رد: حقيقة التصوف بقلم الإمام: عبد العالي بوعكاز
16-04-2013, 10:41 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة toufikh مشاهدة المشاركة
فالذي يشتغل من العلماء بالحديث يسمى محدِّثا، والذي يشتغل بالفقه يسمى فقيها، والذي يهتم بالتفسير يسمى مفسِّرا، والذي يهتم بالنحو يسمى نحويا...، وكذلك الذي يهتم بعلم التربية والتزكية والسلوك يسمى صوفياً.
هذا الكلام غير مسلَّم، ومردود على صاحبه، فإذا كان من يشتغل بعلم الحديث يُسمَّى محدِّثا، ومن يشتغل بعلم الفقه فقيها، ومن يشتغل بعلم التفسير مفسرا، فينبغي أن نسمي من يهتم بعلم التربية والتزكية والسلوك مربيا أو سلوكيا، أو مُزكِّيًا، وعلى هذا فلفظة الصوفي مقحمة، ودخيلة على علوم الشرع
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة toufikh مشاهدة المشاركة
فالتصوف مشتق من الصفاء
هذا لا يستقيم؛ إذ لو كان مشتقا من الصفاء لقيل صفيٌّ.
فإمَّا أنَّه مشتق من الصوف، الذي هو شعار الرهبان من النصارى، أو مشتق من كلمة "صوفيا" اليونانية التي معناها "الحكمة"، ومنه قولهم للفلسفة "فيلو صوفيا" أي "حُبُّ الحكمة".

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة toufikh مشاهدة المشاركة
وقال الإمام مالك: ( من تفقه ولم يتصوف فقد تفسّق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقّق). "حاشية العدوي على شرح الزرقاني" 03/95.
وقال الإمام الشافعي: (صحبت الصوفية فاستفدت منهم ثلاث كلمات: قولهم: الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك، وقولهم: نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وقولهم العدم عصمة). أنظر "تأييد الحقيقة العلية" للإمام السيوطي ص 15.
وكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد الله: (يا ولدي عليك بالحديث، وإياك ومجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية، فإنهم ربما كان أحدهم جاهلا بأحكام دينه). فلما صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي وعرف أحوال القوم أصبح يقول لولده: (يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم، فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة). أنظر "تنوير القلوب" ص 405 للعلامة الشيخ أمين الكردي.
هذا الكلام غير ثابت عن هؤلاء الأئمة الأعلام، بل ثبت عنهم ضدُّه ونقيضه:
فأمَّا الإمام مالك: فقد ذكر القاضي عياض في "ترتيب المدارك" (124/1): عن المسيبي قال:
((كنا عند مالك وأصحابه حوله فقال رجل من أهل نصيبين: يا أبا عبد الله عندنا قوم يقال لهم الصوفية يأكلون كثيراً، ثم يأخذون في القصائد ثم يقومون فيرقصون.
فقال مالك: أمن الصبيان هم؟
قال: لا.
قال أمجانين؟
قال: لا، قوم مشائخ وغير ذلك عقلاً.
قال مالك: ما سمعت أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا!
قال الرجل: يل يأكلون، ثم يقومون، فيرقصون نوائب، ويلطم بعضهم رأسه، وبعضهم وجهه!
فضحك مالك ثم قام فدخل منزله.
فقال أصحاب مالك للرجل: لقد كنت يا هذا مشؤوماً على صاحبنا، لقد جالسناه نيفاً وثلاثين سنة فما رأيناه ضحك إلا في هذا اليوم.)).
أمَّا الإمام الشافعي: فقد ذكر ابن الجوزي في كتابه"تلبيس إبليس" (ص370)عنه أنَّه قال:
((لو أن رجلاً تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يكون أحمق))!!
وقال أيضاً: ((ما لزم أحد الصوفية أربعين يوماً فعاد إليه عقله أبداً))!!
أمَّا الإمام أحمد: فقد ذكر الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/ 326): عن إبراهيم بن إسحاق السراج، قال:
قال أحمد بن حنبل يوما: يبلغني أن الحارث هذا - يعني: المحاسبي - يكثر الكون عندك، فلو أحضرته، وأجلستني من حيث لايراني، فأسمع كلامه.
قلت: السمع والطاعة، وسرني هذا الابتداء من أبي عبد الله، فقصدت الحارث، وسألته أن يحضر، وقلت: تسأل أصحابك أن يحضروا.
فقال: يا إسماعيل، فيهم كثرة فلا تزدهم على الكسب والتمر، وأكثر منهما مااستطعت.
ففعلت ما أمرني، وأعلمت أبا عبد الله فحضر بعد المغرب، وصعد غرفة، واجتهد في ورده، وحضر الحارث وأصحابه، فأكلوا ثم قاموا إلى الصلاة، ولم يصلوا بعدها، وقعدوا بين يدي الحارث وهم سكوت إلى قريب من نصف الليل، وابتدأ واحد منهم، وسأل عن مسألة، فأخذ الحارث في الكلام، وهم يسمعون، وكأن على رؤوسهم الطير، فمنهم من يبكي، ومنهم من يزعق، فصعدت لا تعرف حال أبي عبد الله، وهو متغير الحال، فقلت: كيف رأيت ؟
قال: ما أعلم أني رأيت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا، وعلى ما وصفت، فلا أرى لك صحبتهم، ثم قام وخرج.
التعديل الأخير تم بواسطة جزائري أصيل ; 18-04-2013 الساعة 11:05 AM