رد: أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
10-02-2018, 09:30 PM
تعليقي الشخصي على ما تقدم في المداخلات السابقة :


أقول وبالله التوفيق //

أريد أن اقول كلمة لإنصاف أئمة الحديث الذين يطعن في أشخاصهم الطّاعنون ويشكّكون في نيّاتهم مرة وفي أدواتهم ومناهجهم مرة أخرى.

لو كان أولئك الرّجال يريدون طمس الحقائق و فرض رؤاهم الشخصية وقناعاتهم الذّاتية لأخفوا الأحاديث التي تتعارض مع قناعاتهم – كما يزعم البعض – لكنهم نقلوا لنا كل شيء


نجدهم رووا كل الأحاديث ؛ ما يؤيد وما يعارض طرحا معينا كما هو الحال مع موضوع كتابة السنّة /


رووا الأمر بذلك ورووا النّهي أيضا //


هم تكفلوا بالجمع والتدوين بأمانة – بغض النظر عن فقههم – وعن قناعاتهم أيضا //


مصداقا لحديث : [ رب حامل فقه ليس بفقيه ]


وجمع آخر منهم اجتهد في كشف الضعيف والموضوع // وفق مناهج اتفق عليها أهل العلم //


************************************************** *


أما الذين يطعنون في الحديث النبوي والسنة بالجملة ويريدون نسفها بحجة أنها ليست وحيا ولا يجوز اعتبارها مصدرا من مصادر التشريع فأمرهم غريب حقاً ، وهو بحق من المضحكات المبكيات، لأنهم يستدلون بالسنة والأحاديث وأقوال الصحابة ، يتخيرون منها ما يظهر لهم بأنه يتفق مع دعاواهم ؟


يختارون حديثا لنفس الرّاوي وربما لنفس الصّحابي ليثبتوا وجهة نظرهم ؟؟ // وفي مقام آخر يعودون ليطعنوا في ذلك الرّاوي وذلك الصّحابي //


************************************************
ولاحظوا معي أين أورد العلماء تلك الأحاديث – التي سبق تناولها في المداخلات السابقة - والتي يحتج ببعضها الذين ينكرون حُجّية السنّة –

كيف بوّبها علماء الحديث وفق فهمهم ؟

ثم يأتي من ينقل عنهم ويضرب بفهمهم وعملهم عرض الحائط ؟؟


**************************************************


كل الأحاديث التي سبق إدراجها في المداخلة السابقة اوردها الأئمة في تبويب أراه في حد ذاته دليلا كافيا على أن من سبقنا من أهل العلم لم يكونوا يؤمنون ولا يتصورون بأنّه سيأتي يوم تُتّخذ الأحاديث التي رووها ذريعة للطعن في السنة وحديث رسول الله ورميه بتهمة لا يقر بها عقل متجرد منصف ..


************************************************** *


ولنبدأ على بركة الله ..

الإمام مسلم يُخرج حديثا في باب سمّاه باب التثبت في الحديث، وحكم كتابة العلم //


والترمذي يخرج حديثا في باب ما جاء في كراهية كتابة العلم مرة ومرة أخرى في باب ما جاء في الحثّ على تبليغ السّماع // -

والأمر هنا واضح لمن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد ..


فهناك فرق واضح بين البابين // لكن من اشتبه عليهم الفهم فهموا دون تمحيص بأن النّهي عن الكتابة هو أمر باطِّراح السنة ونبذها ونبذ كل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم // ثم نجد الترمذي نفسه يُخرّج مرة أخرى حديثا في باب جديد سمّاه: باب ما نهى عنه أن يقال عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم // وهو ما يتفق مع ما رواه ابن ماجة في سننه في باب عظيم سمّاه : باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتغليظ على من عارضه. //


والدارمي في باب من لم يرَ كتابة الحديث، // والخطيب في تقييد العلم // و أبو داود في باب فضل نشر العلم، وأحمد والحاكم في المستدرك في باب أسماه: باب فضيلة مذاكرة الحديث //


وفي سنن الدارمي نجده أدرج الأحاديث في باب سمّاه: باب البلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعليم السنن. //


ومسلم أدرج الأحاديث في باب سمّاه : باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها //


*****


كل ما سبق من فعل من سبقنا من أهل الحديث وتعاملهم معه وتبويبه كما فهموه واضح وضوح الشّمس //


فهل وجدنا أحدا من الأئمة المعتبرين الموثوقين من أهل السنة والجماعة يضع أحاديثا في باب يسميه:

باب عدم حُجّية السنة
//


أو


باب أن السُنّة ليست وحيا


أو


باب عدم جواز اعتبار السُنّة مصدرا من مصادر التشريع


أو ..


باب أن فعله وقوله –صلى الله عليه وسلم – لا اعتبار له


أو


باب أن القرآن هو المصدر الوحيد الفريد للتشريع ؟؟


أو غيره من الادّعاءات والأوهام التي يقول بها منكرو السُنّة ؟؟
كلاّ وألف كلاّ

إن هي إلا زَبَدٌ سيذهب جُفاء // وأما ما ينفع النّاس فسيمكث في الأرض //
...


فأرجو ممن يطعن في السُنّة أن يبحث عن طريقة أخرى يستدلّ منها على ادّعاءاته //


أما الاستدلال بالسنة على بطلان السُنّة // والاستدلال بالحديث على بطلان الحديث فهو هباء منثور وسعي غير مشكور //


تحياتي ../
التعديل الأخير تم بواسطة طَيْفٌ رَحَلْ ; 10-02-2018 الساعة 09:43 PM