رد: تدارس " الرسم العثماني "
13-02-2018, 09:26 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبدأ موضوعي هذا.
وكما ذكرتُ سابقًا، على المرء تبسيط الأمور، ففي ذلك فوائد جمّة.
إن كتابة المصحف سميّ " الرسم العثماني" نسبة إلى الخليفة الراشدي/ عثمان بن عفان ــــ رضي الله عنه ـــــ لا لكونه هو من كتب القرآن الكريم، وإنما هو من أمر وكلّف جماعة من الصحابة ــــ رضي الله عنهم ــــ جمع وكتابة القرآن في مصحفٍ موحّدٍ قيل في أربع نسخٍ، ومنهم قال خمس نسخٍ، وهناك من أهل العلم من عدها إلى ست نسخٍ، بل هناك من أوصل تلك النسخ إلى سبع نسخٍ؛ كما روى ابن أبي داود عن أبي حاتم السجستاني أنه قال: "لما كتب عثمان المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف فبعث واحدا إلى مكة وآخر إلى الشام وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدًا" إلاّ أن ارجح الأقوال أن النسخ كانت أربع . بعث بها إلى الأمصار
واحتفظ هو بنسخة من تلك النسخ، سمي " بالمصحف الإمام"
وعليه ذهب أهل العلم على تسمية القرآن المكتوب في ذلك المصحف" بمصحف عثمان" أو " المصحف العثماني"
ومن هناك خرج مفهوم " الرسم العثماني"
ومفهوم" الرسم العثماني" ينظر إليه من جانبه الكتابي، وكيفية كتابة الحروف.
ولا أريد أن أدخل المفهوم اللغوي لمعنى " الرسم"
وذلك فقد تطرقت إليه جل الدراسات، وإنما أقتصر على المفهوم الاصطلاحي " للرسم"
فالكتابة بلغة الضاد، قسمها أهل العلم إلى ثلاثة مصطلاحات:
1ــ الرسم القياسي: ويسمى الرسم الإملايئ وهو يدرس كتابة اللفظ على حسب ابتدائه والوقف عليه بطرق اتفق عليها أهل العلم ووضعوا لها " قوانين" قيل عنها " ما طابق فيه الخط اللفظ" وهذا الرسم هو ما نكتب به اليوم كتابتنا العادية.
2 ــ الرسم أو الخط العَروضي: وهو الرسم الذي أحدثه أهل العَروض في تقطيع الشِّعر، قال عنه نقاد ودارسو الشعر هو ما يقع في السمع دون المعنى، حيث أن الزركشي قال عنه: " وخط جرى على ما أثبته اللفظ وإسقاط ما عداه وهو خط العَروض" ومن يعرف القريض يعرف هذا الرسم العَروضي.
3 ــ الرسم العثماني: دعوني استشهد بأهل العلم وكيف عرّفوه، فابن الجزري يقول عنه: " هو علم يعرف به مخالفات خط المصاحف العثمانية لأصول الرسم القياسي (الإملائي)، والمراد بأصول الرسم القياسي قواعده المقررة فيه، وهذه المخالفة تكون ببدل أو زيادة أو حذف"
يعني بصريح العبارة هو الخط الذي يُكتب به المصحف الشريف منذ " مصحف عثمان" إلى يومنا هذا.
وله طرقه وشروطه.
ومن هذا المطلق بدأ الناس تدارس ذلك.
تحياتي
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 13-02-2018 الساعة 09:59 PM