حديث الصباح.. كريسلام Chrislam
04-01-2018, 02:57 AM
اتسمت أعياد الميلاد في أوروبا بصبغة إسلامية، حيث أشير إليها باسم "كريسلام" Chrislam ، بحكم أن يسوع المسيح في الكتاب المقدس هو عيسى بن مريم في القرآن، و رغم أن هذا الإنصهار الديني ( كريسلام) في نظر الغرب فرضية خاطئة، غير أنه لقي شعبية متزايدة التي أصبح أبناؤها جاهلين بالكتاب المقدس، هذا ما جاء في التقرير الذي رفعه معهد جيتستون ، أعدته إعلامية اسمها سورين كيرن، فقد أرجأت مدرسة في لونبرغ تنظيم احتفال بأعياد الميلاد بعد أن شكا طالب مسلم من أنَّ غناء تراتيل أعياد الميلاد يتنافى مع التعاليم الإسلامية، لكن هذا القرار لم يلق قبولا لدى ألكسندر جولاند زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة ، و الذي اعتبر قرار المدرسة خضوعا قهريا لا يُطاق أمام الإسلام، وأنَّه بمثابة عمل ظالم و جبان ضد الأطفال غير المسلمين من ابناء أوروبا أو حتى الجالية الغير مسلمة، و قال زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة: إنَّ كلمة أعياد الميلاد رمز لإيماننا وثقافتنا، ولا تمثل تمييزًا ضد أي شخص. وليس من شأن إزالة رموز الميلاد أن يكتسب احترام أحد، ولن ينتج عنه مدرسة أو مجتمع أكثر ترحيبًا وشمولًا، بل سيشجع على التعصُّب ضد ثقافتنا وعاداتنا وقوانيننا وتقاليدنا. ولدينا إيمان راسخ بأنَّ احترام تقاليدنا أمر واجب.
الواقع هو محق ،طالما الجالية المسلمة تقيم في بلد غير مسلم له قوانينه و بالتالي ليس من حقها أن تمنع أهلها من إقامة طقوسهم، و الإحتفال بأعيادهم أو إحياء عاداتهم و تقاليدهم، و من حقهم استعادة جذورهم الثقافية و الدينية، كونها دينية المنشأ و تعد احتفال بالإنسانية، و على الجميع أن يشارك في احتفال أعياد الميلاد بغض النظر عن أصول كل واحد فيهم، و على سبيل المثال و كما جاء في التقرير ففي مدينة كينغستون أبون تيمز بريطانيا أقامت كنيسة جميع القديسين (All Saints Church) مؤخرًا احتفالًا مشتركًا بعيد ميلاد المسيح والنبي محمد معاً، كانت المبادرة تهدف إلى "الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد، و لعل هذا اعتراف بنبوة الرسول (ص).
وفي لندن، أصدرت المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب بشأن مسلمي بريطانيا، تقريرا حمل اسم "عيد ميلاد سعيد للمسلمين" و هذا من أجل لفت انتباه البريطانيين بوجود الجالية الإسلامية، و وجوب مراعاة "الجانب الإنساني" لدى المسلمين في فترة أعياد الميلاد، وفي الدانمرك ألغت مدرسة ابتدائية في غريستد قداسًا كنسيًا يُعقد تقليديًا للاحتفال ببداية أعياد الميلاد ، خشية أن يسيء ذلك للطلاب المسلمين، كما نظَّمت المدرسة مؤخرًا مناسبة حملت اسم "أسبوع سوريا"، غرق فيه الطلاب في بحور ثقافة الشرق الأوسط وجابوا أرجاءها، و لذلك فإن قضية أسلمة أعياد الميلاد، و إن كان يعد تعديا على خصوصيات الآخر، هي في حاجة إلى نظر من قِبَل رجال الدّين، على أن تكون تحت غطاء حوار الأديان و الحضارات و الثقافات، خاصة و أن المسلك الذي سلكته بعض الكنائس كما أشار التقرير، كان في إطار التعايش السلمي و التضامن البشري.
علجية عيش
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
التعديل الأخير تم بواسطة علجية عيش ; 04-01-2018 الساعة 03:21 PM