أنا مع الأمية!
21-03-2017, 11:52 AM
أنا مع الأميّة

قبل كل شيء، لست مع الأمية التي تعني الجهل وعدم القدرة على القراءة والكتابة والفهم!

لم أجد اصطلاحاً مناسباً لمواضعة حالنا كأمة، فإن قلت (قومية عربية) سأستعدي الأكراد والأمازيغ والتركمان وكل إثنية عاشت منذ الأزل معنا كعرب، أو عشنا معها. وإن قلت أممية سأسرح بعيداً حتى أطالب بالمؤاخاة مع أبناء بيرو والسويد وأستراليا، وهذا شعار أعتبره مائعاً ولن يوصل لشيء، ويمكن أن يحل محله السلوك الإنساني...

وإن قلت أمة الإسلام، فأستعدي كل من هو غير مسلم عاش على نفس البقعة التي أعيش فيها، وربما سبقني في مساهماته الحضارية، وسيكون علي أن أطالب بتحقيق العدالة لمسلمين هنود لم يفوضوني بمناكفة دولتهم التي رضوا الانخراط فيها وتعاملوا معها كمواطنين، وهم بنفس الوقت ينظرون بعين الشفقة تجاهنا كعرب أصبحنا في ذيل قائمة الشعوب...

والأمة، هي أكبر الجماعات التي تعيش وتسبح في تاريخ وجغرافيا وثقافة منصهرة ومتماسكة...
لماذا أعتبر القضية الكردية كردية؟ لماذا لا أعتبرها قضيتي (عربية كما هي كردية)، ألم يساهم الأكراد في الذود عن حدود أوطاننا، ولا زلنا نترحم على أرواح شهدائهم الأبطال ونتفاخر بهم؟

لماذا أعتبر قضية (الأمازيغ) في شمال غرب إفريقيا قضية تخص الأمازيغ وحدهم؟ ولا أعتبر قضية الأمازيغ قضية عربية أيضاً؟ ألم يساهم الأمازيغ في إطالة عمر دولة الأندلس؟ أو حتى إطالة عمر ترابطهم الأخوي معنا في العصر الحديث؟

حتى الديانات، ألم يُسهم اليهود والنصارى والصابئة في ترجمة علوم الأرض ويقدمونها كمنتجات من صناعة حضارتنا؟

كل إثنية مهما قل عدد أفرادها عاشت منذ القِدم وتعيش معنا على نفس البقعة، تحمل في طياتها إبداعات شعبها، فعندما تحصل على حقها الطبيعي في العيش الكريم، فإن مخزونها الثقافي والحضاري سيرفد هذه الأمة ويرفع من شأنها...