رد: الجواهر والدرر في وصف الفاروق عمر
06-07-2015, 04:35 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
[131] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -لمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الأنصاري - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وقد سأله عمر:
" كَيْفَ تَرَانِي يَا مُحَمَّدُ؟"، فَقَالَ: أَرَاكَ وَاللهِ كَمَا أُحِبُّ، وَكَمَا يُحِبُّ مَنْ يُحِبُّ لَكَ الْخَيْرَ، أَرَاكَ قَوِيًّا عَلَى جَمْعِ الْمَالِ، عَفِيفًا عَنْهُ، عَادِلًا فِي قَسْمِهِ، وَلَوْ مِلْتَ عَدَلْنَاكَ، كَمَا يُعْدَلُ السَّهْمُ فِي الثِّقَافِ، فَقَالَ عُمَرُ: " هَاهْ"، فَقَالَ: لَوْ مِلْتَ عَدَلْنَاكَ، كَمَا يُعْدَلُ السَّهْمُ فِي الثِّقَافِ، فَقَالَ عُمَرُ: " الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنِي فِي قَوْمٍ إِذَا مِلْتُ عَدَلُونِي".(1).
[132] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -في الترغيب في النكاح.
" مَا رَأَيْتُ مِثْلَ رَجُلٍ لَمْ يَلْتَمِسِ الْفَضْلَ فِي الْبَاهِ (2)، وَاللهُ يَقُولُ:
[إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ].
[133] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لخازن بيت المال.
في شأن شيخ كبير يهودي ضرير البصر: ألجأته الجزية إلى سؤال الناس:
" انْظُرْ هَذَا وَضُرَبَاءَهُ؛ فَوَاللهِ مَا أَنْصَفْنَاهُ أَن أكلنَا شيْبَتَه، ثُمَّ نَخُذُلُهُ عِنْدَ الْهَرَمِ:[إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ] ، وَالْفُقَرَاءُ هُمُ الْمُسْلِمُونَ، وَهَذَا مِنَ الْمَسَاكِينِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ".
[134] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لرجلين من أهل الطائف في المسجد النبوي.
" لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ البَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُمَا، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -".
[135] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ –
" لَوْ هَلَكَ حَمْلٌ مِنْ وَلَدِ الضَّانِ ضَيَاعًا بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ: خَشِيتُ أَنْ يَسْأَلَنِي الله عَنْهُ".
[136] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ –
" أَحَبُّكُمْ إِلَيْنَا مَا لَمْ نَرَكُمْ: أَحْسَنُكُمُ اسْمًا، فَإِذَا رَأَيْنَاكُمْ، فَأَحَبُّكُمْ إِلَيْنَا: أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا، فَإِذَا اخْتَبَرْنَاكُمْ، فَأَحَبُّكُمْ إِلَيْنَا: أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَأَعْظَمُكُمْ أَمَانَةً".
[137] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وقد قال له رجلٌ: اتق الله:
" لَا خَيْرَ فِيهِمْ إِنْ لَمْ يَقُولُوهَا لَنَا، وَلا خَيْرَ فِينَا إِنْ لَمْ نَقْبَلْ"، وَأَوْشَكَ أَنْ يَرُدَّ عَلَى قَائِلِهَا (1).
_________
(1) رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق (512).
(2) أي النكاح، قال ابن الأعرابي: الباء والباءة والباه كلها مقولات. ابن الأنباري: الباء النكاح، يقال: فلان حريص على الباء والباءة والباه، بالهاء والقصر، أي على النكاح؛ والباءة الواحدة والباء الجمع، وتجمع الباءة على الباءات. (لسان العرب - (بوأ)).