بشيء من التبصر والحكمة يمكن للعاقل أن يدرك أن ابن خلدون لا يتجرأ على كتابة شيء بلا دليل أو حجة. ثم ما كان أن يطرح موضوع كهذا في موقف كهذا وبطريقة كهذه. والآن وقد طرح فلا بد من الإسهام فيه ولو بكلمة.
فخلاصة ما يريد قوله عالمنا في رأيي إن العرب إذا تنصلوا من الإسلام لا ينتجون إلا الخراب وهذا صحيح. وإذا عربت خربت بمعنى: إذا نزعوا نحو القومية خلوا من الدين فمآلها الخراب وهذا صحيح. والقول قياس لأن مثل هذا الكلام أيضا يصدق على غيرهم. بمعنى والله أعلم أن أي عمل بروح قومية خالصة سيؤدي إلى الخراب. للتذكير فإن ابن خلدون قد قال هذا الكلام في سياق مغاربي. وفكرته صالحة إلى يوم الدين لأن أي شكل من التعريب دون أسلمة سيقابله الطرف أو الأطراف الأخرى بالرفض والاستنكار فيعملون على عكس التيار في الدولة الواحدة وهذا هو الحراب الذي ينتجه التعريب. أمر آخر: التعريب معناه إقصاء وإلغاء الآخر فلنفكر جيدا ماذا سيحدث.
صدق ابن خلدون..