قلت في مداخلتك هذه : – هذه بعض الأمثلة - لكنك أتيت بمثال واحد في كلمة واحدة // وقلت أقوال أهل العلم ولكنك أتيت بقول مفسر واحد فقط وهو العالم البغوي رحمه الله وأسكنه فسيح جِنانه وليتك أحسنت النقل عنه بأمانة علمية ونقلت كل ما قاله، إذا لكان كافيا ليرُدّ على ما تزعمه ويجعله يتهاوى – كما سنرى - ولكفيتنا هذا الرّد ..
...
وإليك الآن كل أشكال قراءة هذه الكلمة التي ضرَبتَها كمثال، كما أوردها أهل القراءات المتفق عليها والمتواترة في أمة محمد صلى الله عليه وسلّم ، والتي فاتك أن تُدرجها – من باب الإلمام بجوانب ما تريد مناقشته + الأمانة العلمية.
أولا : قرأها ( نُشُرا بين يدي رحمته ) – بضم النّون والشّين - كلٌ من قالون عن نافع وابن وردان عن أبي جعفر وابن جماز عن أبي جعفر والبزي عن ابن كثير وقُنبل عن ابن كثير وورش عن نافع والدوري عن أبي عمرو والسوسي عن أبي عمرو وقرأها هشام عن أبي عامر وابن ذكوان عن أبي عامر و رويس عن يعقوب الحضرمي وروح عن يعقوب الحضرمي.
ثانياً : أما شعبة عن عاصم و حفص عن عاصم فقرأوها : ( بُشْرا بين يدي رحمته )
ثالثاً : وأما خلف عن حمزة وخلاد عن حمزة وإسحاق الورّاق عن خلف البزّار وإدريس الحدّاد عن خلف البزّار وأبو الحارث عن الكسائي والدّوري عن الكسائي فقد قرأوها: (نَشْرا بين يدي رحمته ) // بفتح النّون ..
وسأردّ عليك بتفسير البغوي – رحمه الله –
الذي استشهدت به، لكن استشهادك كان مبتورا مشوّهاً – غفر الله لك – وأرجو أن تنتبه أكثر في مشاركاتك المستقبلية – إن شاء الله –
حتى نكون في مستوى هذا الصرح الكبير ألا وهو المنتدى الأزرق لبيت الشرّوق // وبشكل اخص هذا المنتدى المسمّى : المنتدى الحضاري
قوله تعالى : ( وهو الذي يرسل الرياح بشرا ) قرأ عاصم " بُشْرا " بالباء وضمها وسكون الشين هاهنا وفي الفرقان وسورة النمل ، ويعني : أنها تبشر بالمطر بدليل قوله تعالى : ( الرياح مبشرات ) الروم - 46 -
وقرأ حمزة والكسائي " نَشْرا " بالنون وفتحها ، وهي الريح الطيبة اللينة، قال الله تعالى : ( والناشرات نشرا) المرسلات – الآية 3 – ( ص 239.) ومن تفسير البغوي نفسه للآية 3 من سورة المرسلات الذي استشهد بها هنا يقول:
والناشرات نشرا يعني الرياح اللينة. وقال الحسن : هي الرياح التي يرسلها الله بشرا بين يدي رحمته . وقيل : هي الرياح التي تنشر السحاب وتأتي بالمطر. ( ص 304 )
وقرأ ابن عامر بضم النون وسكون الشين ، وقرأ الآخرون بضم النون والشين ، جمع نشور ، مثل صبور وصبر ورسول ورسل ، أي : متفرقة وهي الرياح التي تهب من كل ناحية،[بين يدي رحمته] أي : قدام المطر ( ص 239.)
مما تقدم يتضح أنه لا يوجد تضاد كما تزعم يا أخ طوف ..
ولا يوجد أيضا اختلاف تنوع وتكامل الذي تُنكره .. // رغم أنه موجود في مواضع أخرى من الذكر الحكيم، مثل ما أعطيتُ لكم مثالا سابقا عن كلمة [مَلِكْ] و [مَالِكْ] في سورة الفاتحة
بل هو اتفاق وفق ما رأينا هنا في تفسير البغوي // اتفاق على على أن المعنى واحد
ومداره على أن تلك الرياح هي حاملة للمطر
...
موفقين جميعاً // ونسأل الله أن يهيدنا إلى الحق وهو يهدي سواء السّبيل
وفقكم الله جميعا إلى ما يحبه ويرضاه
../