إقحام الدين في الرياضة....نموذج مصر والجزائر
27-10-2009, 03:23 PM


الكثيرين لاحظوا الإدراج المتزايد لعامل الدين في المقابلات الكروية في محاولة على اللعب على وتر العاطفة الدينية للجماهير من جهة وأيضا كدعم معنوي للاعبين المعنيين من جهة أخرى.
ولعل مقابلة الحسم المقبلة بين منتخبي مصر والجزائر تعد نموذجا جيدا لإدراك هذه الظاهرة.
فمع اقتراب موقعة القاهرة يزداد الضغط والشحن وكثرث التحاليل المناقشة للمقابلة ولكن الغريب أن البعض ابتعدوا عن التحليل الفني للمباراة واتجهوا سبلا أخرى خرجت بها عن السياق الرياضي.
ويبرز في هذا المجال الإستغلال غير البريئ للإنتماء الديني ومن كلا الطرفين وإن كان أوضح عند المصريين...حيث يصدم المرء عندما يقرأ لأشخاص منهم الصحفي والمحلل الرياضي والمواطن العادي يرددون ان منتخبهم أحق بالتأهل والسبب ليس فنياته ومواهبه أو جهوده بل تدينه وقربه إلى الله-على حد قولهم-.
وفي هذا الصدد نصنف تلكم الألقاب الضخمة التي أطلقت على نتتخب مصر على رغم صبغتها الدينية من قبيل منتخب الساجدين -لسجودهم عند تحقيق الفوز فقط- أو منتخب الصائمين-بدعوى انهم صاموا يوم مقابلتهم ضد رواندا على رغم الحرارة العالية والفتوى بالترخيص بالإفطار-.
وأيضا الترويج لاعمال الخير والبر التي يقوم بها لاعبو منتخبهم مثل تبرع أبو تريكة لبناء مسجد أو ذبح اللاعبين لبقرة وتصدقهم بها على الفقراء في إفريقيا أو قيام بعضهم بالعمرة والدعاء هناك.



من جهة أخرى لم تجد الصحافة والمنتديات الجزائرية بدا من الرد على مثل هذا الإستغلال غير البريئ للعاطفة الدينية المشتركة بين أبناء الشعبين فقامت هي الاخرى بإبراز تدين بعض لاعبينا مثل صايفي وآشيو وعبدون وترويج صور سجود بعض لاعبينا عند التسجيل كما حدث مع صايفي في زامبيا أو قراءة الفاتحة قبل بداية المقابلات مثل زياني أو التأكيد على أن لاعبينا المحترفين يصومون حتى في دورياتهم الصعبة.


إذا فقد أفرغ الإنتماء الديني من مضمونه وتحول من علاقة مقدسة بين الإنسان وربه وعباده إلى عامل للتعبئة والتحفيز ولو كان ذلك بالرياء والمزايدة على تدين الآخرين.
على رغم أن تدين مصر لم يشفع لها أمام منتخب الولايات المتحدة القوة المتغطرسة حيث أذاقتها خسارة مرة بالثلاثة كما ان تدين لاعبي السعودية لم ينجها من الفضيحة المدوية بالخسارة وبالثمانية امام الألمان وهو كذلك لم يساعدنا في الوقوف أمام المؤامرة الألمانية النمساوية على رغم أن كثير من لاعبينا كانوا صائمين عندها.
الجميل في كرة القدم هو انها أقرب إلى اللغة العالمية التي يفهمها الكل وإدراج التمايزات الدينية فيها بهذه الصورة الدنيئة سيسئ للدين أولا كما انه سيشوه جماليتها وعالميتها.
هذا لا يعني أننا لا نفتخر بكوننا مسلمون ولا يمنعنا من الإستعانة بالله قبل المباراة وشكره بعدها لكن دون إفراط يؤدي بنا في الاخير إلى تسطيحه
يا من يذكرني بعهد أحبتي طاب الحديث عنهم و يطيب
أعد الحديث علي من جنباته إن الحديث عن الحبيب حبيب
ملأ الضلوع و فاض عن أجنابها قلب إذا ذَكَرَ الحبيبَ يذوب
icon36
التعديل الأخير تم بواسطة سيف الدين القسام ; 27-10-2009 الساعة 03:25 PM