محمد صل الله عليه و سلم
06-04-2015, 06:48 PM

أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، يؤمن المسلمون بأنه رسول الله للبشرية ليعيدهم إلى توحيد الله وعبادته، ويؤمنون بأنه خاتم النبيين والمرسلين،[4] وأنه أشرف المخلوقين وسيّد البشر،[5] كما يعتقدون فيه العصمة.[6] عند ذكر اسمه، يُلحِق المسلمون عبارة «‌صلى الله عليه وسلم» مع إضافة «وآله» و«وصحبه» في بعض الأحيان، لِمَا جاء في القرآن والسنة النبوية مما يحثهم على الصلاة عليه.[7] يعده الكاتب اليهودي مايكل هارت أعظم الشخصيّات أثرًا في تاريخ الإنسانية كلّها باعتباره «الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحًا مطلقًا على المستوى الديني والدنيوي».[8] ترك محمد أثرًا كبيرًا في نفوس المسلمين، حتى كثُرت مظاهر محبّتهم وتعظيمهم له، من ذلك الاحتفال بمولده، واتباعهم لأمره وأسلوب حياته وعباداته، وقيامهم بحفظ أقواله وأفعاله وصفاته، وجمع ذلك في كتب عُرفت بكتب السّيرة والحديث النبوي.
ولد في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة (هجرته من مكة إلى المدينة)، ما يوافق سنة 570 أو 571 ميلاديًا و52 ق هـ.[9] ولد يتيم الأب، وفقد أمه في سنّ مبكرة فتربى في كنف جده عبد المطلب، ثم من بعده عمه أبي طالب حيث ترعرع، وكان في تلك الفترة يعمل بالرعي ثم بالتجارة. تزوج في سنِّ الخامسة والعشرين من خديجة بنت خويلد وأنجب منها كل أولاده باستثناء إبراهيم. كان قبل الإسلام يرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية التي كانت منتشرة في مكة.[10] ويؤمن المسلمون أن الوحي نزل عليه وكُلّف بالرسالة وهو ذو أربعين سنة، أمر بالدعوة سرًا لثلاث سنوات، قضى بعدهنّ عشر سنوات أُخَر في مكة مجاهرًا بدعوة أهلها، وكل من يرد إليها من التجار والحجيج وغيرهم. هاجر إلى المدينة المنورة والمسماة يثرب آنذاك عام 622م وهو في الثالثة والخمسين من عمره بعد أن تآمر عليه سادات قريش ممن عارضوا دعوته وسعوا إلى قتله، فعاش فيها عشر سنين أُخر داعيًا إلى الإسلام، وأسس بها نواة الحضارة الإسلامية، التي توسعت لاحقًا وشملت مكة وكل المدن والقبائل العربية، حيث وحَّد العرب لأول مرة على ديانة توحيدية ودولة موحدة، ودعا لنبذ العنصرية والعصبية القبلية.


خصائص النبي محمد، هي الخصائص والصفات التي يعتقد المسلمون بأنّ الله قد خَصّ بها النبي محمد عن غيره من الأنبياء والبشر والمخلوقات، وذلك لإظهار مكانته وعلوّ منزلته، وبيان شرف أمّته على غيرها من الأمم.

خصائصه في الدنيا[عدل]
وهي الخصائص التي يعتقد المسلمون بأنّ الله قد خصّ بها نبيّهم محمد في الدنيا، وهي:
أنّ الله أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من آدم إلى عيسى أنّه إذا ظهر النبي محمد في عهده وبُعث أن يؤمن به ويتبعه، في القرآن: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ﴾ [3:81].
أنّ الله أخبره بأنه قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، في القرآن: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا۝1لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا۝2﴾ [48:1—2].
أنّ الله قد أقسم بحياته، في القرآن: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [15:72].
أنّ معجزته (وهي القرآن) باقية إلى يوم القيامة، بعكس معجزات باقي الأنبياء.[2]
أنّ الله أرسله إلى الجن والإنس جميعًا، بعكس الأنبياء السابقين، والذين كانوا يُرسلون إلى أقوامهم خاصة.[2]
أنّ الله لم يناديه باسمه قطّ توقيرًا له، بل كان يقول «يا أيها النبي» و«يا أيها الرسول».[2]
أنّه أُحلّت له الغنائم، وجُعلت له الأرض مسجدًا طاهرة، قال عن نفسه: «أُعطيتُ خمسًا لم يُعطَهنَّ أحدٌ منَ الأنبياءِ قَبلي: نُصِرتُ بالرُّعبِ مَسيرةَ شهرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا، وأيُّما رجلٍ من أُمَّتي أدرَكَتْه الصلاةُ فلْيُصلِّ، وأُحِلَّتْ لي الغَنائمُ، وكان النبيُّ يُبعَثُ إلى قومِه خاصةً، وبُعِثتُ إلى الناسِ كافةً، وأُعطيتُ الشفاعةَ».[3]
خصائصه في الآخرة[عدل]
وهي الخصائص التي يعتقد المسلمون بأنّ الله سيخصّ بها نبيّهم محمد في الآخرة، وهي:
أنّه أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة، قال عن نفسه: «أَنا أوَّلُ من تنشقُّ عنهُ الأرضُ يومَ القيامةِ ولا فَخرَ».[4]
أنّه إمام الأنبياء وخطيبهم، قال عن نفسه: «إذا كانَ يومُ القيامةِ كنتُ إمامَ النَّبيِّينَ وخطيبَهم وصاحبَ شفاعتِهم غيرَ فَخْرٍ».[5]
أنّ كلّ الأنبياء يوم القيامة يكونون تحت لوائه، قال عن نفسه: «آدمُ فمَنْ دونَه تحتَ لوائي ولا فخرَ».[6]
أنّه أكثر الأنبياء تَبَعًا يوم القيامة، قال عن نفسه: «أنا أكثرُ الأنبياءِ تبَعًا يومَ القيامةِ».[7]
أنّه أوّل من يقرع باب الجنة، وأوّل من يدخلها، قال عن نفسه: «أنا أولُ مَنْ يَقرَعُ بابَ الجنةِ»،[7] وقال أيضًا: «آتي بابَ الجنةِ يومَ القيامةِ، فأستفتِحُ، فيقولُ الخازِنُ: مَنْ أنت؟ فأقولُ: محمدٌ، فيقولُ: بك أُمرتُ لا أفتحَ لأحدٍ قبلَك».[8]
أنّه سيّد الأولين والآخرين، قال عن نفسه: «أنَا سيدُ الناسِ يومَ القيامةِ».[9]
أنّه سيُعطى الشفاعة، قال عن نفسه: «وأُعطيتُ الشفاعةَ».[10]
أنّه سيُعطى ما يُسمّى "المقام المحمود"، في القرآن: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [17:79]، وقد قال عن نفسه أنه في يوم القيامة: «فيَكْسوَني ربِّي حُلَّةً خضراءَ، ثمَّ يؤذَنَ لي، فأقولُ ما شاء اللهُ أنْ أقولَ، فذلك المقامُ المحمودُ».[11]
أنّه سيُعطى ما يُسمّى "الوسيلة"، وهي مرتبة عالية في الجنة، لا ينالها إلا شخص واحد بحسب اعتقاد المسلمين، قال عن نفسه: «سلوا اللَّهَ ليَ الوسيلَةَ، فإنَّها منزِلةٌ في الجنَّةِ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ، وأرجو أن أكونَ أنا هو».[12]
كتب في خصائصه[عدل]
جمع علماء المسلمين ما ورد في خصائص النبي محمد في كتب، من ذلك:
الخصائص النبوية الكبرى، تأليف: السيوطي.
أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب، تأليف: السيوطي.
غاية السُّول في خصائص الرسول، تأليف: ابن الملقن.

منقول عن موسوعة ويكبيديا
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾.