد الحكم، فتوح أفريقيا والأندلس ص63

وقد قال المؤرخ الثعالبي عن ديهيا :

[...وبعد معركة صارمة ذهبت هذه المرأة النادرة ضحية الدفاع عن حمى البلاد] – الثعالبي: المصدر السابق ص77

قال المؤرخ ابن خلدون :
[...ديهيا فارسة الأمازيغ التي لم يأت بمثلها زمان كانت تركب حصانا وتسعى بين القوم من الأوراس إلى طرابلس ، تحمل السلاح لتدافع عن أرض أجدادها.] – إبن خلدون كتاب العبر الجزء السابع ص 11.


°°°هذه النظرة قد لا ترق كثيرا لمن قرأ تاريخنا بنظرة كولونيالية .