إنّ صلاة بعضنا عجيبة.
11-05-2017, 10:01 PM

قصيدة(( إن صلاة بعضنا عجيبة)) لعبد الله ابن محمد الحكمي رحمه الله.







القصيدة مضبوطة:



إن صــــــلاة بعـضنـــــا عجـيبــــة *** بعيــدة عـــــن الهـــــدى غريبــــة

يأتـــي المصلّـــي هادئــا رزينـــا *** يحفّـــه السكـــــون مستكينــــــا

حتــــى إذا مـــا كبّـــــر الإمـــــام *** فقـــل علـــى صـــلاتــه الســلام

لأنــــه قـــد ذهـــــب السـكــــون *** عنــه وجــــاء المــــارد اللعيــــــن

لكـــــل مــــــا نسيــــــه يذكّــــره *** وبالأمـــــور الملهيـــــات يأمـــــره

فكـم رأيــت مـــن مصـلّ أعجــب *** لفعلـه مثــــل الصغــــار يلعــــــب

كأنــــه مـــن شـــذب يشّــــــذّب *** أو لدغته فـــي الظـــلام عقـــرب

أو جــــــاءه زعــــروره فــأفزعــــــه *** ثم بلسعـــه الشديــد أوجعــــــه

يـصلــــح طــاقيّتــــه وغتــرتـــــــه *** يـــزرر الثــــوب يشـــــدّ لحيتــــه

ينظــــر فيهـــــا أو لهـــــا يخلّــــل *** وتـــــــارة ينفضهـــــــا ويفتــل

وربمــــا تسـمــــع إذ يحـكّـهــــــا *** خشـــخشـــة لأنـــه يفــــركهــــا

أمــا الحليــــق فلديــه الشـــارب *** يفتلــــــه كـــــأنـــه محـــــــــارب

ويصلـــح الشــرّاب حيــــن يركــع *** يرجـــع مـــا مـن جيبه قد يقــــع

عند السجــود ويـعــدّ مــــا وقـــع *** مـن الريـــالات إذا الفــــدم رفـــع

لأنــــه قـــــــد جــــاءه إبليــــــس *** يقـــول قـــد تنتقـــص الفلــــوس

يحصـــل ذا في المسجد الحـرام *** عنـــد صــلاة النــاس في الزحام

وبعضهــم يشـدّ شعــر العنفقــة *** حتى تــرى شفـتـــه كالملعقــــة

ويصلــــح الأكـمــام والمــرزامـــــا *** كذا العقـــال إن جثــــى أو قامـــا

وبعــضـهــم يرمــي بـــه أمـامــــه *** يجــــــرّه برجلــــــــه قدّامــــــه

لا يحسـن الركوع كي لا يسقطا *** كذلكــــــم يلبســـه إن سقطـــــا

وينفـض الشماغ قصــد التهويـــة *** كأنمــــا صلاتــــــه للتسليـــــــــة

يمسّهــا فــي سائــــر الأحــــوال *** كـأن ذا مـــن سنــــن الأفعــــــال

يشدّهـــا مـــن خلفــــه وربّمـــــا *** كوّمهـــا فـــوق العقـــال ربّمـــــــا

مثــل الجناحيــن تــــرى يــديــــه *** قد نفــح البخــاخ مــن عطفيـــــه

وتــــــارة يــــرفـعـهـــــا أمــامــــــه *** لكــــي يقيــــم عابثــا مرزامــــــه

وتــــــارة بطرفيــهــــــا يلــعـــــــب *** كمــــا بذيلـــه يجـــول الثعلــــــب

وفي الجلـوس مطلقــا لا سيّمــا *** في جلستي تشهّديه فاعلمــــا

يــا ليتنـــا نتـــرك لبـــس الغـتــــر *** وشمغنــــا أبيضـهـــــا والأحمـــــر

ونلبـــــس العمــائـــم الكريمــــــة *** تيجــــان أجدادكــــم القديمــــــة

وبعضهـــــم يفـرقــــع الأصــابعـــــا *** يؤذي بذاك من يصلّي خاشـعـــا

ويصلــح الســــروال مــع صـــــدور *** صوت كصــــوت الــــوزغ الكبيــــر

لا يسلم الخاشــع مـــن أذيـتــــه *** بالركل والدفــع وســـوء هيئتــــه

ينظــر للسقــــف مـــع التثــــاؤب *** مراوحـــــا رجليــــــه بالتنــــــاوب

وبعضهـــــم يصــــــدر للتثــــــاؤب *** صوتا كصوت التيس في الزرائــب

يقــول ها ها ها بـــلا استنكــاف *** ولا شعــــور منــــه بالإسفــــــاف

وربـمـــــــــا أردف بـــــالعـــــــــواء *** وذلكــــم مــــن أقبـــح الأســـــواء

لا سيّما بيـن يـدي ذي العـــرش *** القاهر الأعلى شديــد البطـــش

وفـي العــواء قــد أتــى لا يعــوي *** كــذا التمطّــــي فــــادر والتلـــوّي

وبعضهــم يمعـــن فــي الجشـاء *** يحكـــي رغـــاء النــاقــة العجفــاء

يفتـــح فـــاه وكــذاك إن عطـــس *** آذاك بالصــوت الشديـد والنفــس

لا يعـــرف الكظـــم ولا التخميـــرا *** فكن بهـــدي المصطفـــى بصيــرا

وبعضـهــــم لريـقــــه يرتـشـــــف *** وشعـر أنفــه الخفـــــيّ ينتـــــــف

مـع التنخّــم كـــذاك النحــنحـــة *** وعبــــــث بأنفـــــــه وكحـــكحـــــة

يخــرج مــــا فـــي عينــه وأنفــه *** مـــــن قــــــذر يدلكـــــــه بكفــــــه

وقـــد رأيـــت مـــن يقبــل يــــده *** من بعد فرك العين فاعرف مقصده

وهو سلــوك شائــن مستقبــح *** وفعلـــه مـــن المصلـــــي أقبـــــح

ويسحب المنديل حيـن يسجـد *** إذا رأى علــبتــــــه ويقــعـــــــــــــد

للامتخـــــــاط تـــــــارة والتفــــل *** وغير ذيـــن مـــن قبيـــح الفعـــــل

وكـــل ذا يوقـــع فـــي التخلــــف *** عن الإمام وهـــو إثــــم فاعـــــرف

إذ وحــده يسجـــد حيــن يرفـــع *** إمـــــامــه وذاك أمـــــر مفــــــــــزع

قد جــاء فيـــه عــن رســـول الله *** مـــــن الوعيــــد زاجـــــر للاهـــي

تلكـم صفـات العابثيـــن تحصــل *** بيـــن يـــدي مهيمــــن لا يغفــــل











وَفِي الأَرْضِ مَنْأًى لِلكَرِيِم عَنِ الأَذَى*** وَفِيهَا لِمَـن خَافَ القِلَى مُتَعَزَّلُ.
التعديل الأخير تم بواسطة aziz87 ; 12-05-2017 الساعة 05:17 PM