رد: فتنة الشرك
08-08-2017, 12:47 PM
فتنة الشرك
(5)

الغاية - أصالة - من الحذر والتحذير من الشرك هي: تجريد التوحيد، وتحقيق التفريد: لتزكية النفوس قصد إصلاح القلوب، وحملها على التعلق بعلام الغيوب، وهو: أمر أساس، أما الجدال عن ذلك ومنازعة الناس - بشرطه - فعارض كما قرره الأكياس.
وعليه؛ فبالتوحيد والإيمان:طهارة النفس من دناسة الإشراك بالله تعالى.
ولذا سمى الله تعالى الشرك:"رجسا"، فقال سبحانه:( فاجتنبوا الرجس من الأوثان).
قال العلامة البيضاوي - رحمه الله - عند تفسير الآية:
" فاجتنبوا الرجس الذي هو: الأوثان كما تجتنب الأنجاس، وهو غاية المبالغة في النهي عن تعظيمها والتنفير عن عبادتها ".( تفسير البيضاوي: 4/71).
كما وسم الله المشركين ب:"النجاسة" فقال جل وعلا:( إنما المشركون نجس).
قال العلامة السعدي - رحمه الله - عند تفسير الآية:
" إنما المشركون بالله الذين عبدوا معه غيره نجس، أي: خبثاء في عقائدهم وأعمالهم، وأي نجاسة أبلغ ممن كان يعبد مع الله آلهة لا تنفع ولا تضر، ولا تغني عنه شيئا".( تيسير الكريم الرحمن: 3/645).

فالتوحيد الخالص - إذن - ألطف وأعظم: ما تزكى به النفوس وتزكو به القلوب، ولأجله سمى الله تعالى:" التوحيد في كتابه: زكاة "، قال تعالى:
( وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون).
قال الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:
( لا يؤتون الزكاة):" لا يشهدون أن لا إله إلا الله ".( الفتاوى لشيخ الإسلام رحمه الله: 10/633).
وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - تعليقا على الآية :
" قال أكثر المفسرين من السلف ومن بعدهم: هي التوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان الذي به يزكو القلب، فإنه يتضمن نفي إلهية ما سوى الحق من القلب، وذلك طهارته وإثبات إلهيته سبحانه، وهو أصل كل زكاة ونماء، فأصل ما تزكو به القلوب والأرواح هو: التوحيد".( إغاثة اللهفان: 1/49).
والله المستعان.