هل نحن بحاجة الى اصلاح منظومتنا التربوية.
09-02-2017, 05:18 PM
ان الجزائريين و على اختلاف مشاربهم يشدهم الحنين الي ايام زمان ، و من غير تحديد لفترة زمنية معينة و خاصة جيلي الستسنيات و السبعينيات و من سبقوهم من الاجيال يقولو ( بكري كنا ملاح . كل شيء كانت لو بنة. الشيء قليل و البركة نازلة القراية كانت بكري ) و غيرها من التعابير التي تعلن الولاء لازمنة قديمة و لو نسبيا. الموقف يستوقف معه شبابنا اليوم متسائلا.. اين الخلل لماذا الاباء و الاجداد يتعاطفون مع الماضي و يتنكرون لحاضر معيش و يتشاءمون من مستقبل سياتي ؟
في واقع الامر لكل زمان سلبياته و اجابياته .. و لا يمكن ان نعلق كل اخطائنا على مشجب الشباب لان المسؤولية جماعية بغير منازع اذ لا يمكن ان نعزو فلسفة ( بكري كنا ملاح ) الي شبابنا ببساطة و نبريء انفسنا كاباء و امهات و نحن من وضع الحجر الاساسي لشبابنا .. الا ان الباحث في هذا الموضوع، قد يخفق اذا اعتمد النتائج دون ان يعرج على الاسباب فاذا عرف السبب زال العجب.
ان اباءنا هم من ساهموا في انجاب حديدوان مثلا، كشخصية تربوية ترفيهية ساهمت في تربية النشء و تكوينه و بقي حديدوان بعد وفاته طفرة عجزت كل المحاولات الفنية و الابداعية ان تنجب شخصية بمثل شعبيته و قدراته و دوره التربوي ..لكن المشكلة ساهموا في صناعة حديدوان واحد فقط.. ان اباءنا هم من الفوا لنا شخصيتي ( امقيدش و ريشة ) وهم من عودونا على مدرسة – الحديقة الساحرة و مدرسة ( بين الثناويات ) ..وتلك مجرد نماذج ساهمة في تربية النشء و اهلته بمستوايات عالية و ليس لانه جيل افضل نت جيل اليوم .. و قس على ذلن من الجدية التي احاط بها الاباء ابناءهم .. بمعنى ان فرص التاهيل التربوي و التعليمي لم تكن مقتصرة على دور المدرسة و فقط بل كانت محطات يومية يجول فيها الشباب و يصنع فيها يومياته لتكونه و تبعده عن المخدرات و الاتحافات و تلهمه اسباب الاعتماد على النفس. وعليه فليس هناك فلسفة – بكري – و فلسفة – اليوم – انما هناك مؤهلات افتقدها شباب اليوم و توفرت لشباب الامس ليس الا
الخلاصة هي ان اصلاح المنظومة التربوية لن ياتي اكله ما لم يلحق باصلاح المنظومة الاجتماعية من توفير الفرص و المؤهلات التربوية و التعليمية خارج محيط المدرسة ايضا و تحسيس الاباء بدورهم التربوي و مساهمتهم ليس كمكمل للحياة المدرسية و انماء كجزئية تربوية تلتحم بالمدرسة عوض تحويل هيئة اولياء التلاميذ الى نسخة نقابية تهتم برفع الانشغالات المؤسستية و فقط . و علينا ان نحسس اولياء التلاميذ ت ا بان دورهم التربوي و متابعة ابناءهم لا يجب ان يتوقف عند الطورين الاول والثاني بل يجب ان تتعدى تلك الاطوار الي الثانوية و المتوسطة و ما بعدهما .. علينا ان ل امكانية احداث مجلات و جرائد خاصة بالتلاميذ و الطلبة و ان نشجع اللقاءات الثقافية ذات الطابع التعليمي و التربوي... نعم لا اصلاح لمنظومة تربوية خارج الاطر الاجتماعية عوض ان نرمي شبابنا بالتخلف و اللامسؤولية.