رد: كَيْفَ عَالَجَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابنُ تَيميةَ دَاءَ التَّصَوُّفِ العُضَالَ!!؟
20-08-2017, 04:56 PM
15- ثَمَّ خللٌ في جوانبَ شَتَّى في سَنَنِ أَهلِ التَّصوُّفِ، ومنْ ذلكَ:

1) الخللُ العقديُّ؛ وذلكَ بأنْ يعتقدَ أَحدُهم: أَنَّ لَهُ طَرِيقاً إلَى اللهِ لَا يَحْتَاجُ فِيهِ إلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ، وهَذَا: كُفرٌ وإلحادٌ.
أَو: أَنْ يَعتقدَ أَنَّهُ مُحْتَاجٌ إلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فِي عِلْمِ الظَّاهِرِ دُونَ عِلْمِ الْبَاطِنِ، أَوْ فِي عِلْمِ الشَّرِيعَةِ دُونَ عِلْمِ الْحَقِيقَةِ؛ فَهَذا: شَرٌّ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى.
أَوْ: يَعتقدَ أَنَّ (الْوِلَايَةَ): أَفْضَلُ مِنْ (النُّبُوَّةِ)، وَيُلَبِّسَ عَلَى النَّاسِ، فَيَقُولَ: "وِلَايَتُهُ أَفْضَلُ مِنْ نُبُوَّتِهِ"، وَيُنْشِدُ:" مَقَامُ النُّبُوَّةِ فِي بَرْزَخٍ فُوَيْقَ الرَّسُولِ وَدُونَ الْوَلِيّ".
2) والخللُ التَّعَبُدِيُّ؛ فَإِنَّ كَثيراً مَنْ زُهَّادِ الصُّوفيةِ يُشْبِهُ النَّصَارِى، وَيَسْلكُ في زُهْدِهِ وَعِبادَتِه مِنَ الشِّرْكِ وَالرَّهْبَانِيَّةِ مَا يُشْبِهُ سُلوكَ النَّصَارَى، ويقعونَ في ألوانٍ مِنَ البدعِ المذمومةِ؛ كَما في الصَّمْتِ الدَّائِمِ، وَكَذَلِكَ الِامْتِنَاعِ عَنْ أَكْلِ الْخُبْزِ وَاللَّحْمِ وَشُرْبِ الْمَاءِ.
3) والخللُ السُّلوكِيُّ، وهذا ماثلٌ في كَشْفِ الرُّءُوسِ وَتَفْتِيلِ الشَّعَرِ وسماعِ المكاءِ والتَّصدِيةِ ومُؤَاخَاةِ الرِّجَالِ النِّسَاءَ الْأَجَانِبَ وَخُلُوِّهِمْ بِهِنَّ وَنَظَرِهِمْ إلَى الزِّينَةِ الْبَاطِنَةِ و لِبَاسِ الْخِرْقَةِ.
4) والخللُ المنهجيُّ الاستدلاليُّ، وهذا واقعٌ في الخللِ في جانبِ: الإسنادِ والرِّوايةِ؛ إذْ يَستدِلُّونَ بالأحاديثِ الموضوعةِ والمكذوبةِ، وواقعٌ كذلكَ في جانبِ: الفهمِ والدِّرايةِ؛ حيثُ إنَّهم يفهمونَ الأدِلَّةَ على غيرِ فهمها الصحيحِ؛ منطلقينَ في هَذَا الشَّأنِ مِنَ التَّلبيسِ والهوى والتَّحريفِ.
وقد أوردَ الإمامُ: ابنُ تيميةَ-رحمهُ اللهُ- الأمثلةَ والشَّواهدَ على ذلك كله؛ مُبَيِّناً وَجْهَ الخللِ؛ رَادًّا عليهِ بِالحججِ السَّاطعاتِ وَالبَيِّناتِ القاطعاتِ[15].