رد: المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
03-06-2017, 04:31 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



يا:" بني".
يظهر بأنك ستتعبنا كثيرا لإفهامك!!؟ – رغم أن كلامنا واضح جدا- يفهمه كل عاقل منصف بتأمل يسير، وأما من يقرؤه بخلفية سابقة وأحكام مسبقة، فلن يفهمه - ولو قام الليل كله يتأمله!!؟-.

حينما كتبنا لك ولمن يحمل عقيدتك في شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله المقدمة الآتية:
{إن الافتراء والكذب على شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله، ليس جديدا، بل هو قديم: كقدم معاداةالحق للباطل، فالحاقدون على شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله قد افتروا عليه كثيرا}.
كنا نظن بأنك ستفهم هذه المقدمة بالتوضيح الذي تبعها، لكن الظاهر مرة أخرى بأنك: لم تقرأه أو لم تفهمه أو لم ترد أن تفهمه!!؟.
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة÷ وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

نحن لم ننكر بأن شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله قد سجن، ومات في سجنه، ولكن السؤال المطروح الهام جدا هو:

هل سجن شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله بحق أم سجن بسبب افتراء وكذب المعادين له والحاقدين عليه!!؟.
لا ننتظر منك جوابا، لأنه كان أمامك، فلم تره، أو رأيته، ولكنك تجاهلته!!؟.

الجواب: نجده عند أحد ألد أعدائه، وهو: القاضي المالكي:( ابن مخلوف)، حيث قال:
" ما رأينا مثل ابن تيمية حرّضنا عليه، فلم نقدر عليه، وقدر علينا فصفح عنا، وحاجج عنا".(البداية والنهاية لابن كثير: 14/54)، وذلك حين طلب الملك الناصر من ابن تيمية رحمه الله: أن يفتي في قتل بعض العلماء من الفقهاء والقضاة، فدافع عنهم رحمه الله وأثنى عليهم، وقد كان ابن مخلوف في مقابل ذلك يحرض السلاطين هو ونصر المنبجي على ابن تيمية- رحمه الله رحمة واسعة-.

ولكل عاقل منصفنقول:
اقرأ جيدا ما تحته سطر، لتعلم لماذا سجن شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله، ومات في السجن، وصدرت فيه تلك الفتاوى من مخالفيه وأعدائه!!؟.
ومن أراد تفصيلا أكثر في مسألة سجنه، فليراجع كتاب:( البداية والنهاية) للمفسر المؤرخ:" ابن كثير " رحمه الله.

ونزيدكم من الشعر بيتا:
ها هو الصوفي المعاصر المشهور:( يوسف النبهاني) يقول:
" وابن تيمية هذا هو إمام كبير، وعَلَم عِلمٍ شهير من أفراد أئمة الأمة المحمدية الذين تفتخر بهم على سائر الأمم، ولكنه مع ذلك غير معصوم من الخطأ والزلل...وابن تيمية وإن أخطأ في هذه المسائل المعدودة، فقد أصاب في مسائل لا تعد ولا تحد، نصر بها الدين المبين، وخدم بها شريعة سيد المرسلين صلّى الله عليه وسلّم، على أن بعض ما نسب إليه من تلك المسائل أنكر صحة نسبتها إليه بعض العلماء الأثبات...".( شواهد الحق: ص:52).

مرة أخرى:
ليقرأ كل عاقل منصف ما تحته سطر، ليعرف منزلة شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله حتى عند المنصفين من مخالفيه، وكذب مسائل نسبت إليه!!؟.

لعل فيما سبق كفاية لكل عاقل منصف طالبللحق بصدق، وأما غيره، فلن نتعب أنفسنا لإقناعه، وندعه وما يشتهيه ويهواه!!؟.

ختاما:
نهمس بكلمة هامة في أذنك وأذن كل من يحمل عقيدتك في شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله ، فإليكموها تامة غير منقوصة:
اعتقدوا ما شئتم في شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله، واكتبوا فيه ما يحلو لكم، ننبهكم فقط لأمر هام جدا، وهو:

أعدوا للسؤال جوابا، وللجواب صوابا: يوم تقفون خصوما لشيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله بين يدي الجبار المجيد:يوم يحصل ما في الصدور!!؟:
[يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ].
[قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ].
[وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ].

رحم الله شيخ الإسلام: ابن تيمية، وأسكنه فسيح جناته.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.