رد: حقيقة التصوف بقلم الإمام: عبد العالي بوعكاز
22-04-2013, 08:31 AM
الإشكال ليس في مجرد لبس الصوف للحاجة، فهذا ليس مذموما باتفاق أهل العلم، إنما المذموم هو اتخاذه شعارا يتميز به الإنسان به عن غيره، بل واشتقاق لقب له من ذلك كالصوفي، فتنبه للفرق و لاتكن من الغافلين..!
وما دمت احتججت بقول شيخ الإسلام ابن تيمية، فأنا أذكر لك كلامه في حكم جعل لبس الصوف شعارا لطائفة معينة، واشتقاق لقب لهم من ذلك، قال -رحمه الله-في "مجموع الفتاوى"(11/554 - 555):
((وَأَمَّا لِبَاسُ الصُّوفِ، فَقَدْ لَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّةَ الصُّوفِ فِي السَّفَرِ؛ وَلِهَذَا قَالَ الأوزاعي: «لِبَاسُ الصُّوفِ فِي السَّفَرِ سُنَّةٌ وَفِي الْحَضَرِ بِدْعَةٌ»، وَمَعْنَى هَذَا أَنَّ الْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهِ فِي الْحَضَرِ بِدْعَةٌ، كَمَا رَوَيْنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَقْوَامًا يَتَحَرَّوْنَ لِبَاسَ الصُّوفِ، قَالَ: «أَظُنُّ هَؤُلَاءِ بَلَغَهُمْ أَنَّ الْمَسِيحَ كَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ فَلَبِسُوهُ لِذَلِكَ وَهَدْيُ نَبِيِّنَا أَحَبُّ إلَيْنَا مِنْ هَدْيِ غَيْرِهِ».
إلى أن قال رحمه الله:
((وَقَدْ لَبِسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُطْنَ وَغَيْرَهُ، وَمَعْنَى هَذَا أَنَّ اتِّخَاذَ لُبْسِ الصُّوفِ عِبَادَةً وَطَرِيقًا إلَى اللَّهِ بِدْعَةٌ، وَأَمَّا لُبْسُهُ لِلْحَاجَةِ وَالِانْتِفَاعِ بِهِ لِلْفَقِيرِ لِعَدَمِ غَيْرِهِ، أَوْ لِعَدَمِ لُبْسِ غَيْرِهِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ فَهُوَ حَسَنٌ مَشْرُوعٌ)).