رد: صفحة لمرضى الفصام والوسواس القهري
15-09-2016, 07:28 PM
سلام الله عليكم أجمعين
تحية طيبة
بداية أحب أن أقول كلمة أو جملة لوطني الجزائر ولكل من يعشقه
حافظوا عليه ما استطعتم رغم كل شيء هناك رجال ونساء يسعون الى الخير فيه
وهناك سر والله أعلم بين هذه البلاد وبين كل من زارها من رجال عظماء وبين القدس الشريف
هناك أناس يحافظون على الأمانة ويخدمون الله وعباده في السر ليل نهار
حافظوا عليه مااستطعتم رغم كل شيء

دخلنا بيت الراقي في تلك المنطقة من صحرائنا العزيزة رحب بنا وادخلنا الى غرفة كبيرة
جلست أنا لوحدي وجلس من كان يرافقني جنبا لجنب (الأب والنسيب وصاحب النسيب)
أخذوا يتكلمون ثم التفت الي ذلك الراقي
وقال لي ضع قطعة القماش هذه على رأسك وهي تغطي عينيك
قطعة القماش نسميها عندنا (الفرانة) وهي التي تضعها المرأة على رأسها
ثم بدأ يقرأ في مقدمة من نوع ما وبدأ في قراءة القرآن
أحسست يا اخوة الايمان أن القرآن مختلف
فيه شيء مختلف
هو كلام الله ...لكن كان هناك اختلاف ...من أعراض المرض أيضا
ومن فترة لأخرى كان يمسك رأسي بيده ويحاول استخراج شيئا
وكان هناك في تلك الفترة شيء يضرب في السطح يريد أن يدخل
يريد أن يقول لي : أنهض يا محمد أنت في خطر
ولما اشتد الضرب في السطح سمعت الراقي يقول لأحد اذهب خارجا
كان أحد من يسكنون المنزل
وكأني به طرد من جاء ليحذرني
وهنا تنازلت عن سترتي التي كان بها المصحف
نزعتها فوق ارادتي التي لاتأبى ان تنزعها
كنت خائف من الراقي مع بداية قراءته لكلام الله
تغير الحال هنا بعض دقائق فقط وهو يقرأ في قرآن لم أسمع مثله يوما
أصبح الثقل من الظهر في الجبهة
وبدأت تتغير ملامح وجهي وكأن الشر يريد أن يستحوذ على هذا الجسد
توقف وقال وكانه وصل لمبتغاه : ارفع يديك في صيغة الدعاء
كنت أصارع ذلك الشيء في جبهتي ومع ذلك قلت سأسايره : عسى في الأمر خيرا
دعى أدعية لم أتذكرها : وختمها بهذه الجملة التي لم تفارق أذني للآن :
قال اللهم أنصر العلم الذي في بالي
لما قالها : جاء في بالي علم اليهود مباشرة
كنت لا املك شيئا أقدمه في تلك اللحظة سوى المتابعة ومسايرة الأوضاع
ثم قال لي : ماذا ترى
كنت لا أرى شيئا ورب الكعبة
لكن شيء ما قال لي قل له : انك ترى بئرا
قلت له أنني أرى بئرا
فواصل أدعيته
اشتد الألم في الجبهة
هناك تحركت مشاعري ضد كل ما أحسست به من بداية الرحلة :
أرجوك اقرأ علي سورة الكهف
قال : سنقرأها عليك وقتما نشاء
زاد الشك شكين وانقلب كل الخير داخلي الى أمر آخر
ختم ماكان يدعي به ويدي موجهتان للسماء
هو يضن أنني شفيت وأنا أضن أنني راوغت لكن ملامحي تغيرت
لما نزع قطعة القماش من على جبهتي وعيني
فتحتهما
أحسست بجبهتي متغيرة
فيها شيء ما غريب
شيء يحمل من الشر الكثير
قال لي اشرب الآن وكل
أكلت تمرتين من فوق الطاولة تلك
وشربت معهما كأس قهوة
ثم قلت له : أريد أن أغسل وحهي
ذهبت لأغسله : كنت قد تغيرت من الخارج هكذا كان يخيل لي وفي الداخل
شيئان يتصارعان ...الخير والشر على حسب اعتقادي
ثم خرجنا من عنده ووعد بزيارتي الى مدينتي
وأنا في داخلي أقول له : مالذي فعلته بي
وبدات رحلة العودة وبدا معها شيء آخر
كنا اذا مررنا بمكان به تجمع سكاني أحسست بان الناس كلها تنظر الي وتريد أن تتخلص مني بأي شكل
لغاية أن وصلنا لطريق طويل به حركة سيارات كثيرة
النازل للصحراء كثيرا والمتجه للشمال نحن فقط
لم تتجاوزنا سيارة لمدة الساعة أو أكثر
كان المتجهون الى الصحراء قد شغلوا الاضاءة الى أقصاها
ويحاولون الاصطدام بنا
يحاولون القضاء علي وعلى من معي
هكذا كنت أتوهم
وكان ذلك الشعور يقول لي بأن الاتجاه خاطىء
وأن للصحراء سرا وأن من يتجهون اليها يتجهون للنجاة
طبعا قلت أنني تغيرت ماهي الا دقائق حتى وصلنا عن نقطة تفتيش للدرك
كنت أريد أن أنادي عليهم لأقول لهم : أرجوكم ساعدوني
وحدث أن قلت لم معي : أوقفوني هنا عندهم
فرفضوا لأنهم يدركون أنني مريض
ما ان تجاوزنا نقطة التفتيش حتى جاء في بالي أن أهرب
أن أفتح باب السيارة وأقفز وان أجري دون ان ألتفت
عساني أتخلص من ذلك الشيء في جبهتي
كانت هذه أولى ردات الفعل لما يسمى بالانتحار
فسيأتي لاحقا مشهد رميت فيه نفسي من السيارة
ومباشرة الى مصحة الامراض العقلية مؤقتا لمدة يومان
واصلنا الطريق وبدأ شيء ما يضحك في داخلي ويجبرني على القهقة
شر والاعياذ بالله
لكن كانت له حدود لم يستطع تجاوزها لم يستطع التغلب علي بفضل الله وبفضل كل من أحبني

قاربنا الى الوصول الى منزل نسيبي ..فنزل هو وصديقه
فقال صديقه : ابقوا لتباتوا عندنا
فرحت كثيرا لما قالها : لقد استراح له قلبي
وكنت أحس أنه يريد أن يساعدني في الوصول الى مبتغاي الأساسي
لكن رفض أبي وقبل أن أبات عند نسيبي
وليلتها لم أنم أيضا وأنا أسمع أصواتا بالخارج تبكي وتجري
واحساسي يقول لي بأن كل شيء تعرفه طيب ذهب وتغير المكان برمته

في الصباح الباكر عدت أنا ونسيبي لمدينتي وبيتي وذلك الاحساس يقول لي : أهرب لتكتشف المزيد ولتنجو
يومها كان الوجهة ولايتي ويومها حدث أن تغلب علي لعنة الله عليه وأوهمني ان الخلاص يتمثل في رمي نفسك من السيارة

سأكمل لكم غدا ان شاء الله ما حدث
دمتم سالمين ودامت صحة عقولكم