رد: هكذا تساق "الرعية" كالقطعان
15-02-2018, 03:34 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي قسورة الإبراهيمي مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الملأ من الذين أتاهم الله فراسة:
دار الفلك دورته الكبيرة، وعاد الزمن من حيث بدأ.
و ما أشبه الليلة بالبارحة.
و كأننا نقرأ على ملامح بعض حكامنا هذه الفقرة موجهة إلى الرعية المغلوبة على أمرها :
"رحمك الله أبا مسلم، بايعتَنا فبايعناك، وعاهدتَنا فعاهدناك، ووفّيت لنا فوفّينا لك. إنّا بايعناك على أن لا يخرج علينا أحدٌ في هذه الأيام إلاّ قتلناه، فخرجت علينا فقتلناك"
وللرعية أن تتأمل خطب "ولاة أمور " المسلمين هذا الزمان، فهي إعادة لما قيل في سلف العصر والأوان:
" أيها الناس من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه، ومن سكت مات بدائه"
وهل تجرؤ " رعية اليوم". النبس ببنت شفة، فلا محالة سيطبق عليها ما قاله الوليد بن عبد الملك على لسان شاعر ما حين ولي الخلافة.
فنحن المالكون الناس قسرًا** نسومهم المذلة والنكالا
ونوردهم حياض السيف ذلاًّ ** وما نألوهم إلا خبــالا
و مصيبة بشر هذا الزمان أنه ما زال فيهم من يجد المبررات و الأعذار لهؤلاء الحكام، بل بعض "فقهاء بيزنطة" الذين يدعون العلم ذهبوا الى" تحريم" حتى مساءلة هؤلاء الظلمة، فيغالطون عباد الله حين يأتون بنصوصٍ مقطوعة عن بداياتها ونهاياتها لتبرير ما يفعله الحكام، أو يجرون وراء أحاديث صحيحة ولكنها لا تنطبق على واقع اليوم.
ولم يبق للرعية إلاّ أن تقول لهؤلاء مدعيي العلم، لِم لا يقولون ما قاله ابن هانئ الأندلسي لهؤلاء الحكام:
ما شئتَ لا ما شاءت الأقدار** فاحكم فأنت الواحد القهار
و كأنما أنت النبي محمد ** وكأنما أنصارك الأنصــــــار
عندها تضيع أمصار ــــ وهي آيلة للضياع ـــــ كما ضاعت الأندلس، و ليس ذلك ببعيد.
حكام العرب وحاشيتهم يعلمون ما لا تعلم الرعية
ويشاهدون ما خفي عن أعينها
وما عليها إلا السمع والطاعة، ..ولتسأل العلماء المشغولين " بجواز أو تحريم الإقامة في بلد الكفر".
فولاة الأمور
ـــــ أطال الله في أعمار جلالتهم وعظمتهم وفخامتهم ـــــ يعرفون جيدا ما يصلح للرعية
وعليها سوى الامتثال وإلاّ أصبح جل أفرادها "خوارج العصر".
وحتى لا يشار إلى هؤلاء الأفراد بالبنان، و لا يُتّهمون "بالكفر" يجب عليهم أن " يأكلون القوت وينتظرون الموت".
القوت إن وُجد
و كدليل على طاعة الرعية وولائها يجب عليها أن تخرج في تظاهرات تأييد لحاكم بلاد العم سام/ ترامب على نقل سفارته إلى مدينة القدس مسرى خير الخلق صلى الله عليه وسلم، وإرسال برقيات " شكرٍ وعرفان" لأنه أمر " بصفقة العصر "، وصنف المقاومة حماس " منظمة إرهابية " وحتى أحد رموزها " إسماعيل هنية" على رأس الإرهاب
فهؤلاء الفلسطينيون عكروا على" ولاة الأمور" صفو حياتهم السعيدة فيجب" اجتثاثهم" من الأصل، وعن بكرة أبيهم ..
ثم يقيم " ولاة الامور" شراكة مع" أبناء العم" لتصفو لهم مباهج الحياة ..
ترى فهل يأتي اليوم لتقول الرعية التي غلبت على أمرها لهؤلاء الحكام:" كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده"
ويندحر علماء السلطان؟
اللهم عليك بالعدو الداخلي قبل الخارجي.
ثم كم كان أرسطو مصيبًا في وصفه لنظام الحكم الشرقي بأنه النموذج الحقيقي للطغيان.

.



بارك الله فيك اخي المحترم لا اريد مناقشة فقط اقول بووووووركت تقبل مروري