ثمانون فكرة وفائدة من كتاب تحقيق الوصال بين القلب والقران
13-01-2018, 12:55 PM
ثمانون فكرة وفائدة من كتاب تحقيق الوصال بين القلب والقران



أمير بن محمد المدري




الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:


1- ليس هناك حل للخروج من النفق المظلم الذي تسير فيه الأمة إلا الرجوع إلى القرآن وكنوزه.
2- القرآن بمثابة مشروع لنهضة الأمة جمعاء، فهو كالشمس يسع الجميع، مع الأخذ في الاعتبار أن الشمس لا تؤثر إلا فيمن يتعرض لها.
3- الوصال بين القلب والقرآني يعني به الكاتب: السماح لنور القرآن بدخول القلب، فينوره ويغيَّره.
4- المرحلة التي تعيشها أمتنا اليوم تتشابه إلى حدٍ كبير مع مرحلة التيه التي مرت بها بنو إسرائيل عندما رفضوا دخول الأرض المقدسة.
5- منذ عقود طويلة والمخلصون من أبناء أمتنا يبحثون عن مخرج يُنقذها من تيهها إلا أن هذا البحث تنقصه حلقة مهمة!!؟.
6- فصيلة دم الأمة هو: الإيمان، فقد ربط الله بين علونا وقيادتنا للبشرية وبين الإيمان الذي تحمله صدورنا، فقال سبحانه:
{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139)/ آل عمران }.
والإيمان هو: أهم شرط للتمكين، قال تعالى:
{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) / النُّور }.
7- إن فصيلة دم أمتنا هي: الإيمان، ويوم أن يضعف الإيمان، ويتمكن الهوى وحب الدنيا من قلوب أبنائها، فإنها بذلك تفقد مصدر قوتها وتميزها على سائر الأمم.
8- إن كانت فصيلة دم أمتنا هي: الإيمان، واليوم نعاني من نقصٍ شديد فيه، فإن أعظم مقوٍ للإيمان هو: القرآن، فهو المنبع العظيم للإيمان.
9- إن كان الإيمان للقلب كالروح للبدن، فإن القرآن يمثل العمود الفقري لهذا الإيمان؛ لذلك ليس عجبا أن يُسمى القرآن بالروح:
{ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52)/ الشّورى }.
10- إذا كان القرآن قد صنع الجيل الأول، فإنه قادر بإذن الله أن يصنع أجيالاً ربانية جديدة، وأن يخرج الأمة - بإذن الله- من أزمتها، ويعيد لها مكانتها.
11- القرآن الكريم أعظم معجزة نزلت من السماء، والسر الأعظم لإعجازه يكمن في قوة تأثيره على القلوب.
12- يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-:
«كما أن البدن محتاج أن يرقى بالأغذية المصلحة له، والحمية عما يضره، فلا ينمو إلا بإعطائه ما ينفعه ومنعه مما يضره، فكذلك القلب: لا يزكو، ولا ينمو، ولا يتم صلاحه إلا بذلك، ولا سبيل له إلى الوصول لذلك إلا من القرآن».
13- انصب اهتمام الغالبية من الأمة- إلا من رحم ربي - على الناحية الشكلية للقرآن، ولم يواكب ذلك اهتمام بتدبره والتأثر به، والاغتراف من منابع الإيمان التي تتفجر من كل آية من آياته، لتستمر الأمة في ضعفها وعجزها عن النهوض من كبوتها، وكيف لا وقد هُجر أهم وأعظم مصدر للإمداد الإيماني!!؟.
14- إن وجود كلمة «اتخذوا» مع كلمة «مهجورا» في قوله تعالى:{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) / الفرقان}:أعطت لمفهوم الهجر بُعدًا آخر، ودلت على أن الشكوى تخص أناسًا تعاملوا مع القرآن، وبذلوا فيه مجهودا؛ فكلمة اتخذوا تدل على ذلك، إلا أنهم في نفس الوقت - رغم هذا المجهود - قد هجروا القرآن، وذلك حين اهتموا بشكله ولفظه، وهجروا أهم جانب فيه، ألا وهو: تأثيره المتفرد على القلوب.
15- لا بد أن يستمر ويستمر التذكير بقيمة القرآن، وبالهدف الأسمى لنزوله، والذي لو اتضح أمامنا بصورة جلية، وأصبح إيمانًا مستقرًا في قلوبنا، فإنه - بلا شك - سيولد داخلنا الدافع القوي للإقبال على القرآن بصورة صحيحة.
16- نقطة البداية الصحيحة في طريق الانتفاع بالقرآن هي: زيادة الإيمان والثقة فيه كمصدر متفرد للهداية والشفاء والتغيير.
17- القرآن هو: الرحمة العظمى التي أرسلها الله للبشرية، لتكون بمثابة الوسيلة السهلة، والدواء الناجع لشفائها من أمراضها وهدايتها إليه:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ(57) / يونس}.
18- كل آية من آيات القرآن، وكل سورة من سوره، تحمل منابع غزيرة للإيمان، هذه المنابع جاهزة للتفجر والتدفق في قلب أي شخص يتعرض لها مهما بلغت قسوته، ومهما كانت عِلَّته.
19- يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-:
«جماع أمراض القلب هي: أمراض الشبهات والشهوات، والقرآن شفاء للنوعين، ففيه من البينات والبراهين القاطعة ما يبين الحق من الباطل، فتزول أمراض الشبهات المفسدة للعلم والتصور والإدراك، بحيث يرى الأشياء على ما هي عليه، أما شفاؤه لمرض الشهوات، فذلك لما فيه من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب، والتزهيد في الدنيا، والترغيب في الآخرة، والأمثال والقصص التي فيها أنواع العبر والاستبصار، فيرغب القلب السليم فيما ينفعه، ويرغب عما يضره، فيصير القلب محبًا للرشد، مبغضًا للغي....».
20- القرآن ليس كتابًا فحسب، وليس دواءً فحسب، إنه شيء متفرد لا يمكن إدراك كنهه وقدرته الفذة على العمل في ذات الإنسان، إنه يزيل الغشاوة، ويفتح النوافذ، ويسكب النور، ويحرك المشاعر، ويستجيش القلوب، ويخلص الضمير، وينشئ حياة للروح تنبض بها وتشرق وتستنير.

يتبع إن شاء الله.
التعديل الأخير تم بواسطة طَيْفٌ رَحَلْ ; 02-02-2018 الساعة 02:50 AM سبب آخر: ++ تمديد التثبيت إلى غايى 09/02/2018