وقفات علمية مع أعداء البخاري
13-01-2018, 01:07 PM
وقفات علمية مع أعداء البخاري
د. محمد جميل غازي

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

هذه وقفات علمية دفاعا عن:( صحيح البخاري): انتقاها أخونا الفاضل:" نجيب بن منصور"، جزاه الله خير الجزاء، ننقلها بتصرف يسير، وهي بقلم الشيخ الدكتور الفاضل:" محمد جميل غازي"، جعلها الله في ميزان حسناته، وذب الله بها عن وجهه النار كما ذب عن أصح كتاب حفظ لنا سنة خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام الأتمان الأكملان، وإلى المقصود بتوفيق الكريم المنان.

قالوا لي: أنت متهم بالتناقض، فهل هذا صحيح!!؟.
أخطأت ... وأخطأت ... وأخطأت ثلاث مرات!!؟.

* أخطأت - أولاً - لأن أحد الإخوة الأعزاء جدا أهدى إلي (كتابا ما)، فكتبت إليه أشكره، أليس من حقه أن أشكره؟.
ولما قرأت الكتاب، وبدا لي ما فيه من شر وكفر وضلال: كتبت إليه مرة أخرى (أنقد) الكتاب، و(أحذر) من إشاعته بين الناس، أليس من حقي أن أنقده!!؟.
ولكن (الأخ العزيز جدا) - سامحه الله - اعتبر تصرفي هذا:(نفاقًا) و(شقاقًا) و(تناقضًا)، أو كما قال!!؟.

* وأخطأت - ثانيًا: لأنني استجبت (للأخ العزيز جدًا)، حينما كتب إلى يدعوني إلى أن أعلن الحق، وأن أجهر به، وأن لا أخشى فيه لومة لائم!!؟.
فلما أعلنت الحق الذي أعلمه وكتبت به وخطبت فيه: مبينًا للناس خطر هذا الكتاب الذي ظهر، وضرره على الإسلام وعلى المسلمين: غضب وعتب، ونادى بالويل والثبور وعظائم الأمور!!؟.
سامحه الله مرة أخرى، فما كنت أحسب أن كلمة الحق تغضب إلى هذا الحد،
وقد كنت نسيت أو أنسيت: أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه قال:
" ما ترك الحق صديقًا لعمر!".

* وأخطأت - ثالثًا: لأني لم أفهم أني أخطأت، ولا كيف أخطأت، ولا متى أخطأت، ولا فيم أخطأت!!؟.
* * *

معذرة - يا سادة، واسمحوا لي أن استمر...

حق المؤلف وحق القارئ:
* إذا كان من (حق المؤلف): أن يكتب ما يشاء ؛ فإن من (حق القارئ): أن يقرأ ما يشاء.
* وإذا كان من (حق المؤلف): أن يغزو بأفكاره قلوب الجماهير، وأن يختار الأسلوب الذي يرتضيه لهذا (الغزو)، فإن من (حق القارئ) أن يحصن كيانه، وكيان أمته ضد أي (غزو) ضار مدمر؛ فيقرأ - يا كبار - ما ينفعه، ويرفض - بإصرار - ما يضره.
* وإذا كان من (حق المؤلف): أن يغضب ويثور إذا وضع فكره (تحت الوصاية)، فإن من (حق القارئ): أن يغضب ويثور إذا وضع فكره (تحت الوصاية).
* وإذا كان من (حق المؤلف): أن يؤلف في حرية وتجرد؛ فإن من (حق القارئ): أن يقرأ في حرية وتجرد.
* وإذا كان من (حق المؤلف): أن يخدم بكتاباته أمته، فإن من (حق القارئ) أن يخدم بقراءاته أمته.
* وإذا (نـزا) القلم في يد المؤلف، وتحول إلى معول هدام للدين وللخلق والقيم وللتراث، فإن من حق القارئ: أن يصده ويرده، ويقول له ما يقوله: (رجل الأمن) لمن تحوم حوله شبهة:" قف: من أنت!!؟".
* وإذا تحول المؤلف إلى مغامر مقامر متاجر (بعقليات الجماهير)، فإن من (حق القارئ) - أي قارئ - أن يقومه ويقاومه.
* وإذا كان من (واجب المؤلف): أن يكتب فيما يهم ويفيد، فإن من (واجب القارئ): أن يقرأ ما يهم ويفيد.
* وإذا كان من (واجب المؤلف): أن يسأل نفسه وهو مقدم على تأليف كتاب:" لماذا أؤلف هذا الكتاب!!؟"، فإن من حق القارئ: أن يسأل نفسه وهو مقدم على قراءة كتاب:" لماذا أقرأ هذا الكتاب!!؟".

وإذا (أعجب كل ذي رأي برأيه)، فإننا حينئذ (ننتظر الساعة)!!؟.

بين المنهج العلمي، والبلطجة العلمية:
هذه عشر حقائق مقررة، أو ينبغي أن تكون مقررة بين المؤلفين والقراء على السواء، ولكن بعض المؤلفين - وكثير ما هم - لا يلتزمون بهذه المقررات ولا تعنيهم، وإنما يواجهونها (بهزة كتف!!؟).
وكذلك بعض القراء، يقرؤون كل ما يعن لهم أو يقع تحت أيديهم من كتب: لا يفرقون بين غث وسمين، ولا بين نافع وضار، ولا بين رفيع ووضيع!!؟.
وتلك (أزمة ثقافية) نعانيها، وينبغي أن ننتبه لها، بالمكافحة والمقاومة حتى لا تزلزل كياننا وتراثنا ومثلنا.
إن علينا أن نواجه الكتاب جميعًا - حيث كانوا من أرض الله - بهذا الشعار الواضح المحدد:" إن هناك فرقا بين (المنهج العلمي) و(البلطجة العلمية)".
فللمنهج العلمي: أسسه ومسلماته ونتائجه، أما (البلطجة العلمية)، فهي عشوائيات مدمرة، و(دوامات) لا تستقر إلى قرار، ومتاهات لا أصول لها ولا قواعد!!؟.
* * *
(وسنرى في هذا المقال - وفي مقالات تأتي - أن ما كتبه (صاحب الإسرائيليات) في إسرائيلياته من قبيل (البلطجة العلمية)، وليس له من (المنهجية العلمية) نصيب، أي نصيب!!؟.
* * *
علامات استفهام؟؟؟:
وبعد ، فهل يسمح لي (كاتب الإسرائيليات ): أن أتقدم إليه بهذه الأسئلة العشرة!!؟.

السؤال الأول: لحساب من ينظم هذا (الزحف المدنس) ضد البخاري وغيره من كتب السُّـنَّـة!!؟.

السؤال الثاني: هل فكرت قبل أن تبدأ:
من أين أبدأ؟
وإلى أين أنتهي؟
ولماذا هذا الزحف؟
وما جدواه؟

السؤال الثالث: أنت تنادي (بتحكيم العقل) - أو هكذا يبدو!!؟ - فهل (حكمت عقلك) قبل أن تخرج على الناس بما خرجت به!!؟.

السؤال الرابع: لصالح من يفرق الصف الواحد، ويعمى الهدف الواضح، ويبدد الجهد العظيم!!؟.

السؤال الخامس: لحساب من تتحول (المنابر والمساجد) إلى مثابة قذف، وساحة شتم، ومجال اتهام وإجرام!!؟.
لحساب من!!؟.

السؤال السادس: أسمعك تقول:" لحساب السُّـنَّـة!!؟".
يالله: لحساب السُّـنَّـة: تـُـهدم السُّـنَّـة!!؟.

السؤال السابع: لقد ثار بعض أنصارك علي ذات يوم حينما نقدت - عالما من المتأخرين المعاصرين، واعتبروا تصرفي هذا (زلة: تخرج من الملة)‍‍،
فكيف ساغ لكم - ولهم اليوم -: أن تهاجموا الصحابة بلا حياء، وتنقدوا البخاري بكل اجتراء!!؟.

السؤال الثامن: هل سألت نفسك أو سألك الآخرون: أي باب من أبواب الفتنة فتحت، وفي أي متاهة من متاهات الضلال ألقيت بنفسك وبالآخرين!!؟، أم أنك غارق حتى أذنيك في شهوة التعصب، ونـزوة الغضب!!؟.

السؤال التاسع: ألم يخطر ببالك، وأنت تمسك بقلمك، أن تسأل نفسك:
" من أنا، ومن أكون!!؟"، و:" أين أنا من أبي هريرة والبخاري!!؟".

السؤال العاشر: هل تسمح لي بسطر واحد أو بسطرين أقول فيهما رأيي في كتابك بصراحة:
" إنه نـزوة عربيدة، وحقد دفين، طال عليه الأمد، فتحول إلى مرض مزمن، وطوفان غادر هادر مدمر، يريد أن يجتاح القيم ويجرف التراث!!؟، ولكن:
يا صديقي القديم: هون عليك، فإنك لن تبلغ بكتابك، إلا ما يبلغه النمل من أركان (ثهلان )، أو ما يبلغه الوعل من كيان الصخرة الشماء!!؟.
كناطح صخرة يومًا ليوهنها÷ فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وأخيرًا، وليس آخرًا:" الفتنة نائمة!!؟".
وللحديث بقية إن شاء الله.
* * *