رد: التذكرة بأسباب حسن الخاتمة
30-05-2017, 04:16 PM
السببالرابع: الحفاظ على الصلاة:
عن عبدالله رضي الله عنه، قال: "مَن سرَّه أن يلقى اللهَ غدًا مُسلمًا، فليحافِظْ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بهنَّ، فإن الله شرع لنبيِّكم صلى الله عليه وسلم سننَ الهدى، وإنهن من سننِ الهدى، ولو أنكم صلَّيتم في بيوتكم كما يصلِّي هذا المتخلِّفُ في بيته، لتركتُم سُنَّة نبيكم، ولو تركتم سنةَ نبيكم لضلَلْتُم، وما من رجلٍ يتطهَّر فيُحسِن الطهورَ، ثم يعمدُ إلى مسجدٍ من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكلِّ خطوة يخطوها حسنةً، ويرفعه بها درجة، ويحطُّ عنه بها سيئة، ولقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنها إلا منافقٌ معلومُ النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتى به يُهادَى بين الرجلينِ حتى يُقامَ في الصف"[11].
الشاهد من الحديث:"مَن سرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بهن".
السببالخامس: فعل الطاعات وترك السيئات:
لقوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾.
عن قتادة رضي الله عنه: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ...﴾ الآية،
" لَعَمْري لقد تفرَّق القوم في الدنيا، وتفرَّقوا عند الموت، فتباينوا في المصير".
السببالسادس: حسن اختيار الرفيق:
عنأبي هريرةرضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرجلُ على دين خليلِه، فلينظُرْ أحدكم مَن يُخالِل))[12].
قوله: ((الرجل))؛ يعني الإنسان.
((على دين خليله))؛ أي: على عادة صاحبه وطريقته وسيرته.
((فلينظُرْ))؛ أي: فليتأمَّل وليتدبر.
((مَن يُخالِل)): من المخالَّة، وهي المصادقة والإخاء، فمَن رضي دينَه وخُلُقه خالَلَه، ومَن لا، تجنَّبَه؛ فإن الطباع سرَّاقة، والصُّحبة مؤثِّرة في إصلاح الحال وإفساده.
قالالغزالي:" مجالسة الحريص ومخالطته تُحرِّك الحرص، ومجالسة الزاهد ومخاللته تزهد في الدنيا؛ لأن الطباع مجبولةٌ على التشبه والاقتداء، بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري.
وعنأبي موسىرضي الله عنهعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مَثَل الجليسِ الصالح والجليس السُّوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يُحْذِيَك، وإما أن تبتاعَ منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيِّبة، ونافخ الكِير إما أن يُحرِقَ ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثة))[13].